كلاكيت ثاني مرة، قرّر حزب النور السلفي دعم عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية 2018، مبررًا ذلك بالحاجة إلى استقرار الدولة المصرية واستكمال «الإنجازات» التي بدأ تنفيذها؛ لكنّ خبراء ومحللين قالوا إنّ هناك سياسة دفعت الحزب إلى التمسّك بالسيسي لولاية ثانية، نستعرضها في هذا التقرير.
وحذرت الدعوة السلفية في مصر من الامتناع عن الخروج والتصويت للسيسي في الانتخابات المقررة من 26 إلى 28 مارس الجاري، وقالت إنّ حزب «النور» التابع لها أجرى دراسات خلصت إلى أن جزيرتي «تيران وصنافير» سعوديتان.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية «ياسر برهامي»، في مؤتمر لأعضاء حزب النور بمحافظة المنيا: «سيأتي يوم تقولون: الله يرحم أيام السيسي، كما قولتموها من قبل على أيام حسني مبارك» (الرئيس المخلوع).
وأضاف: «علينا جميعا الخروج للتصويت في الانتخابات المقبلة لمنح الرئيس الشرعية الدولية»، محذرًا من أن «عدم الخروج سيمنح أعداء الوطن التشكيك في شرعية السيسي».
ولم يكتف بذلك؛ بل طالب «الشعب بتحمل حالة الغلاء، فالدول المجاورة التي تعرضت للفوضى والبلطجة يتمنون العيش في حالة فقر وغلاء مقابل الأمن والسلام لشعوبهم، حيث أصبحت تلك الدول ضعاف بالفوضى والبلطجة، وانتشر بينهم فكر القاعدة، والليبراليون، والعلمانيون، والشيوعيين، والحوثيين، فأصبحت بلادهم خرابا».
حمايتهم من الاعتقال
ويقول الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «حديث رئيس الحزب يونس مخيون عن ضرورة اتخاذ السيسي خطوات في طريق وقف التعذيب والإفراج عن المظلومين وتحسين أوضاع السجون جاء لمحاولة استرضاء القواعد بعد رفض قرار الحزب».
وأضاف أنّ «قيادات في الحزب قادت لقاءات مع الشباب الرافض لدعم السيسي وتأييده ليقنعوهم بأنّه لا سبيل إلا لدعمه؛ لأنها خطوة لحمايتهم في الأساس من الاعتقال والتضييق عليهم».
وكشفت مصادر داخل الدعوة السلفية لـ«رصد» أنّه «بالرغم من دعم الحزب والدعوة السلفية للسيسي فاعتقال شبابهما لم يتوقف على مدار الثلاثة أعوام الماضية».
وأضافت المصادر أنّ «الحزب حاول توصيل رسالة بوجود حالة من الغضب تجاه التضييق على أنشطته والهجوم الإعلامي المستمر عليه؛ بالرغم من أنه جزء من نظام 3 يوليو وشارك بقوة في دعم النظام».
وقالت إنّ قيادات الدعوة، وتحديدًا ياسر برهامي، طالبوا بضرورة فتح المجال أمام الدعوة السلفية لممارسة أنشطة دعوية؛ خصوصًا أنهم يواجهون أفكار الجهاديين.
عواقب وخيمة
من جهته، اعتبر الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا والناشط السيسي، أنّ تأييد حزب النور للسيسي «كان متوقعًا؛ خصوصًا أنّ الحزب يدرك تبعات تجنب اتخاذ هذا القرار؛ لا سيما وأنه يتعرّض لحملات تشويه مستمرة من الإعلام الذي يسيطر عليه النظام عبر الأجهزة السيادية والأمنية؛ وبالتالي هذا توجُّه السيسي، بغض النظر عن حضور رئيس الحزب لمؤتمرات السيسي».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنه في حال لم يتخذ الحزب قرار تأييد السيسي فمن المتوقع أن يلقى مصير الأحزاب الأخرى نفسه؛ سواء بنظر حله أو اعتقال قياداته».
منفعة متبادلة
وقال إنّ «النظام يسعى إلى استمرار وجود حزب النور في المشهد؛ لأنه جزء من الديكور، وحتى لا يُردّد بأن السيسي يرفض وجود التيار الإسلامي في المشهد؛ وبالتالي المنفعة متبادلة بين الطرفين.
كما شدد «القزاز» على أنّ النظام الحالي يحاول إبقاء حزب النور من دون وجود أي نفوذ أو تمدد، وهذا ظهر في انتخابات مجلس النواب الماضية، والضغط لسحب قائمتين من الانتخابات.