أكد موقع «ديفينس ويب» المعني بالتحليلات العسكرية، أن هناك نقاشا دائرا الآن في «مؤتمر ميونيخ للأمن» حول لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، بشأن رأي الإدارة الأميركية في تفويض جديد باستخدام القوة العسكرية، وهو ما يعني استعادة حق الإدارة الدستوري في إعلان الحرب دون الرجوع لمجلس الشيوخ أو الكنوجرس.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، قال أحد الحاضرين في المؤتمر، إنه يشعر بالألم إزاء الفشل العسكري للولايات المتحدة في سوريا، حيث يرى أن الطريقة التي أديرت بها قواعد اللعبة، مهدت الطريق للتدخل الروسي، مشيرا أيضا إلى جهود إدارة أوباما في 2013 لحشد تأييد الكونجرس في توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا؛ ردا على استخدامها الأسلحة الكيميائية ضد المعارضين، فشلت أيضا على حد وصفه، فيما لم تتخذ حينها أي إجراءات حقيقية لشن هجمات ضد تنظيم الدولة، ويجادل البعض على أن تخلي أميركا عن الشرق الأوسط أصبح سمة مرتبطة بإدارة أوباما.
وقالت السيناتور الأميركية «جين شاهين» ونائبة رئيس مجلس النواب الأميركي: «كنت حاكما، وكنت عضوا تنفيذيا، وأتفهم أن هناك بعض الظروف التي يتعين على السلطة التنفيذية أن تتصرف فيها»، مضيفة أنها صوتت لاتخاذ إجراء ضد سوريا، ثم أدركت لاحقا أن الإدارة الأمريكية لم تكن في حاجة إلى موافقة الكونجرس للحصول على تصريح عسكري، وأضافت: كان يجب أن يحدث ذلك بسرعة، حتى لا يتمكن الكونجرس من التدخل، مضيفة أنهم رسموا خطا أحمرا لكن لم نتمكن من فرضه، على حد تعبيرها.
غير أن شاهين وأعضاء آخرين في اللجنة، في موضع يحد من قدرتهم على اتخاذ قرار أو تصريح باستخدام أعمال الردع العسكري أو أي عمل من أعمال السلطة التنفيذية، بحجة أن هناك أمثلة لم تنتهي فيها مثل تلك القرارات بشكل جيد، إلا أن هناك حد أدنى لذلك، فوفقا لـ«مايك تيرنر» رئيس اللجنة الفرعية للخدمات المسلحة للجيش الأميركي في الكونجرس، كان تغيير النظام في سوريا أحد أهدافهم، مضيفا أن ليبيا مثال جيد على ذلك، فلو كان هناك تصويتا لكانت النتيجة مختلفة تماما، غير أنه لم يكن هناك أي استراتيجية لفترة ما بعد القذافي، فلو كان أجري نقاشا بشأن ذلك، لكانت الأمور تغيرت الآن كثيرا.
أما بالنسبة للحالة الراهنة، فإن التفويض العسكري لا يزال مطروحا، وبديلا يمكن للإدارة أن تسعى إليه – لا سيما وسط الصراعات في سوريا والمناطق الأفريقية، وقالت شاهين «سمعنا من أفراد الجيش وماتيس وغيرهم أنه سيكون من المفيد إجراء نقاش حقيقي حول تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية».