قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إنّ طرد مراسلة التايمز في القاهرة «بيل ترو» أثار مخاوف من زيادة استهداف الصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر، ومعاملتهم كما يعامل الصحفيون المصريون، القابع منهم 20 حاليًا خلف القضبان؛ مؤكدة أنّ ما تعرضت له «بيل» السلسلة الأخيرة في حلقة مطاردة الإعلام والتضييق على حرية الصحافة.
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ السلطات المصرية هددت صحفية بريطانية بالمحاكمة العسكرية وطردتها من البلاد دون سبب مقنع، قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقُبض على الصحفية «بيل تيرو» في 20 فبراير أثناء وجودها بشبرا، وهو حي للطبقة العاملة في القاهرة، واقتيدت إلى مركز للشرطة، وبعد ساعات اقتيدت إلى مطار القاهرة الدولي وأجبرت على ركوب طائرة متجهة إلى لندن.
وفي تقرير نشرته صحيفة التايمز اليوم، كتبت بيل: «لم يُكشف عن طبيعة الاتهامات الموجهة لي، لكن بعد سبع ساعات من الاعتقال هُدّدت بمحاكمة عسكرية، وهو إجراء قانوني غالبًأ ما يُستخدم ضد المشتبه بهم بالإرهاب أو المعارضين».
وأضافت: «بعد أقل من 24 ساعة من احتجازي للمرة الأولى، اقتادوني إلى الطائرة من دون شيء سوى الملابس التي أرتديها، وكان أمامي اختياران فقط: البقاء والتعرض لمحاكمة عسكرية، أو الرحيل».
كان توقيف «بيل» وترحيلها الأخير في حملة القمع التي لم يسبق لها مثيل على حرية الصحافة في مصر.
ومن قبل، تعرّض موظفو الإعلام الأجانب للسجن أو الاعتقال؛ لكن طرد «بيل» أثار مخاوف عما إذا كان الصحفيون آمنين في مصر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة يوم 26 مارس أم لا.
وفي بيان، قالت صحيفة التايمز إنها تكتمت على خبر ترحيل «بيل» بسبب التحقيقات التي أجريت عمّا إذا كان بإمكانها العودة إلى البلاد مرة أخرى، مضيفة أنّ «ظروف احتجازها والتهديدات الموجهة ضدها غريبة بما فيه الكفاية، وهي تشير إلى أنها ارتكبت خطأ ما؛ لكن تبين في النهاية أنها لم ترتكب أيّ خطأ، وما حدث سوء فهم، ومنذ حينها حاولنا ضمان عودتها الآمنة إلى القاهرة في الوقت المناسب لتغطية الانتخابات الرئاسية، لكن من الواضح أن السلطات المصرية لا تنوي السماح لها بالعودة».
وأكّدت «بيل» أنها أدرجت على قائمة الأشخاص غير المرغوب فيهم بمصر، داخل مطار القاهرة، مؤكدة أنها إذا حاولت العودة مرة أخرى ستعتقل فورًا.
وقالت المتحدثة باسم السفارة البريطانية في القاهرة إنّ الدافع وراء طرد «بيل» ما زالت غامضة، مضيفة: «قدّمنا الدعم وأثرنا مخاوفنا على أعلى المستويات، وأثارها أيضًا وزير الخارجية البريطاني مع نظيره المصري، ولم تشارك السلطات المصرية في أيّ دليل على ارتكاب أيّ مخالفات؛ وسنواصل الضغط عليهم في هذه القضية».
ولم تستجب الحكومة المصرية لطلب التعليق.
تبلغ بيل 33 عامًا، انتقلت إلى القاهرة قبيل ثورة يناير 2011 التي أطاحت بحسني مبارك، ومنذ وصول الحالي عبدالفتاح السيسي إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 2013 ازداد التضييق على مناخ الإعلام المصري والأجنبي بشكل متزايد. وتقول اللجنة الدولية لحماية الصحفيين إنّ 20 صحفيًا مصريًا يقبعون حاليًا وراء القضبان منذ ديسمبر من العام الماضي.
وذات مرة، وصفت «مراسلون بلا حدود» مصر بأنها «أحد أكبر سجون العالم للصحفيين»، وصُنّفت في المركز 161 من أصل 180 دولة على مؤشرها السنوي لحرية الصحافة العالمية.