يحظى صانعو السلام في الشرق الأوسط بجانب من الجدالات الدائرة في المنطقة. ومؤخرًا، تخلّى رجل الأعمال «عارف نفقي»، مؤسس مجموعة أبراج الاستثمار المباشر في دبي، عن إدارتها بعد ادّعاءات بإساءة استغلال أموال المجموعة؛ لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات، ملقيًا باللوم على العقبات السياسية والتنظيمية المفاجئة التي تطرأ في البلدان التي يعمل فيها، وفق ما أكدته صحيفة «واشنطن بوست».

وتستثمر المجموعة التي كان يديرها عارف في الاستثمار في المستشفيات ووحدات الرعاية الصحية في أفقر بلدان العالم لتقديم بديل خدمي جيد وبأسعار معقولة وبتمويل خاص من المجموعة.

مجموعة «أبراج»

بدأت المجموعة بـ400 شخص، ثم أصبحت واحدة من كبرى شركات الأسهم الخاصة في الأسواق الناشئة أو التي تشهد نموًا سريعًا بعد فترات من الركود. تدير المجموعة أصول بقيمة 13.6 مليار دولار، ونمت جذورها الأولى في الشرق الأوسط، وتستثمر حاليًا في خدمات الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والنظيفة، والقروض والعقارات، ولديها أعمال في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية وتركيا.

ووفقًا لموقعها على شبكة الإنترنت، يركّز صندوق الرعاية الصحية في المجموعة، الذي تبلغ قيمته مليار دولار، على تحسين الرعاية الصحية في مجالات الأمراض غير المعدية وصحة الأم والطفل في عشر مدن؛ منها لاغوس وحيدر آباد وكراتشي ونيروبي، ويمتلك الصندوق نحو 24 مستشفى و17 عيادة و30 عيادة تشخيصية في جميع أنحاء الهند وباكستان ونيجيريا وكينيا، بواقع أكثر من 3200 سرير للمرضى.

مستثمرون مختلفون

تستقطب مجموعة «أبراج» مستثمرين مختلفين، أشخاصًا وجهات؛ مثل صناديق الثروة السيادية وصناديق المعاشات التقاعدية، وتسعى لتحقيق عوائد أعلى بجانب تحقيق أهداف اجتماعية؛ وتعد مؤسسة «بيل وميليندا جيتس» وصندوق النقد الدولي ومنظمتا تمويل إنمائي مدعومتان من الحكومة ومجموعة صدق بلك ومجموعة بروباركو، من بين نحو 20 مستثمرًا في صندوق مجموعة أبراج الصحي.

ومؤخرًا، استعانت المجموعة بشركة المحاسبة العالمية «كيه بي إم جي» لفحص حسابات صندوق الرعاية الصحية التابع لها، بعد تقارير عن خلاف مع بعض المستثمرين في الصندوق.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» في 2 فبراير إنّ مؤسسة جيتس في واشنطن، وهي كبرى مؤسسة خيرية في العالم، وشركة المعدات الصحية في الهند ورويال فيليبس ومستثمرًا آخر في مجال الصحة في الهند أكّدوا في بيان أنّ هناك خلافات مع صندوق المجموعة الخاص بالخدمات الصحية.

وعادة ما يلتزم المستثمرون في الصندوق بضخ أموال لمدة بين خمس سنوات وسبع لتحقيق عائدات؛ لكن هذه العائدات تأخرت كثيرًا.

ماذا حدث للمال المعني؟

أكدت مجموعة أبراج أنّ حساباتها صحيحة، وبعض رأس المال غير المستخدم في صندوقها الصحي أعيد للمستثمرين، ورفضت التساؤلات بشأن اختفاء الأموال بأنها «غير دقيقة ومضللة»، وقالت إن الاستعانة بـ«كي بي إم جي» جاء للتحقق من جميع الإيصالات والمدفوعات التي قدمها الصندوق، مؤكدة أن أن التناقض بين الأموال التي جمعها الصندوق والأموال اللازمة للاستثمار كانت بسبب التأخير في مشاريعها.

ويستثمر صندوق أبراج للرعاية الصحية أيضًا في مشاريع البنى التحتية، على عكس صناديق الأسهم الخاصة القياسية؛ وبالتالي فإن توقيت نشر رأس المال لا يمكن التنبؤ به، وفقما أكدت المجموعة، مضيفة أن الاحتفاظ برأس المال المتأخر يستوفي شروط اتفاقية الشراكة المحدودة للصندوق.

تغييرات أبراج

أكّدت المجموعة أنها حاليا تفصل بين شركة أبراج القابضة، الشركة الأم، عن شركة أبراج لإدارة الاستثمارات المحدودة، التي تدير صناديق الأسهم الخاصة؛ وسيبقى «عارف نفقي» رئيسًا تنفيذيًا لشركة أبراج القابضة، على أن يكون منصبه غير تنفيذي في لجنة الاستثمار التابعة لصندوق الاتثمار وسيبقى رئيسه.

فيما تُسند وظيفة عارف المقال منها إلى المديرين التنفيذيين الأصغر سنا «عمر لودهي وسيلكوك يورغانجيوغلو» مسؤولين تنفيذيين رئيسين للصندوق، على ألا يُتعهّد بالتزامات رأسمالية جديدة لحين اكتمال إعادة التنظيم.

من هو عارف نفقي؟

عمره 57 عامًا، وكانت شركته رائدة في سوق الاستحواذ في الشرق الأوسط، وبمثابة قناة إلى العالم النامي للمستثمرين العالميين مثل جيتس. ولد عارف في كراتشي بباكستان، وتخرج في كلية لندن للاقتصاد، وبدأ حياته المهنية في المحاسبة في «آرثر أندرسن لب» وعمل في المملكة العربية السعودية للملياردير سليمان العليان.

وأسّس مجموعة أبراج في دبي عام 2002، وعمل مع جيتس على مشاريع الرعاية الصحية في إفريقيا وآسيا منذ عام 2014، وبدأت أبراج جمع الأموال لصندوقها الصحي في عام 2015.

وقال عارف إنّه سيأخذ بعض الوقت للتفكير في طريقة يمكن لرأس المال بها تلبية احتياجات المجتمعات التي تحتاج إليها، وكيفية تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية، وقال إنه لن يشارك بعد ذلك في تنفيذ الصفقات والحوكمة وهياكل التقارير والإدارة اليومية لأعمال إدارة أموال أبراج.