واصلت الشرطة الإسرائيلية استعداداتها لمواجهة حملة «أهلاً بكم في فلسطين» التي ستشهد قدوم ناشطين مؤيدين للفلسطينيين عبر مطار ابن غوريون في تل أبيب، وسط تهديدات بمحاكمة الناشطين الأجانب المشاركين في الحملة.
فقد طالبت اليوم مجموعة حقوقية إسرائيلية باعتقال ومحاكمة النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين المتوقع وصولهم بعد غد إلى مطار بن غوريون، وقالت نيتسانا دارشان ليتنر، من مركز إسرائيل الحقوقي: "إنها طلبت من مدعي عام الحكومة، يهودا فاينشتاين، «وضع حد» للحملة في عامها الثالث.
وقالت نيتسانا للإذاعة العامة الإسرائيلية: "نطلب منه محاكمة هؤلاء ، هذا نشاط إجرامي، وخرق للكثير من القوانين في إسرائيل، بما يتضمن التجمع غير المرخص له وعبور الحدود، بينما طلب منهم بالتحديد عدم القدوم هنا". وتابعت: "يجب أن تضع إسرائيل حدا لذلك، فهم لا يتعلمون لأنهم لا يدفعون الثمن".
كما قامت إسرائيل خلال الأيام الماضية بتحويل مطار تل أبيب إلى ثكنة عسكرية ، استعدادا للتعامل مع المتضامنين حال وصولهم ومنعهم من مغادرة أرض المطار، كما تم نشر مئات من رجال الشرطة، منذ أول من أمس، داخل المطار وحوله، بعد أن فشلت محاولاتها إبلاغ شركات الطيران الأجنبية بمنع الناشطين المعروفين من الصعود على متن الطائرات بحسب تقارير إعلامية.
رضوخ ألماني
من جانبها أعلنت اليوم شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران أنها قامت بإلغاء حجوزات السفر لأعضاء حملة «مرحبا بكم في فلسطين» والذين خططوا للسفر إلى تل أبيب بعد غد الأحد .
من جهتهم أصدر منظمو الحملة المؤيدة للقضية الفلسطينية بيان جاء فيه: "أن عشرات المسافرين الذين حجزوا تذاكر للسفر إلى تل أبيب يوم الأحد القادم قد أبلغوا الليلة الماضية من قبل شركة (لوفتهانزا) بأن حجوزاتهم قد تم إلغاؤها وفقا لتوصية من الجانب الإسرائيلي".
وحذر المنظمون في بيانهم من أن الركاب سيحضرون كما هو مقرر إلى مطارات الإقلاع في نهاية الأسبوع للمطالبة باحترام القانون الدولي والتذكير بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة ليست ملكا لسلطات الاحتلال الاسرائيلي.
كما واصل الاحتلال الإسرائيلي استفزازاته لإجهاض مشاركة الناشطين في الحملة الدولية، حيث قال نشطاء: "إنهم تعرضوا مؤخرا لاستجوابات لدى جهاز الأمن العام الاسرائيلي «الشاباك» تم خلالها تحذيرهم من المشاركة في الحملة الدولية التي ستنطلق بعد غد الأحد".
وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن «الشاباك» استدعى خلال الأسابيع الأخيرة أربعة نشطاء يساريين يشاركون في الإعداد للحملة الاحتجاجية الدولية وأوضح محقق الشاباك لهم بأنهم يخضعون للمراقبة ، وقد خضع اثنان من النشطاء لاستجواب في مطار بن غوريون فور عودتهم من خارج البلاد فيما تم التحقيق مع الناشطين الآخرين في مركز للشرطة في تل أبيب.
وكانت مجموعات دولية من مؤيدي القضية الفلسطينية قد أعلنت على الإنترنت عزمها القدوم إلى مطار «بن جوريون» في تل أبيب، ابتداءً من 15 أبريل، للتوجه منه إلى الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل وتسيطر على جميع مداخلها، باستثناء الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وصرح المتضامنون الذين يبلغ عددهم 1500 متضامن القادمون من عدة مطارات في أوروبا وكندا والولايات المتحدة وبينهم 500 إلى 600 فرنسي بأنهم ينوون التوجه إلى مدينة بيت لحم في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتدشين مدرسة دولية.
وكان مائة متضامن تمكنوا من الوصول إلى الضفة الغربية خلال الفعاليات الأولى باسم «مرحبا في فلسطين» في عام 2010م إلا أن سلطات الاحتلال صعدت الصيف الماضي من انتهاكاتها وممارسة الضغوط على شركات الطيران لعدم نقل المتضامنين فاتخذت تدابير عديدة لمنع الحملة واحتجزت العشرات من المتضامنين قبل طردهم.