نشرت صحيفة «نيوزويك» رسالة من آية حسام خلف، ابنة علا القرضاوي نجلة الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي المحتجزة وزوجها في السجون المصرية بتهمة دعم جماعة الإخوان المسلمين، تطالب فيها نائب الرئيس الأميركي مايك بينس بالتدخل للإفراج عنهما؛ خاصة وأنهما معتقلان دون سند قانوني ودون تهمة حقيقية، إضافة إلى التجديد لهما كل 45 يومًا، وحبسهما انفراديًا في زنزانة لا تتجاوز مسافتها المترين.
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ آية طالبت بينس بالإفراج عن والديها وغيرهم من المجتجزين الأميركيين في السجون المصرية، والحكومة المصرية في ظل نظام عبدالفتاح السيسي دأبت على ارتكاب انتهاكات حقوقية بالجملة دون تدخل من أحد، موضحة أنّ من دون تسليط رقيب عليهم سيشرعون فيما يفعلونه دون توقف، مسلّطة الضوء على الانتهاكات التي طالتهما منذ أن اعتقلا في يونيو الماضي.
وقالت آية: لم يكن أبي وأمي بصحبتنا لاستقبال العام الجديد، وقد لا نراهما في عام 2018 إذا لم يساعدنا البيت الأبيض. والديّ علا وحسام ضمن أكثر من 60 ألف سجين سياسي في مصر، واعتقلوا في 30 يونيو الماضي دون إذن قضائي ودون أي تهمة أو مبرر، وقضى كلاهما أكثر من 160 يومًا في الحبس الانفرادي، داخل زنزانة مساحتها لا تتجاوز المتران على أرضية خرسانية، دون نوافذ تهوية.
وبجانب ذلك، حُرما من جميع الزيارات لأفراد الأسرة والمستشار القانوني للعائلة، ويُسمح لوالدتي باستخدام الحمام لمدة خمس دقائق فقط يوميًا، وكل ما نعرفه عنهما الآن أنهما على قيد الحياة، ويُجدّد الحبس لهما كل 45 يومًا، وأثناء نظر احتجازهما يوضعان في قفصٍ زجاجي ولا يسمح لهما إلا ببضع دقائق من الحديث مع محاميهما.
وتساءلت آية: لماذا يُحتجزان؟ ادّعت مصر عبر وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية أنّهما اُحتُجزا بسبب دعمهما لجماعة الإخوان المسلمين، المصنّفة على أنها إرهابية؛ لكنّ وسائل الإعلام هذه لم تعرض أيّ أدلة أو اتهامات رسمية.
والديّ ليس لديهما ما يفعلانه حيال ذلك، أبي رئيس حزب البناء والتنمية، المنافس سياسيًا، وأمي سكرتيرة للحزب، والأهم من ذلك أنّهما مقيمان قانونيان في الولايات المتحدة وعاشا فيها لسنوات وتخرّجا في جامعة تكساس بأوستن، ولديهما ثمانية من الأبناء وأحفادهم وأشقاؤهم مواطنون أميركيون.
وتابعت: لا أستطيع أن أصف مدى صعوبة الأمر على عائلتي، ولا يمكن تخيل ما يمر به والديّ كل يوم، نحن في أمسّ الحاجة إلى مساعدة الحكومة الأميركية لتأمين الإفراج عنهما بجانب 20 أميركيًا آخرين تفيد التقارير أنهم محتجزون في مصر بشكل غير قانوني.
ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس الأميركي مايك بينس مصر في نهاية هذا الأسبوع؛ للنظر في ملف انتهاك الأقليات الدينية، بجانب الإفراج عن السجناء السياسيين. وفي ديسمبر، نظّمت لجنة «توم لانتوس» لحقوق الإنسان جلسة استماع في الكونجرس بشأن الانتهاكات الحقوقية في مصر. إضافة إلى ذلك، قدّم أكثر من عشرة ممثلين منتخبين مخاوفهم إلى المسؤولين المصريين، كما وقع أكثر من ألفي أميركي عريضة أطلقتها جامعة تكساس وموجهة إلى السفير المصري في واشنطن تطالب بالإفراج الفوري عن حسام خلف وزوجته علا القرضاوي.
وتابعت آية: أطالب مايك بينس مرة أخرى الآن بالتدخل بالإفراج الفوري وغير المشروط عن والديّ وغيرهما من الأميركيين المحتجزين.
وإذا تمكّن بينس من الإفراج عن حسام خلف وزوجت، فلن تكون المرة الأولى التي تفعل فيها الإدارة الأميركية ذلك؛ ففي أبريل الماضي استطاع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد زيارته لعبدالفتاح السيسي في تأمين الإفراج عن المواطنة الأميركية آية حجازي. وغير ذلك، أبدت الإدارة استعداداها لفتح ملف حقوق الإنسان في مصر؛ ففي سبتمبر الماضي علّقت ما يقارب 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر بسبب شواغل متعلقة بملف حقوق الإنسان في مصر.
وفي نهاية العام الماضي (2017)، وأثناء إعلانه عن استراتيجية الأمن القومي الأميركي، أكّد ترامب أنّ الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان شرط لاستمرار المعونات للدول التي تستفيد منها، وأضافت آية: «تستطيع إدارة ترامب أن تفعل ذلك مرة أخرى في رحلة مايك بينس إلى مصر؛ حتى يبدأ السيسي في إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، ويجب على ترامب وبينس أن يقفا وقفة قوية في وجه مصر وإجبارها على احترام حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها تجاه المحتجزين بشكل غير قانوني.
وفي النهاية، أخاطب بينس: «وأنت في مصر سيدي النائب، برجاء أن تقدّم لنا العون في إعادة والديّ إلى المنزل كي نحتفل برأس السنة الجديدة معًا».