يفتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يوم " الثلاثاء " القادم مؤتمر القمة الأول لدول الحوار الآسيوي الذي تستمر جلساته حتى السابع عشر من أكتوبر الحالي ، والتي يتم خلالها التركيز على الرؤى الاقتصادية والسياسية
الإستراتيجية الأسيوية والرؤى الخليجية لمستقبل العلاقة مع دول آسيا.
وصرح مدير إدارة أسيا بوزارة الخارجية السفير محمد المجرن الرومى بأن اجتماع كبار المسئولين في المؤتمر سيعقد يوم غد " السبت " لمناقشة ما تم انجازه في الاجتماع السابق كما سيتم يوم " الأحد "عقد جلسات العمل للاجتماع الوزاري التي تستمر على مدى يومين برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.
وأضاف أن يوم " الاثنين " سيشهد وصول القادة وستكون هناك لقاءات جانبية بين الرؤساء ونظرائهم ، مشيرا إلى أن المؤتمر سيهتم بالملفات التي ليس عليها خلاف ، مثل المجالات الاقتصادية والتعاون في مجال التكنولوجيا والأمن الغذائي البيئة ومواجهة الكوارث ، موضحا أن الكويت ترغب في أن تكون هذه الدول الأسيوية ضمن كيان أكثر قوة ، لان أغلبية الدول الأعضاء في الحوار الآسيوي هي عبارة عن تكتلات قوية مثل مجلس التعاون ، ودول جنوب شرق آسيا ، وآسيان ، إلى جانب دول اقتصادية كبرى مثل اليابان وكوريا والصين ، ولذلك سيكون الاقتصاد هو العنصر الأساسي فى المؤتمر ، إضافة إلى كيفية مواجهة الأزمات المالية وتأثيرها على اقتصادات الدول الآسيوية وأيضا التعاون في جميع المجالات.
وتستعد الكويت لهذه القمة في ظل وجود الخطط الاقتصادية التي وضعتها للتحول إلى مركز مالي وتجاري إقليمي نظرا لموقعها الجغرافي المتميز ولما تملكه من موارد مالية وقدرات بشرية متميزة الى جانب ما تتمتع به من علاقات طيبة مع مختلف الدول.
وتركز محاوره على الرؤى الاقتصادية والسياسية الإستراتيجية الأسيوية والرؤى الاجتماعية والرؤى الخليجية لمستقبل العلاقة مع دول آسيا ، . مع حرص الكويت على أن تكون القارة الأسيوية هي احد المحاور الرئيسية في بناء وتطوير تطلعاتها للتحول إلى مركز مالي وتجاري سعيا منها لتوثيق أواصر العلاقات وتعزيز التعاون المشترك بين مختلف الدول الأسيوية .
ويهدف حوار التعاون الأسيوي إلى تعزيز الاعتماد المتبادل بين الدول الأسيوية في جميع المجالات وتوسيع التجارة والأسواق المالية فيها وزيادة القوة التفاوضية لها وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لآسيا في السوق العالمية ، ويعمل إلى تحويل القارة الأسيوية إلى مجتمع أسيوي على المدى البعيد قادر على التفاعل مع بقية دول العالم على قدم المساواة والمساهمة بشكل أكثر فاعلية وايجابية في أحلال السلام المتبادل والازدهار.
وقد أكد الخبير في استراتيجيات النفط الدكتور عبد السميع بهبهاني أهمية منتدى الحوار الأسيوي الذي يعقد في الكويت الأسبوع المقبل متوقعا النجاح لفكرة الكويت بتحويله إلى منظمة أسوة بمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)أن السوق الآسيوية واعدة ولا مقارنة بينها وبين أي من قارات العالم ، مشيرا إلى أن أسيا قارة خصبة وبها أكثر من ثلثي سكان العالم والأرقام تؤكد حقيقة ثابتة وهي أن هذه القارة هي الأغنى والأوفر حظا مستقبلا على المستوى الاقتصادي إذا ما تم حساب دول الشرق الأوسط الأسيوية ضمن هذا التقييم.
