مما لا شك فيه أن الحقائق لا تتجزأ.. وإحدى تلك الحقائق أن لفظة إنسان جاءت للإشارة إلى النسيان , فبعد أن انحصر بناة الحضارة في قائد ورمز.. إحدى تلك الحقائق التي قررت شبكة "رصد" الإخبارية إلقاء الضوء على مهن في طريقها للنسيان وكانت أبهى ما يكون من قبل وانحصرت اليوم في ذكري انزوت في هامش الذاكرة مع تتابع أحداث الحاضر ووقائعه.
20سنة في عشق النحاس
في حي الجمالية خاصة في شارع النحاسين كان لنا لقاء مع "عم" محمد شحاتة –مبيض نحاس- الذي قرر أن يتذكر معنا تفاصيل حياة مهنية عاشها على مر الأزمان حتى أصبحت مجرد ذكري مضى وقتها ..فيقول: "قضيت أكثر من 20سنة في تبييض النحاس الذي كان لا غنى عنه في المطابخ والبيوت.. فقد ورثت هذه المهنة عن والدي –رحمه الله- وتعلمت منه أصول الصنعة حتى أصبحت متقنها وزى ما بيقولوا "ابن الوز عوام"، فأحببت النحاس وعشقت تبييضه, فأصبحت أبيع شغلي في جميع المحلات وكثر زبائني, وأمنت بيتي من المهنة دى".
"الاستانلس" و"التيفال" كتبت نهاية النحاس
ويكمل "عم شحاتة": "للأسف دوام الحال من المحال.. دلوقتى محدش بقي يشتري نحاس أصلا عشان يبيضه ..فبعد ظهور الاستانلس ستيل وحلل التيفال بقي الحال واقف, وفكرت كثيرا أن أغير المهنة لكني فشلت لإني مش عارف غيرها ..فمرة فتحت "سايبر"، ومرة اشتغلت برة ورشتى وكنت بتبهدل كتير عشان أمن بيتي وأعرف أعيش أولادي, ولكن الحمد لله على كل شيء".
المعاش المطلب الوحيد
أما عن الحياة السياسية بالنسبة لعم محمد فهي تنحصر في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فقط…فيقول: "أنا زى الناس البسيطة اللى عايشين في الجمالية.. معرفش سياسة غير انتخابات رئاسة ومجلس شعب, وبعد ما انتخبت الرئيس محمد مرسي بطلب منه "معاش" لأولادي من بعدى.. بعد 20سنة في مهنة ما بتأكلش عيش حاف دلوقتى".