قال تال ليف-رام، الكاتب العسكري بصحيفة معاريف، إن الكشف عن أنفاق حركة حماس على حدود قطاع غزة شيء جيد، لكنه لا يخفي التهديد الخطير الذي تمثله القذائف الصاروخية التي تحوزها الحركة، وتعد تهديدا أخطر من الأنفاق.
وأضاف «النفق يمكن أن يسفر عن قتلى كثر، وعمليات اختطاف، وشعور بعدم الأمن على طول الحدود الإسرائيلية مع غزة، لكن القذائف الصاروخية التي تحوزها حماس لديها القدرة على إخراس الدولة فترة طويلة من الزمن، وتغلق المطارات الجوية والموانئ البحرية، وتتسبب بأضرار اقتصادية هائلة، وهذا هو الخطر الإستراتيجي الحقيقي»، بحسب عربي21.
وأشار إلى «أنه بجانب الإنجاز المتمثل بتفجير نفق رفح، لكنه يشكل حلا لما يمكن اعتباره قمة جبل الجليد فقط، في كل ما يتعلق باستعدادات الجيش الإسرائيلي للمواجهة القادمة مع قطاع غزة، عقب الانتقادات القاسية التي واجهها بعد انتهاء الحرب الأخيرة في صيف 2014 بسبب عدم جاهزيته على مختلف الأصعدة، وبدأ باستخلاص الدروس والعبر».
وأثبتت الأحداث أن تهديد الأنفاق هو تكتيكي، في حين تشكل القذائف الصاروخية التهديد الإستراتيجي، ما يدفع إسرائيل لإبداء أكبر قدر من الجاهزية إزاء هذا التهديد في حال اندلعت مواجهة عسكرية واسعة على الجبهتين الشمالية مع لبنان، أو الجنوبية مع غزة، أو إحداهما.
وطرح الكاتب هذا السؤال: «هل استثمرت إسرائيل القدرات والإمكانيات ذاتها لمواجهة القذائف الصاروخية مثلما استخدمتها لوضع حد لتهديد الأنفاق الذي سيطر على النقاش الجماهيري الإسرائيلي أكثر من سواه من التهديدات، مشيرا إلى أن الإجابة المتوفرة حاليا هي سلبية، رغم أن إمكانية اندلاع حرب شاملة واسعة مع حماس في غزة يمكن لها أن تتحقق صباح يوم غد».
وطالب عمير بيرتس وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، في مقاله بصحيفة معاريف، الحكومة بكسر الفجوات القائمة في جاهزية الجبهة الداخلية للحرب القادمة.
وأضاف «تلقت إسرائيل في حرب غزة 2014 قرابة 5 آلاف قذيفة هاون وصاروخ، ومدن مثل عسقلان، أسدود، بئر السبع، وسديروت كانت في مرمى هذه التهديدات، كما تعرضت الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان الثانية 2006 إلى 120-250 قذيفة صاروخية في اليوم الواحد، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية واقتصادية».
وختم بالقول: «كل ذلك يجعل أعداء إسرائيل، سواءً من حماس أو حزب الله، يعتبرون الجبهة الداخلية البطن الرخوة لإسرائيل، ويكثفون من استهدافها في أي مواجهة قادمة».