أثارت ضربة أميركية في سوريا، استهدفت مواقع للنظام السوري، امتدت لساعات عدة، ردود أفعال واسعة حول العالم، وسط تأييد دولي واسع، سارعت دول مختلفة للإعلان عن ترحيبها بالرد على استخدام كيماوي في دوما راح ضحيته العشرات، فيما عبر مراقبون عن شكوكهم حول الأهداف الحقيقية للضربة الثلاثية ضد النظام.
ترجيب دول
ولاقت الضرب الثلاثية «أميركا وفرنسا وبريطانيا»، في دمشق، ترحيبا دوليا واسعا، وتوالت الدول في إصدار البيانات المؤيدة، فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التصعيد في سوريا.
أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، السبت، تأييده للضربات العسكرية التي تقودها واشنطن ولندن وباريس ضد مواقع أسلحة كيماوية للنظام السور، كما أعلن الحلف اعتزامه عقد اجتماع طارئ بعد الظهيرة في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل؛ لبحث الضربات الغربية الموجهة للنظام السوري.
وقال ستولتنبرغ، في بيان، عبر الموقع الإلكتروني للناتو اطلعت عليه الأناضول: «أؤيد الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد مرافق وقدرات الأسلحة الكيميائية للنظام السوري».
وأضاف «هذا سيقلل من قدرة النظام على مهاجمة شعب سوريا بالأسلحة الكيماوية، مؤكدا أن الناتو أدان باستمرار استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية»، مؤكدا أنها تهديد للسلام والأمن الدوليين.
وقالت أنقرة، إنه «لم يكن مقبولا عدم الرد على النظام السوري عقب اتضاح تنفيذه الهجوم الكيميائي على مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، في 7 أبريل».
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن استخدام الأسلحة الكيميائية يعد انتهاكا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية، وأنه ينبغي محاسبة المسؤولين عن الهجوم البشع على مدينة «دوما».
وأعلنت الحكومة الأسترالية دعمها للضربات الجوية الأميركية البريطانية الفرنسية ضد منشآت الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري.
وجاء ذلك في بيان مشترك لرئيس الوزراء الأسترالي، مالكوم تورنبول، ووزيرة الخارجية، جولي بيشوب، ووزيرة الدفاع، ماريسي باين، نُشر على موقع الخارجية الأسترالية، أشار إلى أن «الضربات الجوية رد شديد على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في دوما 7 أبريل»، معربًا عن تأييده هذه الضربات.
ولفت إلى أن قصف الأهداف السورية هو «رسالة واضحة إلى النظام السوري وداعميه روسيا وإيران، بأنه لن يكون هناك تسامح مع استخدام السلاح الكيميائي».
وعلى جانب آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الالتزام بالقانون الدولي والتحلي بضبط النفس والابتعاد عن كل خطوة من شأنها تصعيد التوتر عقب الضربات الصاروخية لمنشآت السلاح الكيمياوي للنظام السوري.
وذكر بيان صادر عن غوتيريش، اليوم السبت، أنه يتابع عن كثب الغارات الجوية على سوريا، مضيفًا: «عندما يتعلق الأمر بالسلام والأمن الدولي فإن من الضروري التحرك بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».
كما أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، اليوم السبت، تأييده للضربات العسكرية التي تقودها واشنطن ولندن وباريس ضد مواقع أسلحة كيماوية للنظام السوري.
وقال ترودو، في بيان عبر صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»، إن بلاده تؤيد قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا باتخاذ إجراءات ضد قدرة نظام الأسد على إطلاق أسلحة كيميائية ضد شعبه، مؤكدا إدانة كندا استخدام الأسلحة الكيميائية في هجوم الغوطة الشرقية، مؤكدا ضرورة تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة.
وعلى المستوى العربي، أعلن عدد من الدول العربية دعم الضربة الثلاثية، إلا أن مصر أصدرت بيانا عبرت فيه عن قلقها من التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية.
وذكرت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أنها تؤيد «العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع المملكة المتحدة وفرنسا، والتي استهدفت برنامج الأسلحة الكيماوية ومواقع عسكرية في سوريا».
وأكدت المنامة «أن هذه العملية العسكرية كانت ضرورية لحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية، ومنع استخدام أية أسلحة محظورة من شأنها زيادة وتيرة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية».
كما حمّل بيان للخارجية القطرية، النظام السوري المسؤولية الكاملة عن «الجريمة البشعة» التي ارتكبها باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين في بلدة دوما بالغوطة الشرقية وغيرها من «جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي أودت بحياة أطفال ونساء طوال السنوات الماضية».
