في خطوة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، نحو تهويد مدينة القدس، وإفراغها من كل المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتهجير أهلها، جاء أمس قرار كنيسة القيامة، بإغلاقها؛ احتجاجا على فرض ضرائب من الاحتلال، زاعمة أن ديون الكنائس عن 887 عقارا تابعا لها بلغت 190 مليون دولار.
أعلن البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بمؤتمر صحفي مباشر، باسمه وباسم بطاركة ورؤساء كنائس القدس، إغلاق كنيسة القيامة احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية بحق الكنائس وهذا إجراء تصعيد غير مسبوق ضد إسرائيل مع العلم أن الكنيسة لم تغلق أبوابها منذ 325 ميلادي.
ويسرع الاحتلال من خطواته في تهويد القدس عبر آليات عديدة؛ منها بناء المستوطنات، وضم عدد منها لبلدية القدس، وطرد المقدسيين وسحب الجنسيات، وأخيرا استهداف الديانة المسيحية.
إدانة لاستهداف المقدسات
استهجان وإدانات مستمرة أعقبت قرار الاحتلال بفرض ضرائب على المؤسسات المسيحية، والتي كان أبرز نتائجها إغلاق أكبر كنيسة في القدس، والتي لم تغلق أبوابها منذ 325 ميلادي.
اعتبرت حركة «حماس»، مساء الأحد، إعلان إسرائيل عزمها فرض ضرائب على الكنائس في مدينة القدس المحتلة «استهداف خطير للمقدسات يجب مواجهته».
وقالت الحركة، في بيان صحفي نشرته على موقعها، إن «هذا الإعلان يعكس التداعيات الخطيرة لقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياسات إدارته التي تستهدف الوجود والحق الفلسطيني».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد، إن «معركة الدفاع عن كنيسة القيامة هي تماما كمعركة الدفاع عن المسجد الأقصى».
وأضاف خالد أنه «كما انتصر الفلسطينيون في معركة الدفاع عن الأقصى في يوليو من العام الماضي، فإنهم بوحدتهم سوف ينتصرون في دفاعهم عن كنائسهم وممتلكاتها في وجه عدوان الاحتلال».
وقال الرئيس السابق للبنان، ميشيل سليمان، عبر حسابه على «تويتر»: «بالنسبة لإسرائيل ما لا يؤخذ بالسيف يؤخذ بالضرائب التعجيزية… بعد المسجد الأقصى يأتي التضييق على كنيسة القيامة!».
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن صفدي: «نقف مع الكنائس المسيحية القدس في رفضها إجراءات إسرائيل التي تستهدف ممتلكات الكنائس ودورها وتفاقم تهديدات الاحتلال للوجود المسيحي في المدينة المقدسة».
وأوضح أن «إغلاق كنيسة القيامة مؤشر على خطورة التجاوزات الإسرائيلية يستدعي تحركا دوليا يلزم إسرائيل باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم».
ومن جهتها، طالبت الحكومة الأردنية، «إسرائيل» بالتراجع «فورا» عن إجراءاتها بحق الكنائس في مدينة القدس المحتلة وممتلكاته.
حلقة في مسلسل تهويد القدس
ويقول رؤساء الكنائس المسيحية في القدس، إن إسرائيل تسعى إلى إضعاف الحضور المسيحي في المدينة، التي يبلغ أعداد المسيحيين بها من 10-12 ألف نسمة، من إجمالي عدد السكان البالغ 300 ألف فلسطيني.
واعتبر المهتمون بالشأن الفلسطيني أن استهداف الكنائس بالقدس، هي خطوة من خطوات تهويد القدس، خاصة عقب القرار الأميركي في 6 ديسمبر الماضي، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والتصريحات المتتالية بنقل السفارة من تل أبيب إلى المدينة.
