تتزايد مخاوف سكان مدينة «زبيد» اليمنية، من أن تصل المعارك الدائرة على الساحل الغربي للبلد إلى مدينتهم التاريخية، وتتسبب في سقوط ضحايا وتدمير المنازل والمساجد الأثرية والتاريخية.
وتقع المدينة الأثرية على بعد نحو 75 كلم جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة جماعة عبدالله الحوثي.
مدينة «زبيد» كانت عاصمة لليمن بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، واعتبرت في السابق مركزا للعلوم الإسلامية، وتعد المدينة، التي تضم 86 مسجدًا من بينها خامس أقدم مسجد، من أبرز المعالم العمرانية في بداية الإسلام.
منظمة «اليونسكو» كانت أدرجت مدينة «زبيد» على قائمة منظمة التراث العالمي التابعة في عام 1993.
غارات قوات التحالف المستمرة على المدن اليمنية دفعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التحذير من أن هذه المعارك تهدد معالم المدينة التاريخية، ودعت اللجنة، في بيان، الأطراف المتقاتلة إلى حماية معالم المدينة التي تضم أكبر عدد من المساجد في اليمن.
الحسين عبدالرحمن، المتخصص في ترميم المباني الأثرية، حذر من أن المباني والمساجد التاريخية في «زبيد» لا تحتمل أي ضربة، ويوضح أن في المدينة مباني أثرية كثيرة ولا تحتمل أية اهتزازات أو صواريخ لأنها مدينة قديمة ومسجلة على قائمة يونسكو.
أما مختار عبدالصمد، مدير عام الهيئة العامة للمحافظة على المواقع التاريخية في «زبيد»، فقد عبر عن الخوف من أن يدخل التراث في الاستهداف وناشد المنظمات الدولية ومنظمة اليونسكو بأن يشددوا على هذا الموضوع بحيث لا يتم استهداف أي مدينة تاريخية.