كشفت دراسة عالمية صدرت أخيرا أن أربعة من بين كل خمسة أشخاص من جيل العرب الرقمي لا يمارسون النشاطات التجارية عبر شبكات الإنترنت، أي ما يعادل 80%، وذلك يبيّن بشكل واضح أن التجارة على الإنترنت لم تشهد انطلاقتها الحقيقية بعد في المنطقة.
وأوضح كريم صباغ مدير قسم التواصل العالمي وممارسات الاتصالات والإعلام في شركة "بوز آند كومباني"، أن البحوث أظهرت 83 % من الجيل العربي الجديد يستخدمون الإنترنت يوميا، وأن 40%منهم يشاهدون يوميا مقاطع الفيديو على الشبكة بهدف الترفيه، وأن 80 %من المجموع الكلي لهؤلاء قد يتخلون عن أجهزة التلفزيون لمصلحة الإنترنت في حال اضطروا للاختيار بينهما.
في المقابل اتفق خبراء التقنية والمعلومات على أن الشبكات الاجتماعية شهدت نموا مطردا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من أي مكان آخر، نظرا إلى الدور المهم والبارز الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعية خلال الربيع العربي. من جهته أشار الدكتور ماجد السقاف خبير تقنية معلومات أن نسبة استحواذ منطقة الشرق الأوسط في عمليات البيع عبر الإنترنت بالنسبة لدول العالم يصل إلى قرابة 1 %.
وأرجع السقاف عزوف كثير من عمليات البيع عن طريق الإنترنت إلى "ضعف البنية التحتية" التي من أهمها "طريقة التوصيل التي تكلف التاجر كثيرا". وأما فيما يخص عمليات الشراء، فأشار إلى أن "العائدون من الابتعاث كونوا ثقافة جديدة عن عمليات التجارة الإلكترونية".
وأكدت نقاشات "قمة أبو ظبي للإعلام 2012" التي عقدت أخيرا خلال جلساتها في مساهمة الأجهزة المتحركة في إدخال الشركات إلى أسواق جديدة، حيث تمكنت بعض الشركات من تقديم الترفيه للجميع في كل مكان، ما دفع بـ 30%من عملائهم للاعتماد على الهواتف المتحركة للوصول إلى المحتوى الإعلامي الذي تقدمه الشركات.
وحول تفاعل الجيل الجديد من وسائل الاتصال، أشار فادي غندور المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أرامكس" إلى وجود دوافع ومحفزات حقيقية في العالم العربي، مع رغبة 26 % من الشباب العربي في إطلاق أعمالهم الخاصة، وذلك مقارنة بـ 4 في المائة فقط في الولايات المتحدة، في ظل وجود النظام التعليمي في المنطقة الذي هو بحاجة إلى الدعم والتطوير.
وتعد التجارة الإلكترونية أحد أبرز الأهداف في تحويل الطرق المعتادة لأداء الأعمال وتحويلها باستخدام التقنية إلى صورة إلكترونية، الأمر الذي ينعكس إيجابيا على سرعة الأداء والتكلفة وغيرها من المميزات الأخرى في الوقت الذي تسعى فيه القطاعات الحكومية إلى تحقيق أكبر رقم لتلك التعاملات من خلال دعم المواقع وزيادة عدد الشركات الموصلة للسلع بشكل آمن في ظل انتشار ظاهرة التعاملات التجارية الإلكترونية، وبالتالي تعد ظاهرة صحية على مستوى العالم ولا يمكن أن تكون السعودية في معزل عن العالم والتطور بشكل عام، بسبب تخوف بعض المتعاملين.