وحملت المملكة السعودية النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد نظام الأسد.
وجاء في بيان للخارجية المصرية، أنها قلقة «نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر».
إيران وموسكو والنظام تواجه
وفي مقابل الترحيب الدولي الواسع للضربة، أتت ردود دول التحالف للنظام السوري، المتمثل في إيران وروسيا، لتستنكر وتهدد برد فعل للضربة في دمشق.
وأعلنت إيران استنكارها بشدة، اليوم السبت، وقالت إنها «تستنكر بشدة العدوان الثلاثي لأميركا وحلفائها على الأراضي السورية»، محذرة من التداعيات الإقليمية والعالمية له.
وحملت الخارجية، في بيان نقلته وكالة أنباء فارس، «أميركا وحلفاءها مسؤولية تبعات وآثار هذه المغامرة»، فيما وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، تلك الضربات بأنها «جريمة كبرى»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» (رسمية).
بدوره، أدان حزب الله اللبناني، في بيان ما وصفه العدوان الثلاثي الأميركي-البريطاني-الفرنسي على سوريا، معتبرا أن «الضربة على سوريا هي استكمال واضح للعدوان الصهيوني الأخير على سوريا ويمثل تأييدا صريحا ومباشرا لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب»، على حد وصفه.
وعلى الرغم من إعلان وزارة الدفاع الروسية، أن قاعدتي حميميم وطرطوس لم تتعرّضا لأي إصابة في الضربات الصاروخية التي وجّهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى النظام السوري، إلا أن موسكو حذرت من أن «مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب».
وقال السفير الروسي في الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، في بيان بشأن الهجوم على سوريا، إن موسكو حذرت من أن «مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب»، معتبرا أن ما جرى «إهانة للرئيس الروسي (فلاديمير بوتين).. غير مقبولة ومرفوضة»، وليس للولايات المتحدة حق في إلقاء اللوم على دول أخرى.
شكوك حول الأهداف
وتباينت الآراء السياسية حول الأهداف الحقيقية، للضربة الأميركية على الرغم من الإعلان الأميركي، من أن الهدف الرئيسي هو الرد على استخدام الكيماوي وقتل المدنيين في دوما؛ حيث عبر مراقبون عن اختلاف ردود الفعل إزاء مقتل المدنيين يوميا في سوريا.
وأتى إعلان رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنّ الهدف من الضربات العسكرية الغربية، التي شاركت فيها بلادها في سوريا «ليس تغيير النظام السوري أو الانخراط في حرب أهلية»، ليؤكد أن قتل المدنيين في كل أرجاء سوريا لم يكن هو المحرك الأساسي لتلك الضربة.
فيما اعتبر مراقبون أن خوض بريطانيا تلك العملية، أتى فقط ردا على روسيا، بعد تصعيد أزمة الجاسوس الروسي بين البلدين، في الوقت الذي تحدثت مصادر عن اشتراطات أميركية مقابل عدم توجيه ضربة للنظام، ليس بينها وقف قتل المدنيين، ولكن طالبت بخروج إيران والمليشيات التابعة لها من سوريا، بحسب ما ذكر «التلفزيون العربي».
الحين قتل الأبرياء بالكيماوي يختلف عن الرصاص ! ؟
اللهم أضرب الظالمين بالظالمين وأخرج المستضعفين من بينهم سالمين
#دمشق— محمد الفرّاج (@mhffd92) April 14, 2018
حتى مع محدوديتها
فان #الضربة هي صفعة مهينة لبوتين وستضعفه امام العالم
وتظهره انه عجز عن حماية عميله في #دمشق— محمد العربي زيتوت (@mohamedzitout) April 14, 2018
للأسف تبرير ترامب للضربة العسكرية لسوريا لضرب الاسلحة الكيماوية
وهي في الحقيقة ضربة سياسية واعلامية فقط وليس لاسقاط التظام الظالم
والضحايا هم الأبرياء السوريين الذين سيدفعون الثمن
اللهم احفظ الشعب السوري #سوريا#دمشق#عملية_عسكرية_امريكية_بسوريا
— د. دلال الردعان (@dr_dalradaan) April 14, 2018
يمشي #الأسد مختالاً "بنصره" متنفساً الصعداء بعد أن التقى الثلاثي #الأمريكي #البريطاني #الفرنسي فأنجبوا فأراً,لتستمر المأساة #السورية على قاعدة تحريم #الكيماوي فقط,,#سوريا #دمشق #ترمب #Assad pic.twitter.com/LX8G60zBJe
— سلمى الجمل (@AljamalSalma) April 14, 2018