قرّرت السلطات المصرية «بشكل مفاجئ» مساء الأربعاء إغلاق معبر رفح البري بعد فتحه يومًا واحدًا، كما أعلنت السفارة الفلسطينية في القاهرة؛ لكنّ مصادر قبلية أرجعت الأسباب إلى فشل السلطات المصرية في تأمين المسافرين الفلسطينيين المتنقلين من غزة إليها والعكس.
وقالت السفارة، في بيان لها، إنّ «السلطات المصرية أبلغتها إغلاق معبر رفح البري بشكل مفاجئ»، دون مزيد من التفاصيل. كما أكّدت «تشكيلها خلية أزمة برئاسة السفير الفلسطيني دياب اللوح؛ لمتابعة سلامة المواطنين الفلسطينيين في الطريق الدولي، الممتد بين محافظة الإسماعيلية ومدينة العريش (شمال شرق)»،وتسعى إلى بذل الجهود والاتصالات كافة للحفاظ على سلامة الفلسطينيين .
وأعلنت السفارة الفلسطينية لدى مصر يوم الثلاثاء الماضي أنّ القاهرة قررت فتح معبر رفح البري أربعة أيام بدءًا من الأربعاء 21 فبراير 2018. وسبق ووجّه سفيرها ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية «دياب اللوح» الشكر الجزيل لعبدالفتاح السيسي «لحرصه الدائم على تخفيف المعاناة على أبناء الشعب الفلسطيني، وللأجهزة الأمنية المصرية».
فشل في التأمين
وكشفت مصادر قبلية لموفع «العربي الجديد» أنّ قوات الجيش أوقفت سيارات المسافرين الفلسطينيين على حاجزي بالوظة والميدان في مركز بئر العبد، ومنعتهم من الوصول إلى معبر رفح، مرورًا بمدن العريش والشيخ زويد ورفح؛ بسبب افتقاد السيطرة الأمنية الكاملة على هذه المناطق.
وأضافت أنّ قوات الجيش لم تستطع تأمين تحرك سيارات المسافرين العائدين لغزة، بينما لم تمنع سيارات السائقين المصريين من الوصول إلى معبر رفح لنقل المسافرين الفلسطينيين المتوجهين للقاهرة، موضحة أنّ ما جرى في قضية معبر رفح يؤكد أن الحالة الأمنية في سيناء ما زالت مضطربة، وأنه من المبكر الحديث عن السيطرة الأمنية لقوات الأمن المصرية.
أربعة أيام فقط
ومنذ بداية العام الجاري فتحت السلطات المصرية معبر رفح البري أربعة أيام فقط، وأُغلق لأكثر من 46 يومًا؛ تمكّن فيها مئات المسافرين من المرور في الاتجاهين، وفقًا لإحصائيات الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة.
ومنذ الإطاحة بحكم الدكتور محمد مرسي أقدم عبدالفتاح السيسي على إغلاق المعبر وفتحه على فترات متباعدة، لا يتجاوز مجموعها السنوي في أحيان شهرًا؛ ما تسبب في تراكم آلاف المسافرين ضمن كشوفات الهيئة العامة للمعابر والحدود.
ويحتاج آلاف المسافرين، لا سيما المرضى والطلبة والحالات الإنسانية الملحة، السفر في أسرع وقت؛ لكنّ ظروف إغلاق المعبر أدّت في أحيان إلى وفاة مرضى وضياع المنح وفرص العمل على الطلاب والعاملين في المؤسسات الخارجية.