انتقد مسؤولون بجامعة الأزهر تصريحات موسى مصطفى موسى، المرشح لرئاسة الجمهورية، التي قال فيها أمس إنه في حال فوزه سيعمل على إلغاء جامعة الأزهر وتوزيع طلابها على باقي الجامعات المصرية؛ للقضاء على الفكر المتطرف في التعليم بمصر، كما طالب بتغيير شيخ الأزهر كل خمس سنوات، متسائلًا: «يعني إيه شيخ الأزهر يقعد العمر كله؟».
وردًا على هذه التصريحات، قال الدكتور توفيق نور الدين، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق للدراسات العليا، إنّ موسى إذا أراد إلغاء جامعة الأزهر فعليه أولًا أن يردم نهر النيل؛ لأنه في بعض الأحيان يُسبّب منه تسمم شخص، أو هدم الأهرام لحدوث أشياء غير أخلاقية بجوارها، ومن يقل إنّ مصر بلد النيل والأزهر فهو يريد أن يلغي نصف مصر.
وأضاف أنّ الأزهر في تاريخه لم يكن مصدرًا للفكر المتطرف؛ لأن الفكر المتطرف هو فكر منحرف استغلت نصوص فيه، والأزهر منهم بريء تمامًا؛ وإذا نظرنا إلى قيادات الجماعات المتطرفة سنجد أن جامعة الأزهر أقل جامعة خرج منها متطرفون.
وتابع الدكتور توفيق أنّ الأزهر ليس في حاجة إلى موسى لكي يوجهه؛ فالإمام الأكبر طالب بتعديل المواد التي لا تتناسب مع العصر الحالي منذ خمس سنوات.
وردًا على توزيع طلاب جامعة الأزهر على الجامعات الأخرى، قال «توفيق»: هل توجد كلية في مصر تناظر كلية أصول الدين؟ أو هل توجد كلية تناظر اللغة العربية وكلية الشريعة والقانون؟ وحديث البعض عن كلية الحقوق غير صحيح؛ لأنه لا توجد كلية في مصر تناظر كليات الأزهر الشرعية.
وأضاف: ما الذي ضر الأزهر من وجود هذه الكليات؟ وحديث موسى عن الكليات المستحدثة في الأزهر مثل الطب والهندسة فأنشئت منذ عام 1961؛ ما يعني أنّ عمرها فوق 55 عامًا، وهناك كليات في مصر لم يمر عليها عشر سنوات، وتساءل: هل أضاف خريجو الأزهر لمصر أم لم يضيفوا؟
وقال نور الدين إنّ الأزهر علّم دينًا ودنيا، مختتمًا حديثه بأنّ هذه العلوم نشأت من الأزهر عبر البعثات التي أرسلها محمد علي، وكان على رأسهم مائة طالب من الأزهر؛ وهذه نعرة الهدف منها إقصاء الأزهر وإبعاده.
دعوة للحوار
بدوره، قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث الإعلامي باسم جامعة الأزهر، نتمنى أن يأتي إلينا المهندس موسى مصطفى موسى داخل جامعة الأزهر لنتحاور معه فيما يقول ولنتعرف على وجهة نظره وإن لم يستطيع المجىء إلينا نذهب نحن إليه أينما أراد.
وأضاف: نتحدى كل من يقول إن جامعة الأزهر تُخرّج المتطرفين أو المواد التي تدرّس داخل الجامعة تحضّ على الإرهاب أن يأتي إلينا لمواجهته بالأبحاث العلمية والمواد التي تدرس داخل الأزهر حتى نظهر زيف ما يقول.
وتابع: مع احترامي الشديد له، فهو لم يقرأ التاريخ جيدًا. لقد دُرست علوم الطب بالأزهر منذ القدم، وكان الأزهر له السبق فيها قبل أن إنشاء أيّ كلية طب في مصر، وكان من ضمن البعثات التي يرسلها محمد علي إلى الخارج مائة طالب أزهري درس الطب وحققوا طفرة كبرى في هذه العلوم وقامت على سواعدهم في مصر.
وأضاغ أنّ جامعة الأزهر فيها أساتذه وكوادر وكفاءات في مجال الطب على أعلى قدر من الكفاءة على مستوى العالم، وليس على صعيد مصر فقط، وحصلوا على جوائز عالمية لم يحصل عليها أحد في مصر غيرهم.