تصدرت الأزمة الدبلوماسية التي اشتعلت بين تركيا وروسيا، على خلفية قيام السلطات التركية بإجبار طائرة سورية قادمة من موسكو وعلى متنها مواطنين روس على الهبوط في أنقرة وتفتيشها ثم تبادل الاتهامات بين الجانبين على إثر ذلك، صفحات كبريات الصحف الغربية الصادرة اليوم الجمعة.
فقد اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن التطورات الراهنة في المنطقة تفاقمت بشكل بات ينذر بإمكانية تفجير الأزمة بين تركيا وسوريا، وخاصة مع قابليتها الشديدة للاشتعال .. مشيرة إلى التهديدات التركية باحتمال شن ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب دكه لقوات المعارضة، مما أدى إلى فرار أكثر من 100 ألف مواطن سوري إلى تركيا.
وأشارت الصحيفة ـ في تعليق لها على هذا الشأن أوردته على موقعها الإلكتروني ـ إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هو أول من أعلن أن الطائرة السورية التي احتجزتها تركيا كانت تقل ذخائر روسية ومواد عسكرية من دون أن يوضح كيف توصلت السلطات التركية لهذه الحقيقة.
كما لفتت إلى تصريحات أردوغان بأن إلغاء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزمعة إلى تركيا لا علاقة لها بالأحداث الأخيرة، في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن إجبار الطائرة السورية على الهبوط في تركيا عرض حياة المواطنين الروس الذين كانوا على متنها للخطر .. مؤكدا رغبة بلاده في معرفة الأسباب من وراء هذا الأمر.
وفي سياق متصل، تناولت الصحيفة الأمريكية ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن ما لا يقل عن 87 جنديا لقوا حتفهم من جراء أعمال القتال الضارية بين المعارضين والقوات النظامية أمس، مما يعني – في حال صحة هذه الأنباء – أن يوم أمس حصد أعلى حصيلة للقتلى منذ بدء الثورة السورية قبل عام ونصف العام.
من جانبها، رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن طائرة الركاب السورية القادمة من روسيا كانت تحمل أسلحة وذخائر إلى وزارة الدفاع السورية، الأمر الذي نفته موسكو بصورة قاطعة، قد وجهت بشكل ضمني اتهامات إلى روسيا بالكذب ومحاولة إخفاء الحقيقة.
واستهلت الصحيفة تعليقها على هذا الشأن، والذي بثته على موقعها الإلكتروني، بأن التطورات الأخيرة في العلاقات التركية – الروسية عكست في الحقيقة الاختلافات العميقة والمتنامية بين الجانبين بشأن الصراع في سوريا، والذي اتخذ منحى جديدا خلال الأسبوع الماضي عندما تبادل الجيشين التركي والسوري إطلاق النار عدة مرات على الحدود بين البلدين.
كما أرجع عدد من الدبلوماسيين الدوليين السبب من وراء تصرفات تركيا في الفترة الأخيرة إزاء الأزمة السورية إلى رغبتها في استعراض قوتها بعدما رفضت روسيا إدانة الحكومة السورية في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في ضوء قيام القوات السورية بقصف مدن تركية حدودية، مما أودى بحياة خمسة أتراك.