شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف استغلت أميركا أموال الخليج لضمان أمن «إسرائيل»؟

ترامب ونتنياهو

سلطت صحيفة «دايلي صباح»، الضوء على إستراتيجية ترامب للأمن القومي، والقائمة على نشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط لضمان أمن إسرائيل ومصالحها، وإضعاف منافسيها الصين وروسيا، كاشفة في مقال للصحفي التركي «يحيى بستان»، عن تفاصيل تلك الإستراتيجية والتي قامت في معظمها على استغلال أموال دولتي السعودية والإمارات، ودعم الحركات المتطرفة من أجل تقسيم المناطق حول إسرائيل وإنشاء مناطق عازلة بينها وبين تركيا وإيران.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، كانت أميركا فقدت السيطرة على الساحة الدولية مؤخرا، وهي الإستراتيجية التي اتبعها أوباما، ولم يعد النظام العالمي أحادي القطب كما كان بل متعدد الأقطاب، وهو ما دفع واشنطن في ظل عهد ترامب، إلى محاولة استعادة النظام الذي خرجت به من أنقاض الحرب الباردة، عن طريق وضع إستراتيجية جديدة، تنتهج نهجا وحشيا وعنيفا، وأكثر دناءة.

الشراكات مع المنظمات الإرهابية

وأوضح الكاتب، أن الإستراتيجية الأميركية، تركز على 3 أولويات؛ الأولى، هي حماية المصالح الأميركية في العالم، واستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر، والثانية، ضمان أمن إسرائيل، والثالثة، احتواء وإضعاف الصين وروسيا، وهو ما تعكسه إستراتيجية الأمن القومي الوطني التي أعلن عنها ترامب منذ أيام أو ما يعرف باسم «قوى المراجعة».

وفي سبيل ذلك، تلجأ الولايات المتحدة إلى تكتيكات مشكوك فيها، بما فيها دعم الانقلابات العسكرية في البلدان المستهدفة وعقد شراكات مع منظمات إرهابية؛ حيث ترى الولايات المتحدة الآن أن هيمنة المنظمات الإرهابية تتراجع، لذا تسارع في وقف هذا التراجع.

وأطلق الكاتب، اسم «إستراتيجية الفوضى الأميركية» على الإستراتيجية تلك، مشيرا إلى أنها تتكشف عن نفسها في سياق ضمان أمن إسرائيل أكثر من أي قضية أخرى، موضحا أن الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في مصر، واستبداله بالجنرال العسكري عبدالفتاح السيسي، جاءت لغرض وحيد هو الحفاظ على أمن إسرائيل.

وأوضح الكاتب، أن قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، كان امتدادا للخطة نفسها، وكان تشجيع مسعود بارزاني من قبل المسؤولين الأميركيين على إجراء استفتاء شعبي على الاستقلال الكردي العام الماضي، من ضمن إستراتيجية ترامب لاحتواء النفوذ الإيراني في سوريا وعلى الحدود الإسرائيلية.

وكانت علاقات أميركا مع وحدات «حماية الشعب» الكردية، بغرض إنشاء ممر يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا؛ لتسهيل التفكك الإقليمي لسوريا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يخلق منطقة عازلة بين إسرائيل وتركيا وإيران، وبعبارة أخرى، تعتقد الولايات المتحدة بوضوح أن كلا من تركيا وإيران يشكلان تهديدا مباشرا لمصالح إسرائيل الحيوية.

وأضاف الكاتب «يبدو أن واشنطن تريد إضعاف القوى الإقليمية، وإن أمكن تقسيمها إلى قطع متعددة، لغرض وحيد هو ضمان أمن إسرائيل، وهو ما يمكن توصيفه بأنه إستراتيجية الفوضى الأميركية».

إضعاف روسيا والصين- الحزام الأخضر

وفيما يتعلق بإضعاف روسيا والصين، أكد الكاتب، أن المسؤولين الأميركيين، يلجأون إلى تكتيكات مختلفة عما تتبعه في ضمان أمن إسرائيل، وهي الإستراتيجية التي تذكر بسياسة «الحزام الأخضر» في سبعينيات القرن الماضي، فبالنظرة إلى التاريخ، سعت واشنطن إلى رعاية الحركات الدينية المختلفة؛ من أجل احتواء الاتحاد السوفيتي، ودعمت انقلابات عدة في هذا الشأن.

وفي السنوات الأخيرة واجه الأميركيون مشكلات عدة مع تركيا وإيران وباكستان، ولأن الولايات المتحدة لم تتمكن من اتخاذ إجراءات مباشرة ضد الأتراك، فإن لمنظمة فتح الله جولن، وحزب العمال الكردستاني وامتيازها السوري، يوضح نية واشنطن تجاه تركيا وإستراتجيتها تجاهها.

ووفقا للكاتب، لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة ترغب في أن يحكم تركيا إدارات من الممكن إخضاعها للرقابة، كما أن دعم واشنطن للاحتجاجات العنيفة في إيران، إلى جانب تصريحات الرئيس ترامب بشأنها، يشير إلى أن الأميركيين يريدون تغيير النظام في طهران.

وبالنظر إلى العلاقات المتوترة مع باكستان، وبإلقاء نظرة فاحصة على تركيا وباكستان وإيران، نجد أنهم واقعون على خط متواصل بين بلغاريا والصين، وعلى هذا النحو، ليس من قبيل المصادفة، أن تستهدف الولايات المتحدة تلك البلدان في الفترة الأخيرة، مضيفا «لضمان أمن إسرائيل واحتواء روسيا والصين، تعارض واشنطن فكرة أن تركيا وإيران وباكستان تحكمها إدارات مستقلة، وعلى هذا النحو، سيواصل الأميركيون جهودهم لإضعاف البلدان الثلاثة».

استغلال أموال الخليج

وفي سبيل تحقيق المخطط المذكور، سعت أميركا إلى استغلال الموارد المالية لحفنة من الدول الخليجية لتنفيذ إستراتيجيتها، ومن المفارقات أن هذه البلدان تمت مواءمتها مع انقلابات القصر، إلا أنها فشلت في القيام بذلك مع قطر، ولأنها فشلت، فإنها تسعى حاليا إلى إخضاع المواطنين القطريين على ركبتهم.

وأضاف الكاتب، أن ترامب تمكن من دفع الدول الخليجية تلك إلى تشكيل علاقات أكثر ودية مع تل أبيب، واستغلال أموالهم في سبيل ضمان أمن إسرائيل، كما استخدمت أموالهم أيضا في تمويل عملياتها العسكرية في سوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط.

وأوضح الكاتب، في نهاية مقاله، أن سلوك واشنطن المتهور والوحشي، لن يسفر رغم ذلك عن النتائج المرجوة، مؤكدا أن موقف ترامب الحالي سيزيد من تعميق عزلة أميركا، ومضيفا «المحاولة الفاشلة لإخضاع قطر وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس، يجب أن يكون تذكيرا للولايات المتحدة».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023