شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هكذا جعل السيسي الثقافة والفن بمصر تحت مطرقة القمع

تعرض كل من الثقافة والفن في مصر لقمع شديد في ظل حكم «عبدالفتاح السيسي» ليقع عدد من الفنانين والمثقفين تحت مطرقة القانون، ويواجهون تهما بـ«مخالفة المعايير الأخلاقية» و«إهانة الدولة»، لتبقى هذه الاتهامات حائط صد ضد حرية الرأي والتعبير.

ففي الفترة الأخيرة، أثارت مسرحية جدلا كبيرا بعد عرضها في «نادي الصيد»، ليتفاجأ الوسط المسرحي بقرار وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم؛ بوقف المسرحية.

وبحسب موقع «مصر العربية»، فقد قامت الوزيرة بتحرير محضر ضد مسؤولي «نادي الصيد» بسبب عرضهم المسرحية، لافتة إلى أن العرض يحمل إهانة للقوات المسلحة، وعدم حصولها على موافقة الرقابة، وأنها اتخذت الإجراءات القانونية، وسيُحقق في الواقعة.

سليمان خاطر

وأمر المدعي العام العسكري بحبس فريق مسرحية «سليمان خاطر» 15 يومًا على ذمة التحقيقات، ووجه لهم تهمة إهانة الجيش المصري. وذلك عقب تقدم المحامي سمير صبري، ببلاغ لكل من للنائب العام والمدعي العام العسكري ضد أحمد الجارحي، مخرج، ووليد عاطف، مؤلف، لعرضهما مسرحية بعنوان «سليمان خاطر» في «نادي الصيد»، تحمل تهكما على الجيش المصري ودوره في محاربة أعداء الوطن، مطالبًا بإحالة المبلَّغ ضدهم إلى المحاكمة الجنائية.

وفي مشهد من مسرحية خاطر يقول الصحفي جمال بطل المسرحية: «أنا أخويا استشهد في حرب 1973 المجيدة بدون فايدة علشان الدولة تقعد تتفاوض مع الأعداء يعنى الشباب يتجند ويموت بدون فائدة !!»

وفي مشهد يخرج من يؤدي دور الجندي خاطر بأنه تعرض للإهانة من الجيش وقام بإطلاق نار على سياح إسرائيليين ليقول: «إن الجيش سابني لوحدي ولا حد بيسأل عني ويقول أحد الممثلين الذي يجسد شخصية ضابط مكلف بالتحقيق مع الجندي: أنت حتتكلم والا استدعي الحرس علشان ينفخوك».

وعلي لسان الراوي في المسرحية يقول « ان هذه الأوطان لم تكن يوما لنا.. لذا سأقدم استقالتي من بلدي لا من عملي ومنصبي فقط فنحن نستحق أشباه الأوطان استقيل من هذا البلد من الحق الذي رأيناه باطلا ومن الباطل الذي رأيته حقا».

طارق زيادة

إلا أن ذلك العمل الفني الموقوف ليس الحالة الأولى لمحاولات النظام لقمع المبدعين وإسكات أصوات حرية التعبير والرأي فقد سبق وجددت جهات التحقيق المختصة، حبس المونتير «طارق زيادة»، 15 يوما  على خلفية استكمال التحقيقات لإنتاجه فيلما تسجيليا بعنوان «سالب 1095يوم»؛ لنشر الأكاذيب والتحريض ضد الدولة.

وبحسب التحقيقات يظهر في الفيلم بعض النشطاء الذين تحمل تصريحاتهم إساءة للدولة المصرية، ما اعتبرته النيابة تحريضًا ضد الدولة وتكديرًا للسلم العام وإثارة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد.

 

كما  قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، منذ أسابيع قليلة، وقف برنامج «S.N.L» بالعربي لوجود إيحاءات جنسية به حيث يبث البرنامج على قناة on e وقناة osn. وصرح المجلس في بيان رسمي له: «إن هذا القرار يأتي بناءً على التحقيقات التي أجرتها لجنة الشكاوى وتقارير لجنة الرصد، التي أكدت أن البرنامج دأب على استخدام الألفاظ والعبارات والإيحاءات الجنسية، التي لا تليق بالعرض على المشاهدين، وتخالف المعايير الأخلاقية والمهنية».

أطفال الشوارع

كما تم القبض على أعضاء فرقة «أطفال الشوارع» بسبب سخريتهم من الحالة السياسية العامة للبلد.
وبعد حبسهم عدة أشهر، قررت الدائرة 21 إرهاب في محكمة جنايات شمال القاهرة، قبول استئناف أعضاء فريق «أطفال الشوارع» على قرار استمرار حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيق، وإخلاء سبيلهم مع اتخاذ تدابير احترازية، وذلك على خلفية اتهامهم بالتحريض على التظاهر ونشر مقاطع مصورة تتضمن ألفاظًا نابية تسيء لمؤسسات الدولة.

 

أيضا، وخلال العام الماضي، ألقت قوات الشرطة المصرية القبض على على رسام الكاريكاتير  إسلام جاويش صاحب صفحة «الورقة» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بتهمة رسم السيسي في كاريكاتير ضد النظام.

قمع النظام للمبدعين والمثقفين في مصر ليس مقتصرا على تلك الحالات أو تلك الفترة فهو مسلسل متكرر عبر السنين؛ حيث تعرض العديد من المثقفين وأصحاب الرأي للسجن بسبب توجهاتهم.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023