أعلن ائتلاف «الحركة المدنية الديمقراطية» اليوم الثلاثاء مقاطعته الانتخابات الرئاسية المقبلة، ووصفها بـ«المسرحية العبثية»؛ داعيًا جموع الشعب المصري إلى تبني موقفه.
تأسس الائتلاف في ديسمبر الماضي، ويضمّ ثمانية أحزاب سياسية و150 شخصية سياسية؛ بينهم المرشحان السابقان للرئاسة حمدين صباحي وخالد علي، والمعارض جورج إسحق (أحد مؤسسي حركة كفاية).
وقال حمدين في مؤتمر الائتلاف اليوم: «لا للمشاركة في مهزلة تسمى الانتخابات» و«تعقد في غياب كامل للحريات»، مؤكدًا أنّ السلطة الحالية «قادت الوطن إلى هذا المأزق بسبب تغولها وتعسفها وغطرستها وانفرادها بالرأي»، وشباب الائتلاف أطلقوا حملة «خليك في البيت»؛ داعين الشعب إلى مشاركتهم موقف المقاطعة.
وأضاف: «ما نعلنه اليوم هو باسم الفقراء الذين اكتووا بخطط السلطة التي أملاها عليهم صندوق النقد الدولي، وباسم الطبقة الوسطى التي اكتوت، باسم كل قلب احترق على بيع تيران وصنافير للصهاينة بواسطة السعودية، وباسم كل معتقلين ومختفين ومحبوسين احتياطياً، وقتلى خارج نطاق القانون، باسم الناس البسيطة التي تريد العيش بكرامة».
مشهد عبثي
وقال جورج إسحق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أيضًا، إنّ النظام السياسي الحالي بات منزوع السياسة، وأدخل مصر في مشهد عبثي لا يليق بها؛ و«هذا النظام لا يليق بـ25 يناير، والشعب المصري لن يقبل بهذا السياق»، كما إنّ «الهيئة الوطنية للانتخابات لم تستمع للخروقات التي تم الإبلاغ عنها ولم تحرك ساكنًا».
وقرأ يحيى حسين، المتحدث باسم الائتلاف، بيانه قائلًا: «لم نعد أمام عمليةٍ انتخابية منقوصة الضمانات يمكن النقاش حول اتخاذ موقفٍ منها وإنما صرنا بصدد مصادرة كاملة لحق الشعب المصري في اختيار رئيسه ومشهدٍ عبثيٍ نربأ بأنفسنا أن نشارك فيه».
نتائج وخيمة
وتساءل فريد زهران، رئيس حزب الديمقراطي الاجتماعي: «يتهموننا بأننا نشوّه صورة مصر في الخارج وبتهديد الأمن والاستقرار؛ فهل هناك أكثر فضائحية من المشهد الانتخابي الحالي، أو هناك أكثر من حالة الاحتقان الموجودة؟».
وقال في كلمته بالمؤتمر إنّ «المقدمات الواحدة تؤدي لنتائج واحدة متمثّلة في انفجارات وثورات، لقد عشت خروج الناس في الشارع وعشت يناير عامي 1977 و2011»، محذرًا من أن ممارسات النظام الحالي ستؤدي لنتائج وصفها بالوخيمة، وعلى النظام تحمّل مسؤوليته.
ومن المقرر عقد الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بين 26 و28 مارس. وحتى الآن، وبعد إقصاء المرشحين الحقيقيين والتضييق عليهم وسجنهم؛ تقدّم موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد الليبرالي والمعروف بمواقفه المؤيدة للسيسي، بأوراق ترشحه إلى الهيئة الوطنية العليا للانتخابات يوم الاثنين؛ ليكون المرشح الوحيد أمام السيسي.
واعتبرت الحركة المدنية الديمقراطية في بيانها أنّ «تسارع المهازل في الأيام الأخيرة لإخلاء الساحة قسريًا للرئيس الحالي بممارسات أقرب لممارسات الديكتاتوريات البدائية القديمة… هو مستوى يليق بفاعليه، لكنه لا يليق بدولة بحجم وتاريخ مصر».
دعوة للمقاطعة
وسبق ودعت قوى معارضة الأحد الماضي إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة بسبب «موجة القمع التي أدت إلى انسحاب منافسين للسيسي»، وقالت في بيان: «ندعو شعبنا العظيم لمقاطعة هذه الانتخابات كليّا وعدم الاعتراف بأي مما ينتج عنها»، ووقّع على البيان عبدالمنعم أبو الفتوح وهشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، ومحمد أنور السادات العضو السابق في مجلس النواب الذي ألغى خططه للترشح.