تطل على التحالف العربي في اليمن، الفترة المقبلة تغيرات جديدة؛ من حيث مكوناته منذ عام 2015، قد تشمل انسحابات من الحرب في اليمن، بعد أن دخلت العام الرابع على التوالي، دون بزوغ أي أمل في الوصول إلى أهدافه الذي وضعها مع تدشينه.
وبين الأنباء الواردة عن انسحاب قريب للقوات المغربية، ومطالب سودانية بعودة القوات المشاركة في التحالف باليمن، إلى أراضيها وإنهاء مشاركتها، تطفو الأزمة الحقيقة سواء بين أطراف التحالف، أو أزمة «المالانهاية» في اليمن.
خلافات وراء انسحاب المغرب
تتوارد الأنباء حول نية المغرب في استعادة سرب طائراته المشاركة في إطار التحالف العربي التي تقوده السعودية، وسط اختلاف حول أسباب هذا القرار، بين من يرى أنه جاء من أجل التحديات التي تواجه المغرب في إقليم الصحراء، وبين من يرى أنها مجرد ذريعة للانسحاب الذي يسعى إليه المغرب منذ وقت طويل.
ونقلت صحيفة «الأيام 24» المغربية، عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة» قولها إن الجيش المغربي قرر استعادة سرب طائراته المشاركة في إطار التحالف العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه «بتوجيه من الجنرال دوكور دارمي عبدالفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قد تم أيضا استدعاء السرب المكون من 6 طائرات، الذي كان قد تم إرساله إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل رفعه للمعيار».
وذكر موقع «لوديسك» الناطق بالفرنسية، نقلا عن مصادر مقربة من الجيش المغربي، أن المغرب شرع في سحب مقاتلاته من طراز «إف-16» المشاركة ضمن التحالف العربي في النزاع باليمن.
وأرجع مراقبون القرار إلى اختلافات بين المملكة العربية السعودية والمغرب، اشتدت بعد أزمة رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ وتصريحاته عبر «تويتر» بأن المملكة لن تصوت للمغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، في تلميح إلى أن السبب هو عدم قطع العلاقات مع قطر، وعدم تبني وجهة نظر «دول الحصار»، وخلال الفترة الأخيرة بدأت الممكلة العربية توجه سهامها باتجاه المغرب، عبر قنواتها وإعلامييها.
الانسحاب المغربي من التحالف، أثاره الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح والذي قتل على يد مليشيات الحوثيين، بعد تفكك تحالفهما، وقال في تصريحات له، بأن المغرب يرغب في الانسحاب من التحالف العسكري باليمن، وذكر أن دولتين ترغبان في الانسحاب أيضا ولكن لم يسمهما.
ولكن وقتها سارع المغرب في نفي تلك التصريحات، وأكد استمراره في تحالف دعم الشرعية في اليمن.
المطالب السودانية
تتعالى الأصوات في السودان، مطالبة بإنهاء مشاركة القوات السودانية في التحالف العربي باليمن، وفي جلسة جلسة مغلقة في البرلمان، لمناقشة الأنباء التي تحدثت عن مصرع وإصابة العشرات من القوات السودانية في كمين قبل أيام، طالب نواب عن حركة «الإصلاح الآن» في البرلمان الأسبوع الماضي، بسحب القوات السودانية من حرب اليمن.
وتتصاعد التهديدات أمام المشاركة السودانية بعد أن انطلقت دعوات حوثية بتوجيه ضربات جوية صوب الخرطوم أسوة بالصواريخ التي أطلقت غير مرة، باتجاه السعودية واعترضتها الدفاعات الجوية للمملكة.
وكانت جماعة «أنصار الله» أعلنت، في 7 إبريل، مقتل وإصابة عشرات الضباط والجنود السودانيين، بجبهة ميدي بمحافظة حجة في كمين.
🔞
فيديو يظهر استهداف جنود سودانيين في صحراء ميدي في #اليمن .. تزهق أرواح أبناءنا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
أما آن الوقت لـ #سحب_الجيش_السوداني_من_اليمن ؟#السودان #الخرطوم #Sudan #Khartoum #يجو_عايدين pic.twitter.com/1twiTRRKn8— Sudan News (@Sudan_tweet) April 8, 2018
وفي مقابل الدعوات، تصر وزارة الدفاع السودانية، على استمرار المشاركة في التحالف؛ حيث ذكرت وكالة الأنباء السودانية أن قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو، شدد على الالتزام بتوجيهات الرئيس السوداني عمر البشير، في الدفاع عن السعودية ودول الخليج علاوة على المشاركة مع التحالف العربي في اليمن.
وهو ما أكده وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الثلاثاء الماضي، من ثبات موقف السودان من المشاركة ضمن التحالف العربي لأجل استعادة الاستقرار بدولة اليمن.
وتتعالى الأصوات السودانية، تنديدا بالمشاركة السودانية، خاصة أن السودان هو البلد الوحيد في التحالف الذي يرسل جنودا على الأرض، ما يعرضه أكثر للخسائر البشرية.
ومؤخرا، قدم محام سوداني يُدعى عمرو بن العاص خير، طعنا دستوريا؛ مطالبًا فيه بمقاضاة رئيس الجمهورية بدعوى انتهاك الدستور في إرسال قوات سودانية لليمن. واستند المحامي في دعواه إلى وثيقة الدستور الرسمي.
واعتبر المفكر السياسي، تاجر السر عثمان، أن الجيش السوداني الموجود في المنطقة الملتهبة بين اليمن والسعودية، ويستخدمه التحالف كدروع بشرية، في حين أن الجيش الإماراتي في أقصى اليمن حيث لا يوجد أي خطر.
وطالب عثمان، عبر حسابه على «تويتر» بأنه «إما أن يكون الجميع في خندق واحد في مواجهة الخطر أو فليتوقف العبث».
وأوضح عثمان، أن حدة المطالبات بسحب الجيش السوداني تتسع، خاصة مع تصريحات التحالف بأن إيران ليست تهديدا، وأن التدخل لدعم الشرعية، تمنعه الإمارات بمنع رئيسها وحكومتها من العودة إلى عدن- في إشارة إلى فقد الأهداف والمزاعم التي انطلق التحالف من أجلها.
انسحاب سابق
وكانت قطر أنهت مشاركتها في التحالف العربي باليمن، في أعقاب الأزمة الخليجية التي عصفت بالعلاقات بينها وبين أطراف من التحالف العربي، في يونيو 2017، ولكن بحسب تقديرات عسكرية فإن المشاركة القطرية كانت رمزية مثل البحرين، وبنسبة أقل من السودان.
ولكن وكالة رويترز ذكرت، في تقرير، أن انسحاب قطر من التحالف العربي أضعف بالفعل التحالف المشارك في عملياته العسكرية في اليمن.