أثار قرار الأمم المتحدة بإيفاد مبعوثها الأممي الخاص إلى سوريا، دي ميستورا، للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سوتشي، الكثير من الجدل، وسط تساؤلات حول نزاهة الوسيط الأممي في عملية المفاوضات المستمرة عبر سنوات، وقبوله الدعوة على الرغم من رفض المعارضة المشاركة فيه.
وتجري موسكو استعدادتها في سوتشي لبدء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد، يومي الإثنين والثلاثاء من الاسبوع الجاري، بمشاركة بعض أعضاء هيئة المفاوضات الذين رفضو قرار المقاطعة، وعددهم 10 من أصل 36 صوتوا على قرار عدم المشاركة.
ونصت مسودة للمؤتمر، والتي نشرتها «الجزيرة»، على الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية بمشاركة وفد النظام السوري ووفد آخر يمثل طيفا واسعا من المعارضة من أجل التحضير لتعديل الدستور برعاية الأمم المتحدة.
قرار المشاركة رغم المقاطعة
وأعلنت الأمم المتحدة، السبت، أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش قرر إيفاد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى مؤتمر الحوار السوري الذي سيعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي، الأسبوع المقبل، رغم مقاطعة المعارضة السورية له.
الأمين العام للأمم المتحدة @antonioguterres يقرر إرسال مبعوثه الخاص إلى #سوريا، ستيفان دي مستورا إلى سوتشي #روسيا، لتمثيل المنظمة في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في ٢٩ من الشهر الجاري https://t.co/72H5mibBPg
— الأمم المتحدة (@UNarabic) January 27, 2018
وكان دي ميستورا اختتم، أمس السبت، جولة تاسعة من المحادثات التي تجري برعاية الأمم المتحدة في فيينا دون الحديث عن أية مؤشرات إلى إحراز تقدم في اتجاه التوصل لاتفاق سلام.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمم المتحدة تلقت تطمينات بأن مؤتمر سوتشي لن يسعى إلى تهميش المحادثات الأممية.
وأشار بيان روسي قدمه دي ميستورا إلى المنظمة، إلى أن نتيجة مؤتمر سوتشي «سيتم تقديمها إلى جنيف كمساهمة في عملية التفاوض بين السوريين التي ترعاها الأمم المتحدة».
ترحيب روسي
ومن جهتها، رحبت موسكو بقرار الأمين العام للأمم المتحدة إيفاد المبعوث الأممي الخاص بسوريا إلى سوتشي لحضور مؤتمر «الحوار الوطني السوري».
وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية، أمس السبت، أن الجولة التاسعة من المفاوضات السورية في فيينا (التي اختتمت أعمالها الجمعة) تناولت التحضير لمؤتمر سوتشي المزمع عقده في 29-30 من يناير الجاري، ونتائجه المحتملة.
المعارضة تتهمها بالخيانة
وأثار قرار الأمم المتحدة إيفاد مبعوثها الأممي حضور مؤتمر سوتشي، بعد إعلان هيئة المفاوضات السورية مقاطعة المؤتمر، غضب في أوساط المعارضة، واعتبرت أن الأمم المتحدة أصبحت وسيطًا غير نزيه.
واعتبر الصحفي السوري أحمد موفق زيدان، أن مشاركة «دي مستورا في سوتشي، يعني أنه لم يعد وسيطا دوليا كما لم يكن من قبل، ما دام قد تخلى عن التفويض الذي يشغله لسنوات، و هو وسيط لمفاوضات جنيف كما يثير تساؤلات خطيرة عن الأمم المتحدة نفسها».
وانتقد الباحث السوري غسان ياسين، مشاركة الأمم المتحدة في مؤتمر الحوار الوطني «سوتشي»، وقال: «الأمم المتحدة التي عجزت عن إدخال علبة حليب للأطفال المحاصرين وعجزت عن الإفراج عن معتقل واحد من سجون تنظيم الدولة البراميلية تعطي شرعية للقتلة وتقرر حضور سوتشي بعد رفض المعارضة»، مضيفا «عالم سافل تحكمه لغة القوة القوة فقط وكل حديث عن قيم ومبادئ إنسانية مجرد كلام يجتره عبيد الغرب».
ومن جهته، اعتبر الصحفي اللبناني إياد أبوشقرة «مشاركة دي ميستورا في مؤتمر سوتشي -إذا تأكدت- في ظل مقاطعة المعارضة السورية»، تعني «تآمره على مسار جنيف»، متسائلا: «كيف يتواطأ «الوسيط» بهذا الشكل.. مع الجهة التي تنسف أسس وساطته؟».
واعتبر المحلل السياسي نضال السبع، موافقة الأمم المتحدة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، تعني أنه «أخذ مشروعية دولية وغطاءً أمميًا».