المتابع للمشهد السياسي المصري، خاصة المتعلق بالانتخابات الرئاسية، يجد أن هناك اتجاه داخل النظام للإعلان بصورة غير مباشرة عن فوز عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية، قبل شهرين من انطلاقها، إذ شهدت مكاتب الشهر العقاري طوابير تجمع بين موظفي الحكومة و السيدات في مشهد رأه مراقبون ترسيخ لاعلان السيسي رئيسًا لفترة رئاسية ثانية.
وعلمت «رصد» من مصادر داخل وزارة الكهرباء، إجبار موظفي جميع القطاعات بمصر على التوجه نحو مكاتب الشهر العقاري، لتحرير توكيلات لترشيح عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، مع إلزامهم بإحضار صورة التوكيل.
وشهدت مكاتب الشهر العقاري بالقاهرة و محافظات مصر إقبالا لتحرير نماذج تأييد ترشح عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسة ثانية وخاصة في مكاتب طور سيناء وشرم الشيخ، ووضعت حملات تأييد ترشح عبد الفتاح السيسي لافتات وصور تأييد له امام الشهر العقارى بشرم الشيخ بينما يتم منع تحرير توكيلات لأي مرشح آخر.
وبدأت حملات تأييد ترشح السيسي لفترة رئاسة ثانية من بينها حملة «رد الجميل» و«الحملة الوطنية لدعم الرئيس»، في توزيع استمارات على المواطنين فى الشارع للتوقيع على تأييد ترشحه لفترة رئاسة ثانية.
استمارات للبيع
وكشفت تقارير صحفية، بصحف مؤيدة للنظام، عن انتشار عدد من الشباب أعمارهم لا تتجاوز 22 سنة، بالقرب من مكاتب توثيق «السيدة زينب والخليفة ومصر القديمة»، في محاولة لشراء استمارة تأييد السيسى مقابل 30 جنيها للاستمارة، فيما عرض آخر شراء 3 استمارات مقابل 100 جنيه، وقال ثالث لرجل في الخمسين من عمره بعد خروجه من مكتب التوثيق وبيده استمارة تأييد السيسى: «خليها معاك لبكره وهعطيك 50 جنيه».
نية التزوير
وتصاعدت الاتهامات الموجهة لنظام عبد الفتاح السيسي بالنية لتزوير الانتخابات الرئاسية المرتقبة قبل انطلاقها، مع تواتر الاتهامات بإجبار موظفي الدولة على تحرير توكيلات ترشيح السيسي لرئاسة ثانية.
حشد الموظفين
واتهم أمين عام حزب مصر العروبة الديمقراطي، سامي بلح، و المتحدث باسم حملة مرشح الحزب للرئاسة، سامي عنان، الحكومة بحشد الموظفين بالإجبار لتحرير توكيلات ترشيح للسيسي من أجل فترة رئاسية ثانية.
ونشر عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» مساء أول أمس الإثنين، صورة من خطاب وجهته «إدارة الزرقا التعليمية» التابعة لمحافظة دمياط، إلى «مدرسة رفعت المحجوب الثانوية الصناعية» تضمن تعليمات لإداراتها بتوجيه جميع العاملين في المدرسة للذهاب إلى الشهر العقاري لتحرير توكيل للسيسي.
وشمل الخطاب تنبيها بضرورة إحضار جميع العاملين للتوكيلات التي حرروها إلى المدرسة لتجميعها وإرسالها إلى إدارة التعليم الفني في مديرية دمياط التعليمية.
وذيل الخطاب المنشور على صفحة بلح بـ«اعتبار الأمر عاجلا بناء على تعليمات من ديوان عام محافظة دمياط».
وقال بلح، تعليقًا على المنشور:«هكذا يتم حشد الموظفين في مركز الزرقا في محافظة دمياط لتحرير توكيلات تأييد الترشح السيسي وفي الوقت ذاته ترفض مكاتب الشهر العقاري في دمياط تحرير توكيلات من المواطنين للفريق سامي عنان بحجة ان اسمه غير مدرج لديهم، إنها لمهزلة وفضيحة لا تليق بالدولة المصرية».
استغلال الفقراء
أمين اسكندر القيادي بحزب الكرامة، قال في تصريح لـ«رصد» إن « ممارسات نظام السيسر على بعض فئات الشعب المصري من موظفين وفقر وعمال داخل أماكن عملهم لاستخراج توكيلات تأييد للرئيس الحالي، يؤكد أن هناك حالة ترسيخ مبدأ فوز السيسي».
وأكد أن «مؤسسات الدولة ملك للشعب وليست إرثًا خاصا لمن يديرونها، وأن التكليفات والمكاتبات الرسمية التي يصدرها موظفون عموميون لمرؤوسيهم بتحرير توكيلات للرئيس الحالي (جبرا) هي ممارسات مخالفة للقانون والدستور وتدينهم أمام القضاء».