ولفت إلى إن معدل النمو في دول آسيا مجتمعة يصل إلى 5.4 % وهو الأعلى بين قارات العالم في إشارة إلى أن دولا أسيوية هي الأعلى نموا في العالم كالصين التي يتراوح معدل نموها بين 7 إلى 8 في المائة سنويا ودول أخرى كاليابان والهند وغيرهما.
وشدد على أن هذا المعدل المرتفع في النمو هو الأهم ومن الأسباب الداعية لإنشاء منظمة التعاون الآسيوي فضلا عن غيرها من الأسباب الأخرى معتبرا تدخل السياسة في الاقتصاد "لعنة" دائما مع تفسد الاقتصاد في إشارة إلى أن هذا التدخل جريمة دائما مع تعود على الشعوب بالفقر، وأن آسيا سوف تتفوق على كبرى الاقتصادات كالولايات المتحدة إذا ما دخلت ضمن منظمة توحد رؤى دولها لافتا إلى أن الجيد لدى الكثير من دول آسيا أنها لا تقحم السياسة في الاقتصاد وهو عامل مهم لنجاح الاقتصاد والاستثمار ، وأن نجاح منظمة التعاون الأسيوي سيحل الكثير من مشكلات الشعوب والتي سيصبح بينها تناغم وتعاون بما يحقق الرفاهية ويقضي على الفقر والمجاعات بنسب كبيرة .
ومن ناحيته أكد السفير الإيراني لدى الكويت روح الله قهرماني على أهمية مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الأسيوي لبحث قضايا القارة الأسيوية ، وقال إن القارة الآسيوية هي مهد الحضارات الإنسانية الخالدة وان معظم المصلحين والأنبياء والرسل انطلقوا من هذه المنطقة حاملين رسالة السلام والتآخي والمحبة حيث اختلطت ثقافة الشعوب الآسيوية بمبادئ الخير والإخوة.
وأضاف أن انعقاد المؤتمر في دولة الكويت يدل على أن آسيا اليوم بحاجة إلى نظام جديد يكرس العدل والأخوة والمودة بين الناس ويكفل حقوق الشعوب الطامحة للعزة والكرامة الإنسانية، وهذا إلا يتحقق لا بمشاركة فاعلة من كل الدول والشعوب التي عليها أن تساهم برسم مستقبلها المشرق ، مشيرا إلى أن تحقيق التعاون الآسيوي هو هاجسنا لسد الفجوات الاقتصادية التي تعاني منها شعوبنا وهذا ما يصب في صالح شعوب العالم بأسره .
ولفت قهرماني إلى أن الاجتماع التاسع للمنتدى والذي التأم في العاصمة الإيرانية قبل عامين شهد دراسات مستفيضة ومقترحات عملية حول الطاقة ومكافحة الفقر وتطوير الزراعة والأمن الغذائي، والاستثمار التجاري والثقافي والبيئة والتجارة الالكترونية والتعليم المجازي والسياحة والموارد البشرية ، مؤكداً ان مشاركة الوفد الإيراني من موقع رئاسة إيران لمؤتمر عدم الانحياز سوف يضفي المزيد من الأهمية لأعمال وانجازات هذا الملتقى ويحقق التواصل المنشود مع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز.
وشدد السفير الإيراني في ذلك على أن تفاقم الأزمات الاقتصادية في معظم الدول الغربية يتطلب مناقشة وتدارس تعزيز التعاون الاقتصادي الآسيوي وسبل مواجهة مثل هذه الأزمات والحيلولة دون تأثيرها على بلداننا والمساهمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، وانتهى إلى تأكيده على أن اللقاءات الآسيوية السنوية تبرهن على حيوية شعوب هذه القارة وحرص قادتها على توثيق أواصر العلاقات وتعزيز التعاون من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانيات الهائلة المتوافرة والوصول إلى التقدم والتنمية والرخاء المنشود.