رحبت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، بقرار السلطة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، داعية لتحكيم قوة المنطق، والنأي عن منطق القوة، وضمان حق المواطنين الأصيل في حرية التعبير الذي كفله لهم الدستور والقانون وضمان ذلك.
وقالت الجماعة في بيان لها، إن «مطلوبات هذه المرحلة الحرجة تستوجب التعاطي بجدية وصبر مع مستجدات المشهد السياسي والاقتصادي، خاصة أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة، لذلك يتوجب على الحكومة أن تبدأ بنفسها في محاسبة النفس، ومراجعة الذات، وتقليل الصرف، ومحاربة الغلاء، وضبط الأسواق».
وكانت السلطات السودانية سراح أكثر من ثمانين من الناشطين السياسيين والطلاب، يوم الأحد الماضي، كدفعة أولى للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الذي احتجزوا على خلفية الاحتجاجات ضد الغلاء والسياسات الاقتصادية.
وطالبت الحكومة السودانية بـ«مراقبة الأداء الفعلي للدولة، وإعادة النظر في الهيكل الوظيفي المترهل، والطاقم الاقتصادي الحالي، وإنفاذ سياسات زيادة الصادرات وإحلال الواردات، لأنها ذروة سنام الاستقرار الاقتصادي، وإعمال جملة الحلول المتصلة بهذا الشأن، والتي أشارت إليها الجماعة في بيانها السابق حول الزيادات الأخيرة التي كانت سببا مباشرا في تفجر الأوضاع، وتأزم الأحوال».
ولفتت جماعة الإخوان إلى أنها «ظلت تتابع عن كثب، وتراقب باهتمام بالغ مجريات الأحداث والقرارات الأخيرة التي أدت إلى احتقان وتوتر كبيرين في الشارع السوداني، نجم عنها جملة من الاعتقالات التي طالت عددا مقدرا من النشطاء السياسيين وغيرهم من المواطنين الذين تم الإفراج عنهم بقرار من السيد رئيس الجمهورية في بادرة طيبة تنم عن وعي وإدراك القيادة السياسية لحجم التحديات والمؤامرات التي تجابه البلاد».
وطالبت جماعة الإخوان الحكومة السودانية بـ«سيادة حكم القانون، وتحكيم قوة المنطق، والنأي عن منطق القوة، الذي من شأنه أن يصنع أجواء خصبة يسهل استغلالها ضد البلاد والعباد«.
وشدّدت على أنه «يتوجب على القائمين على الأمر أن يصغوا وينصاعوا إلى المطالب الشعبية العادلة في توفير سبل العيش الكريم الذي يحفظ للإنسان ماء وجهه من أن يراق، وكرامته من أن تمتهن، وأن يتقبلوا بصدر رحب، وروح طيبة الرأي والرأي الآخر، تأسيا بالهدي النبوي القائم على النصح والتناصح، فإن الدين النصيحة، فلا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها، فإن الصمت عن النصيحة يصنع الفراعنة والجبابرة، ويورث الخزي والذل والعار».
وتابعت قائلة: «بين هذا وذاك لن تدخر الجماعة وسعا في الصدع بكلمة الحق، ولن تجد بُدّا من ذلك، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، ونعوذ بالله من أن نكون صنو أحد الطرفين».
ودعت الجماعة الحكومة السودانية لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الكلمة والرأي، داعية «المواطنين الأوفياء لوحدة الصف والتكاتف والالتفاف حول الثوابت الوطنية، وتقديم مصلحة واستقرار الوطن على كل المصالح».