شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

آخر معاقل المعارضة السورية.. هل تلحق «دوما» بقطار المفاوضات؟

تهجير السوريين- أرشيفية

في الوقت الذي يستمر التهجير القسري لمدنيي بلدات القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، وآخرها بلدات زملكا وعربين وحي جوبر، باتفاق وقعه فصيل «فيلق الرحمن»، مع الروس، يقضي بوقف إطلاق النار في القطاع الأوسط الذي يتكوّن من «جوبر، حزة، زملكا، عين ترما وعربين»، وتهجير المدنيين والمقاتلين الشمال السوري، فإنه تتجه الأنظار باتجاه دوما، «آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية»، والتي تقع تحت سيطرة قوات جيش الإسلام.

وتثار تساؤلات حول ما إذا كان «جيش الإسلام»، سيدخل في مفاوضات مع الجانب الروسي، أم سيستمر في القتال، وهل سيكون الاتفاق على نفس نهج اتفاقات سابقة بين المعارضة والروس، أم سيكون لقوة جيش الإسلام والأسرى الذين يمتلكهم ورقة يمكنها موازنة التفاوض لصالح المعارضة.

جيش الإسلام ينفي

قائد «جيش الإسلام»، عصام بويضاني، قد أعلن، في تسجيل صوتي، رفض «جيش الإسلام الخروج من الغوطة»، داعيا المعارضة في درعا إلى فتح معركة لتخفيف الضغط على مدينة دوما.

وقال، في تسجيله الذي نشره أمس: «نحن في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها»، لافتا إلى أن «وجود مجاهدين بالقرب من العاصمة دمشق هو نصر للثورة السورية، ويجب الحفاظ على هذه القوة المتمثلة بجيش الإسلام».

وطالب بويضاني، في رسالته، القوات في درعا بفتح جبهات مع النظام من أجل تخفيف حدة المعارك في الغوطة، مشيرا إلى أنه «بانتهاء الثورة يعني أنه لا تقوم قائمة لأهل السُّنة لسنوات طويلة».

فتح جبهات في درعا، ليس قرارا فرديا تقره فصائل المعارضة هناك، بل يخضع لحسابات دولية؛ نظرا لخضوعها ضمن مناطق خفض التصعيد.

استمرار النزوح

وخلال الأيام الماضي، بدأ تهجير مقاتلين من فصيل فليق الرحمن التابع للمعارضة السورية المسلحة إلى إدلب شمال البلاد ضمن اتفاق مع النظام السوري رعته روسيا.

ومساء السبت، خرجت أول دفعة من المقاتلين والمدنيين من مدينة عربين ضمن قافلة تضم 17 حافلة تحمل نحو ألف شخص وفقا لوكالة الأنباء التابعة للنظام، على أن يستكمل الأحد خروج أعداد أخرى.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن «خروج المدنيين من مدن وبلدات الغوطة الشرقية قرب دمشق لا يزال متواصلا من خلال المعابر الإنسانية»، مشيرة إلى أن عدد المدنيين الذين غادروا الغوطة منذ «بدء الهدنة الإنسانية» بلغ أكثر من 100 ألف شخص.

ويموجب الاتفاق، سيطر جيش النظام على نحو 90% من المساحة التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد العملية العسكرية التي أطلقها يوم 18 فبراير 2018، ولتبقى نسبة 10% تحت سيطرة جيش الإسلام.

وبالتزامن مع التهجير القسري، لمدن الغوطة الشرقية، بدأت اليوم الأحد، اشتباكات عنيفة في القسم الشمالي من الغوطة الشرقية بين قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي جيش الإسلام من جهة أخرى.

وتركزت الاشتباكات في مزارع الريحان قرب مدينة دوما، مترافقة مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، أسفرت عن مقتل 5 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

مفاوضات من أجل دوما

وعلى الرغم من نفي «جيش الإسلام» الدخول في مفاوضات مع النظام أو روسيا من أجل إجلاء المقاتلين عن المدينة، إلا أن تقارير تحدثت عن مفاوضات يحاول النظام الروسي الدخول فيها، ولكنها قد تختلف عن تلك التي خاضها مع «فيلق الرحمن»، بحسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يرجح أن تؤدي تلك المفاوضات إلى اتفاق لتحويل دوما لمنطقة «مصالحة» لتعود إليها مؤسسات النظام مع بقاء مقاتلي جيش الإسلام من دون دخول قوات النظام.

وتقول اللجنة المدنية المكلفة بالمحادثات إن مفاوضات تجرى مع الجانب الروسي من أجل التوصل لاتفاق يوقف القصف والمعارك في المدينة.

انتقادات لاتفاق فيلق الرحمن

ويبدو أن جيش الإسلام، تفاجأ بالمفاوضات التي خاضها فيلق الرحمن، ووجه بويضاني في خطابه انتقادات للاتفاق، لافتا إلى أن أية اتفاقات عقدتها الفصائل مع جهات خارجية من «غرفة تنسيق الدعم وغيرها» لن تنفعها.

وأوضح أن «جيش الإسلام» ليس ضد تلك الارتباطات، إلا أنه يرفض أن تتحول إلى «عبودية والتي ستكون نهايتها أوامر بالخروج من المناطق المسيطَر عليها كما حدث مع فيلق الرحمن، والذي كان يتغنى أنه فصيل غير مؤدلج وله ارتباطاته إلا أن نهايته كانت الخروج من الغوطة».

وفي السياق ذاته، كتب رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام»، محمد مصطفى علوش، عبر «تويتر»: «لن يضرنا من خذلنا بإذن الله»- في إشارة إلى اتفاق فيلق الرحمن مع الجانب الروسي.

خريطة المعارضة بعد سقوط الغوطة

وبالاتفاق الأخير، أصبحت الغوطة الشرقية تحت سيطرة النظام فيما عدا دوما، كما تسيطر المعارضة المسلحة على مناطق في القلمون الشرقي، ومناطق عديدة في درعا تشمل نحو 60% من المحافظة.

كما تسيطر المعارضة، على مواقع في محافظة حمص الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد، أبرزها الرستن وتلبيسة (الريف الشمالي)، وكذلك في أرياف اللاذقية وحماة وفي غربي حلب وشماليها، لكن تموقعها الأبرز يبقى في إدلب رغم التقدم الذي حققته قوات النظام في الشهرين الماضيين وسيطرتها على مطار أبو الظهور القريب من مدينة سراقب الاستراتيجية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023