يشهد اليوم 21 مارس احتفالات عيد الأم في مصر، وأغلب دول العالم، وتعددت الأقاويل حول نشأة عيد الأم؛ حيث يعتقد أنه بدأ الاحتفال به في عام 250 قبل الميلاد، بقيام شعوب فريجيا في آسيا الوسطى بعبادة الإلهة سيبيل، «ابنة السماء والأرض» حسب معتقداتهم، ثم جاء اليونانيون وبدأوا الاحتفال بها ويقيمون لها الأعياد في فصل الربيع، وكانوا يأتون إليها بالهدايا ويضعونها في معبدها، وامتدت حتى عصرنا الحديث.
وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأم من دولة لأخرى؛ حسب اختلاف ثقافاتها وحضارتاتها.
الأم في العصر الحديث
كانت الولايات المتحدة من البلدان الأولى في الاحتفال وتكريم الأم؛ حيث كانت جوليا وورد هاوي، وهي مؤلفة كتاب «Battle Hymn of the Republic» أول من اقترح الاحتفال بعيد الأم بأميركا عام 1872، وكان في البدء مخصصًا لتتمكن الأمهات من المشاركة في مسيرات للسلام، وعام 1908 أطلقت آنا جافيس حملة وطنية للاحتفال بالأمهات تكريمًا لوالدتها المتوفاة، وبدأ بذلك أول احتفال رسمي بهذا العيد في الولايات المتحدة.
ولم يلبث أن انتشر الاحتفال بعيد الأم في المكسيك، كندا، اليابان، الصين، دول أميركا اللاتينية، وواصلت صاحبة الفكرة، آنا جارفس، دعوتها ليصبح عيد الأم يوما عالميا للأمهات تحتفل به جميع شعوب العالم.
فى البلاد العربية
وفي العالم العربي، كان الصحفي المصري علي أمين، مؤسس ورئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، صاحب فكرة إطلاق عيد الأم في مصر والعالم العربي، وهو نفسه الذي أطلق فكرة عيد الأب، تقديرا للآباء وتكريما لهم، وقاما الأخوان مصطفى وعلي أمين بالكتابة في عموديهما اليومي في أخبار اليوم الذي يحمل اسم «فكرة» اقتراح بتخصيص يوم للاحتفال بالأم كتقدير لها وتكريم لجهودها التي تبذلها لرعاية وتربية أبنائها.
ولاقت فكرتهما نجاحا كبيرا من القراء، واتفق على أن يكون الحادي والعشرين من مارس عيد الأم، والذي يوافق بداية فصل الربيع.
وفى هذا اليوم يقدم الأبناء للأمهات الزهور والهديا الصغيرة والخطابات الشكر ويرتبط عيد الأم بعيد الربيع ليتماشى مع فصل الخير والصفاء، وتم الاحتفال أول مرة عام 1956.
الهند
يسمى عيد الأم في الهند «دورجا بوچا دورجا»، وهو اسم لإلهة لديهم والتي يعتقدون أنها تبعد عنهم الشر، ويحتفلون به في الأسبوع الثاني من شهر مايو، ويرسل الأبناء كروت تهنئة للامهات وأيضا دعوات على الطعام وتقديم القرابين للإلهة بشكل كبير، وإعطاء المال للأمهات وغسل ملابسهن.
السويد
يعتبر تجهيز وجبة الإفطار للأمهات وإحضارها للفراش من أهم معالم الاحتفال بعيد الأم؛ فالنساء السويديات في هذا اليوم لا يفعلن أي شيء سوى الاستلقاء في الفراش وطلب ما يحلو لهن، وعلى الزوج والأبناء تنفيذ ما تتطلبه الوالدة من طلبات، ويحتفلون بعيد الأم في الأسبوع الأخير من شهر مايو، وليس في مارس كما هو معتاد.
كرواتيا
في كرواتيا يحتفل الأبناء، في شهر ديسمبر بعيد الأم، ويصعد الأطفال إلى غرفة نوم الوالدين ليقوموا بتقييد الأم، وهي لا تزال نائمة وعند استيقاظها من النوم تجد نفسها غارقة في الكثير من الهدايا، التي تم وضعها بجانبها.
اليابان
يحتفل اليابانيون بعيد الأم في يوم الأحد الثاني من شهر مايو، وفي اليابان يسمى عيد الأم باسم «ها ها نو هاي»؛ حيث يقوم الأطفال بطهي بعض المأكولات إلى أمهاتهم، بالإضافة إلى إهدائهم ورود القرنفل الأحمر الشهيرة في اليابان.
ويتم إقامة معرض للصور من يد الأطفال يسمى معرض (أمي) ويشارك في معرض آخر يسمى المعرض المتنقل ويتجول المعرض في العديد من الدول المختلفة.
تايوان
يتم الاحتفال بعيد الأم في تايوان بمظاهر قدسية خاصة؛ بسبب تزامنه مع تاريخ ميلاد بوذا الذي يمثل الإله في الديانة البوذية، التي تعتبر الديانة الرسمية في تايوان.
وتختلط أجواء الاحتفالات بعيد الأم في تايوان مع إقامة الشعائر الدينية التي تعبر عن مكانة الأم وقدسيتها في الديانة البوذية، وفي الليل تقام الكثير من المهرجانات الشعبية في جميع شوارع البلاد.
بريطانيا
عيد الأم يشتهر باسم «أحد الأم» Mother’s Sunday ويعتبر يوم إجازة في المملكة باعتبارها مناسبة مهمة، ويكون الاحتفال في يوم الصوم الكبير لدى المسيحيين ويتم لم الأسرة وصنع الحلويات والتورتات وإحضار الزهور وبطاقات التهنئة تعبير عن حبهم لأمهاتهم.
الصين
الصين لا تختلف كثيرًا عن غيرها من بقية الدول في احتفالها بهذه المناسبة؛ ويوافق عيد الأم الأحد الثاني من شهر مايو، والذي أصبح مؤخرا أحد أهم الأيام في المجتمع الصيني، كما أنه بدأ يأخذ حيز الاهتمام من الصينيين، ويحتفل الشباب تحت سن الـ35 فقط بعيد الأم في الصين.
يشتري الأبناء في هذا اليوم لأمهاتهم الزهور، ويرسلون رسائل نصية تحتوي على جمل رقيقة تعبر عن حبهم أو يصطحبونها في عشاء عائلي، تنظم بعض المدارس والكليات في الصين حملات لتلبية حاجات الأمهات وتقديم المساعدات للمحتاجات منهن، كما ينظمون حفلات لتكريمهن تحت عنوان «الأمهات الأكثر استثنائية».
