شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تحليل بـ«جيروزاليم بوست»: الدرس المستافد من سبع سنوات للثورة: «المأساة العربية لن يحلها أبدًا شخص أجنبي»

لافتة كبرى تجمع صور أعلام الدول العربية

تزامنًا مع الذكرى السابعة لاندلاع الثورات العربية في 2011، استنتج الكاتب «آموتز آسال» منها نصائح يمكن للدول العربية أن تطبقها لتتحرك إلى الأمام دون مشكلات أو إراقة للدماء؛ أبرزها أنّ مشاكلهم وخلافاتهم وقضاياهم لن تُحلّ إلا عبر آليات تهدف إلى تثقيف شعوبها وتنويرها على غرار ما حدث في الصين وروسيا وتركيا والهند.

وذكر، في مقاله بصحيفة «جيروزاليم بوست»، أنّه في بداية التظاهرات بمصر أثناء ثورة 25 يناير 2011، تجاوزت الحصيلة الأولى للقتلى العشرات بعد نزول الدبابات إلى الإسكندرية والقاهرة، ومبارك جالس في قصره يستمع إلى حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال إنّ العنف لن يعالج مشكلات الشعب المصري، وقمع الأفكار لن ينجح في إنهائها.

واعتقد أوباما حينها أنّ الثورة التي اندلعت في مصر «دعوة للديمقراطية فقط، والواجب فعله أن يستمع مبارك إلى المتظاهرين ويتحدّث معهم». إلا أنه بعد سبع سنوات من الربيع العربي يمكن الخروج بعدة استنتاجات.

• فشل النخب العربية

القصور العنيف لقادة تونس ومصر وليبيا واليمن، والحروب الأهلية الشنيعة التي اندلعت في ليبيا وسوريا واليمن، لم تطل بعد كالتي اندلعت في لبنان والجزائر والسودان من قبل؛ لكنها تؤكّد في النهاية فشل النخب العربية في صناعة مستقبل عربي.

وكان لرجال الدولة والسياسيين وأرباب العمل ورجال الدين والأكاديميين والأدباء باع طويل في الاعتماد على مليارات «البترودولارات» وحماس الدعم الخارجي؛ لكنهم أهدروها جميعًا وأخفقوا في العمل على تمكين الجماهير التي خرجت منتفضة.

وعَامَلَ أغلبية المسؤولين في هذه الدول الحراك الاجتماعي باعتباره تهديدًا، وخنقوه عن طريق القمع أو الرشوة، مثلما حدث في بلدان خيجية؛ والنتيجة أنّ العالم الخارجي لا يستطيع تجاهل ما حدث في العالم العربي.

ففشل القادة العرب في تلبية احتياجات مواطنيهم، ولم تولد الفقر والجهل وسفك الدماء فقط؛ بل أيضًا ساهمت في وصول الأصوليين الذين قتلوا الآلاف من العرب وغير العرب، وأطلقوا زر الهجرة والنزوح إلى الدول الأوروبية.

• التنوير قبل الديمقراطية

الافتراضات الغربية بأنّ «الديمقراطية وشيكة بعد سقوط برلين» أثبتت أنها لا أساس لها من الصحة في الدول العربية؛ إذ توقفت مسيرة الديمقراطية عند روسيا والصين وتركيا، ولن تُستكمل بالطبع في دمشق والقاهرة والرياض؛ والتغيير يجب أن يشتمل أولًا على تعليم القرويين، وتحسين أوضاع الملايين من العمال، الذين سيكونون قادرين على بناء دولة؛ كما حدث في بريطانيا على سبيل المثال.

• فشل الدولة القومية

ينتشر النظام العرقي والإثني والخصوم الطائفية بكثرة في الشرق الوسط، سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو اليمن، والرغبة في إسناد هذه الصراعات إلى نظرية المؤامرة أمر خاطئ، كما إنّ البرمجة المنتشرة بين الدول الأوروبية بأن العرب منقسمون وحدهم وطائفيون غير حقيقي أيضًا؛ والواقع أنّ الأوروبيين فشلوا في جعل الشرق الوسط منطقة متماسكة ومستقرة في العقود الماضية.

ويجب الضغط على صُنّاع الرأي العرب والأجانب، وأن يعترفوا أولًا بأنّ المرض السياسي في الشرق الوسط له علاقة بأنّ العرب أنفسهم كانوا يحرقون بعضهم بعضًا قبل سنوات من الصراع مع «إسرائيل». وفي الوقت نفسه، سيتعيّن على المؤرخين والمؤلفين والشعراء والمخرجين والصحفيين العرب أن يسألوا أنفسهم: لماذا يوجد كثير من إراقة الدماء في المنطقة العربية؟ ولماذا فشل القادة العرب في تثقيف جماهيرهم بالطرق التي تتبعها تركيا والصين والهند؟

وعليهم أن يجدوا صيغة جديدة للعقل العربي، ويفهموا أنّ التدمير والكراهية لا يبنيان الأوطان؛ وعلى القادة العرب من جانبهم أن ينتجوا صيغًا قابلة للتطبيق.

وعلى الجانب السياسي، يجب اتخاذ مواقف حازمة لوقف حمامات الدم في سوريا واليبيا واليمن، وعلى جامعة الدول العربية أن تتحرك في هذا الشأن بشكل فوري وحازم؛ ولا بد من إعادة توحيد الكلمة العربية بما يعكس واقع الملايين من المواطنين العرب وحياتهم وتطلعاتهم.

• دور الأجانب في إصلاح العرب

من الممكن بالفعل أن يؤدي الأجانب دورًا في إعادة تدوير عجلة الاقتصاد داخل الدول العربية، أو إنشاء مستشفيات ممولة من الخارج أو مصانع وخلافه. لكنّ الربيع العربي الحقيقي سيكون عبر فهم الدول العربية نفسها لحقيقة أنها يجب أن تتحرك من تلقاء نفسها إلى الأمام.

• التدخل الخارجي والخلافات السياسية 

وعلى مستوى الخلافات السياسية أيضًا يجب على العرب إدراك أنّ التدخلات الخارجية غالبًا ما تزيد من خلافاتهم السياسية؛ فالمأساة العربية لن يحلها أبدًا شخص أجنبي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023