احتفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، بتعاطف وزير العدل السعودي السابق، الأمين العام لـ«رابطة العالم الإسلامي» السعودية، محمد بن عبدالكريم العيسى، مع «محرقة اليهود»، وذلك في رسالة أرسلها إلى المتحف التذكاري لـ«الهولوكوست»، وفقا لـ«الخليج الجديد».
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، قالت الرسالة التي أرسلها «العيسى» في 22 يناير، قبل 5 أيام على ذكرى «المحرقة»، إن «التاريخ نزيه حقا مهما حاول المزورون المتشددون التلاعب أو العبث به».
وأضاف «العيسى»: «نعتبر أي إنكار للمحرقة أو التقليل من أثرها جريمة لتشويه التاريخ وإهانة لكرامة تلك الأرواح البريئة الذين لقوا حتفهم، بل هو أيضا إهانة لنا جميعا لأننا نشترك في نفس الروح البشرية والروابط الروحية».
وتابع: «نبدي تعاطفنا الكامل مع ضحايا الهولوكوست التي صدمت الإنسانية في صميمها وخلفت أضرارا لا يمكن أن ينكرها محب للسلام».
وأشارت «هآرتس» إلى أن الرسالة نشرت، الخميس الماضي، فى موقع «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى».
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا الموقف هو «ثمرة للحرب الشرسة التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد التيار الديني».
وفي تعليقه على الرسالة، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد «بروكينغز»، كريس ميسيرول، لمجلة «نيوزويك» الأمريكية: «لقد اتخذ العيسى خطوة جريئة نحو تحسين العلاقات بين المسلمين واليهود من خلال نشر رسالة تدين المحرقة بشكل مباشر، دون أية تحفظات».
وأضاف «ميسيرول»: «إنه أمر جديد تماما بالنسبة للسعوديين أن يدينوا المحرقة لدى مؤسسة مقرها في واشنطن، وهو أمر جديد بالنسبة لنظام يحكمه العديد من رجال الدين الذين ما زالوا ينكرون المحرقة، ويعبرون عن وجهات نظر معادية للسامية بشكل صارخ».
يشار إلى أن وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في وقت سابق، إلى زيارة (إسرائيل)، وذلك خلال حوار مع صحيفة «إيلاف» السعودية.
وفي نوفمبر الماضي، نشرت مجلة «فورين بوليسي جورنال» الأميركية تقريرا، وصفت فيه ولي العهد السعودي بأنه رجل (إسرائيل) في السعودية، وقالت إن «بن سلمان» عنصر يمكن الاعتماد عليه في مشروع أمريكي إسرائيلي طويل الأمد لخلق شرق أوسط جديد.
وفي وقت سابق، كشف رئيس المؤتمر اليهودي الأميركي «جاك روسن»، عن تعاون استخباراتي بين السعودية و(إسرائيل)، لافتا إلى أنه غير مندهش بذلك.
وانطلقت دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان محظورا قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.
ووفق محللين، تأتي الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة من «بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع الاحتلال.