وقال الكاتب الصحفي إبراهيم المدهون، إن الاحتلال الإسرائيلي هو مشروع صهيوني ضد الأديان المختلفة، ويعمل على تهويد القدس وتحويلها من مدينة إسلامية مسيحية إلى مدينة يهودية فقط، واصفا الاحتلال بأنه وصل إلى أقصى درجات التطرف، وهو يستقوي بإدارة ترامب الأكثر تطرفا من أي إدارة سابقة.
وأضاف المدهون، في تصريح لـ«رصد»، أن التوجهات الإسرائيلية، ليست عشوائية أو عفوية بل توجهات سياسية مدروسة، مبنية على زيادة البناء والتوسع اليهودي، وبالمقابل التضييق على المسيحيين والمسلمين.
وأوضح أن الاحتلال لديه خطة ممنهجة ومبرمجة للسيطرة على القدس وعلى الضفة الغربية بشكل كامل، تعمل على تعزيز الوجود اليهودي، وإقصاء الديانات الأخرى.
عقوبة للمسيحيين
واعتبر القرارات ضد مسيحيي القدس، هو ردة فعل بسبب المواقف الوطنية للمسيحيين بالمدينة والتي تستفز الاحتلال، التي رفضت أن توائم أطماع الاحتلال، متوقعا أن يتابع الاحتلال قراراته ضد المسيحيين.
وفي سياق متصل، أرجأ الكنيست الإسرائيلي مناقشة مشروع يسمح لإسرائيل بمصادرة أملاك الكنيسة، والذي كان من المقرر أن تعطي لجنة التشريع الضوء الأخضر للمضي في التشريع الذي يصادر أراضي باعتها الكنائس لمستثمرين من القطاع الخاص منذ عام 2010.
واعتبر مسؤولون بالكنيسة التشريع ضمن الحملات الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل للمس بالمجتمع المسيحي في الأراضي المقدسة.
وفي وقت سابق، اتخذت بلدية القدس قرارا بتجميد أصول الكنائس حتى تقوم الأخيرة بدفع ملايين الشواقل التي تزعم المدينة أنها ضرائب غير مدفوعة.
وأثار القرار غضب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوات لتحرك دولي للضغط على الاحتلال والتراجع عن قراراته.
لم تتوقف انتهاكات الاحتلال في #القدس عند المقدسات الإسلامة بل ذهب إلى تصعيد انتهاكاته ضد المقدسات المسيحية، ولأول مرة منذ 30 عامًا جرى بالأمس إغلاق كنيسة القيامة بسبب العدوان الصهيوني المتصاعد ضد المدينة المقدسة.
— رضوان الأخرس (@rdooan) February 26, 2018
في زمن الصوم الكبير تُغلق كنيسة القيامة أبوابها . خبر يمرّ مرور الكرام من قلّة وندرة الكرام 💔 #فلسطين_المحتلة #كنيسة_القيامة
— Vera Yammine (@VeraYammine) February 25, 2018
أستنكر بأشد العبارات ضغوط الكيان الصهيوني الغاصب على المسيحيين في القدس و التي ألجأت بطاركة و رؤساء كنائس القدس الى إغلاق كنيسة القيامة – و هي أبرز المعالم المسيحية التاريخية في القدس – الى أجل غير مسمى .
أدعو الى استنكار عام عربي و إسلامي و دولي يضع حدا للإنتهاكات الصهيونية .— الشيخ حسين المؤيد (@hussenalmoyd) February 25, 2018
بكل مرة تحاصر #إسرائيل #المسجد_الأقصى أو تقتحمه يخرج مسيحيو #القدس دونه، #كنيسة_القيامة التي أغلقتها #إسرائيل بفرض 190 مليون دولار ضرائب كجرم جديد لا تقل عند كل عربي عن #الأقصى، فاتركوها للمقدسيين سيحموها كالأقصى ولا عزاء بالمهرجين مثل #تواضروس رئيس #كنيسة_مصر وأشباهه الباقون pic.twitter.com/59es4ySK6S
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) February 26, 2018