للإعلام قوة كبيرة يخترق تأثيرها الأفراد والمجتمعات، وهي قوة قادرة على البناء والهدم، لكن الآن كيف يبدو وضع الإعلام في مصر وهل حل البناء محل الهدم، وكيف يمكن أن نمضى بالإعلام ونأخذ بيده إلى البناء باعتباره السلطة الرابعة؟!.. كل هذا حاولنا الإجابة عليه خلال حديثنا مع الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة.
هل أنت متفق مع مقولة أن الإعلام سلطة رابعة؟
الإعلام ليس سلطة كما يقال لان السلطة من التسلط و كلمة سلطة بالنسبة للإعلام مجرد كلمة معنوية ،حيث أن الإعلام بمثابة رقيب على كل السلطات ويعمل على نقل الحقائق بصورة واضحة ،كما أن الإعلام الجيد يعمل على بناء دولة حديثة.
ما طبيعة الدور الذي يقوم به الإعلام في الدولة الحديثة؟
الإعلام في الدولة الحديثة مؤسسة ضمن مؤسسات عديدة في الدولة ، وهو يعكس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع أي بمثابة مرآة للواقع الفعلي وليس مزيف له.
ما المطلوب لكي يقوم بأداء دوره؟
لابد للإعلام أن يتحرر من كل القيود والعوائق التي تكبل عمله وحريته وينطلق من مبادئ وقواعد إصلاحية اجتماعية ، ويكون له فلسفة تساعده علي إبراز هوية الدولة وشخصيتها سواء كان إعلاما رسميا أو خاصا، وبالتالي يكون بمثابة أداة من الأدوات التنافسية عديدة للدولة.
ما تقييمك لأداء التليفزيون الرسمي الآن؟
الإعلام الرسمي اعتمد لسنوات طويلة علي تلقي المعلومات من وزير الإعلام، فأصبح الآن في وضع حائر، ولا يستطيع أن يبدع أو يبتكر، واعتمدت المسألة علي الاجتهادات الشخصية بما فيها من صواب وخطأ .
كما اعتاد الإعلامي منذ سنوات على كلمة الرئيس مبارك و الآن وبعد مجيء رئيس آخر نجد بعضهم يقعوا في نفس المأزق ويكرروا نفس الكلمة التي تعودوا عليها وهى كلمة "مبارك"، لذا ينبغي إعادة هيكلة الإعلام الرسمي من جديد، مع مراعاة أن هناك نوعيين من الإعلاميين: الأول لا بد من استئصاله, والثاني يجب تدريبه جيدا ليقدم مادة إعلامية جيدة حتى لا يذهب فيها المواطن ضحية للأخبار الكاذبة .
كيف ترى الإعلام الخاص؟
الإعلام الخاص أصبح ينفذ أجندات رجال الأعمال المالكة له والتي لديها مصالح خاصة، فأصبح إعلاما موجها يعتمد علي الإثارة الممنهجة، مما انعكس ذلك بالسلب علي الشارع المصري وما شهدنا من فوضي وعشوائية أضرت بالصالح الوطني خلال الشهور الماضية.
هل يجوز لمقدم برامج أن يستضيف إعلامي في برنامجه للإبداء برأيه في موضوع ما ؟
يعتبر ذلك من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مقدمي البرامج فلا يجوز لمحاور إن يستضيف إعلامي للنقاش حول موضوع ما ، لأنه من الممكن للإعلامي أن يظهر في برنامجه ويهاجم جهة معينة ، ثم يظهر في برنامج آخر ويكون هو الضيف ولا يهاجم هذه الجهة وفى هذه الحال يفقد الإعلامي مصداقيته لدى الجمهور ويصبح منافق .
هل تتفق مع إلغاء وزارة الإعلام؟
إلغاء وزارة الإعلام لابد أن يحدث ويمكن استبدالها بمجلس وطني يضم شخصيات مستقلة لا تنتمي إلى حكومة أو حزب معين حتى لا تستغل ذلك في ترويج لسياسات معينة ، إضافة لسرعة إصدار قانون يتيح الحق في المعرفة وتداول المعلومات .
ما السبب وراء انتشار المواقع والشبكات الإخبارية وتفضيله لدى المواطن؟ وما تأثيره على وسائل الإعلام الأخرى؟
الشعب المصري يرحب بالابتكار، ويحب أن يرى كل ما هو جديد خاصة أن الصحافة الالكترونية تكون سريعة في تقديم الخبر لدرجة تصل إلى اعتماد معظم البرامج الحوارية على الأخبار المنشورة على المواقع الالكترونية، إضافة إلى أن الانترنت هو لغة العصر مما جعله يهدد الصحافة الورقية بالانفراد.
ما الصورة التي يجب أن يكون عليها الإعلام في ظل أول رئيس مصري منتخب به الثورة؟
أتمنى أن يكون الرئيس محمد مرسي رئيسا لكل المصريين ، وأطالبه بالابتعاد عن جماعة الإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها ، ويراعي المصلحة العليا للبلاد فلا يقصي أحدا مخالفا للتيار الذي كان ينتمي إليه ولا يعطي مزايا لأحد متفق مع فكره ، ويكون الإعلام المصري إعلاما للدولة وليس للحكومة لان الحكومات متغيرة بتغير الأحزاب والسلطة، أما الدولة فهي الباقية.