نحو مزيد من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، استضافت قناة «أورينت» السورية المعارضة، التي تبث من إمارة دبي الإماراتية، مندوب الاحتلال الصهيوني الدائم في الأمم المتحدة «داني دانون» في لقاء خاص أجرته الإعلامية السورية «هيفي بوظو».
وقالت القناة إنّ الحوار دار حقيقة الموقف الإسرائيلي من الحرب في سورية، وسرّ صمت «إسرائيل» تجاه ما يجري على الحدود السورية، ومدى وجود إجراءات فعالة للحد من الوجود الإيراني في سوريا.
وتعد «أورينت» أول قناة تلفزيونية سورية تستضيف شخصية إسرائيلية؛ ما أثار انتقادات وجدلًا، لا سيما وأنّ اللقاء تضمّن ثلاثة محاور رئيسة: الأول ركّز فيه دانون على صلة القربى بين «إسرائيل» والعرب، وذكر أنّ جده عاش في مدينة الإسكندرية قبل سنة 1948، ووجّه الاتهامات إلى الشعوب والحكومات العربية التي عزلت اليهود حينها و«لم تتحلَّ بالديمقراطية!»، وفق زعمه.
كما تحدّث عما أسماها «عَظَمة دولة إسرائيل»، واصفًا إياها بـ«الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط»، مروّجا بالحديث عن الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية التي قدمتها إلى الشعب السوري؛ لتتيح «أورينت» الفرصة للاحتلال الإسرائيلي للمتاجرة بدماء الشعب السوري عبر قناتها.
أمان الاحتلال!
المحور الثاني: ركّز على الأوضاع السورية الداخلية، وسألت «هيفي» عن رأي «إسرائيل» في بقاء بشار الأسد أو رحيله، ليجيب دانون عن الشؤون الداخلية السورية؛ لكنه شدد على ضرورة التخلص من بشار بما يتوافق مع أمان «إسرائيل».
المحور الأخير: ركّز على التدخل «الإسرائيلي» في سوريا، الذي ربطه دانون بالوجود الإيراني داخلها، زاعمًا أنّ كل الأنشطة السابقة مرتبطة بالحد من الخطورة الإيرانية في الشرق الأوسط.
وأغفل الحوار كل الأمور والإشكاليات العالقة بين الشعب السوري والاحتلال؛ على رأسها قضية الجولان، التي لم تذكر إلا عبر حديث المندوب «الإسرائيلي» عن مخاوف «إسرائيل» من تحويل إيران هذه المنطقة إلى قاعدة عسكرية تهدد وجودهم في المنطقة.
تحويل مواقف
وفي فبراير الماضي، كشفت تسريبات من داخل القناة مدى التعاون بين إدارة «أورينت» وأطراف صهيونية، إضافة إلى موقف مالكها «غسان عبود» من «إسرائيل»، وتصريحاته الإيجابية تجاه الكيان الصهيوني، والأوامر التي وجهها إلى مراسليه بإجراء استطلاعات بشأن مواقف السوريين منها، ودوره في تنفيذ برنامج «حسن الجوار» والاجتماعات التي نظمت مع أطراف إسرائيلية.
