هبط النفط الإيراني إلى أدنى مستوياته لما يزيد على عقدين من الزمان بسبب تأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على البلاد حسبما جاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة، الذي يسلط الضوء على مدى فاعلية العقوبات
وقد صرحت بذلك وكالة الطاقة الدولية، وهي مراقب الطاقة للدول الغربية، أمس أن طهران أنتجت فقط 2.63 مليون برميل يومياً في شهر (سبتمبر)، وهو أدنى مستوى في نحو 23 عاماً وأقل من 2.85 مليون برميل يومياً في شهر (أغسطس). كما انخفض إنتاج النفط الإيراني خلال العام الماضي بأكثر من مليون برميل يومياً
ويُعدُ النفط الخام شريان الحياة الاقتصادية الإيرانية ومن ثم فإن التراجع في الإنتاج والصادرات والإيرادات عجل بانهيار الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي
وقال تريفور هاوزر، من مجموعة روديوم في نيويورك للاستشارات: إن عائدات النفط الإيراني انخفضت 60 % في العام وذلك على أساس سنوي
قال في مذكرة للعملاء أخيراً: ''إن طهران تواجه أزمة في ميزان المدفوعات''، مضيفاً: إن الريال الإيراني قد انخفض في الآونة الأخيرة لأكثر من 30 %مقابل الدولار
فاجأ تقدير وكالة الطاقة الدولية سوق النفط، حيث كان من المتوقع حدوث انتعاش في الصادرات النفطية الإيرانية الشهر الماضي على خلفية مشتريات جديدة من جانب كوريا الجنوبية وتركيا، التي تأتي على قمة الشراء المنتظم من قبل الصين والهند واليابان. حيث تمثل الدول الخمس الآن الجزء الأكبر من صادرات النفط الإيرانية. وذكرت الوكالة أن الامتثال للعقوبات ''يبدو أنه يسير بإحكام''
كما صرحت الوكالة بذلك في التحديث المعتاد على العرض والطلب في سوق النفط العالمية في تقريرها الشهري. على الرغم من ضعف النمو الاقتصادي العالمي، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة خفضت توقعاتها من نمو الطلب على النفط بنسبة قليلة حيث بلغت 0.7 مليون برميل يومياً لعام 2012 ولم تغير تقديراتها لعام 2013 البالغة 0.8 مليون برميل يومياً
وقالت الوكالة: إن إنتاج منظمة أوبك انخفض إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر بسبب انخفاض الإمدادات من إيران، وإلى حد أقل، بالنسبة لنيجيريا والسعودية. وزاد إنتاج العراق وليبيا، من ناحية أخرى، في الشهر الماضي. وضعت الوكالة عرض ''أوبك'' عند 31.2 مليون برميل يومياً وذلك بانخفاض بلغ نحو 500 ألف برميل يوميا عما كانت عليه في شهر آب (أغسطس). أكد التقرير على هذا التضييق الأخير في سوق النفط، الذي دعم أسعار النفط الخام.
وارتفع خام آي سي إي نوفمبر برنت، العلامة المرجعية العالمية، هذا الأسبوع من 2.79 إلى 114.81 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام وسيط نوفمبر غرب تكساس، العلامة المرجعية في الولايات المتحدة، 2.30 دولار إلى 92.09 دولار.
كما نشرت الوكالة نسخة محدثة من التوقعات متوسطة الأجل لسوق النفط التي تغطي السنوات الخمس المقبلة. وجاء فيها عن وجهات نظرها لعام 2017 ''على الرغم من أن توقعات الطلب تبدو أكثر هدوءا مما كانت عليه سابقاً، إلا أن توقعات العرض أصبحت أكثر قوة''. ومن المتوقع أن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 95.7 مليون برميل يومياً بحلول عام 2017، بارتفاع من متوسط 89.8 مليون برميل يوميا لهذا العام مساويا لمعدل نمو سنوي قدره 1.1 مليون برميل يومياً