فتح خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، برام الله، النار عليه؛ بعد انتقادات دولية وجهت بشأن حديثه عن الهولوكوست، ما دفع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، للخروج وتبرير مدلول كلمة الرئيس الفلسطيني وتأكيد أنه لم يكن المقصود نفي الحادثة كليا.
وكان عباس قال، أثناء افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني، إن «هؤلاء اليهود الذين انتقلوا إلى أوروبا الشرقية والغربية كانوا كل 10-15 سنة يتعرضون لمذبحة في دولة ما.. منذ القرن الـ11 حتى الهولوكوست الذي حدث.. ولماذا كانت تحصل (تلك المذابح)؟ هم يقولون: لأننا يهود.. أريد إحضار 3 يهود بـ3 كتب ومنهم جوزيف ستالين، وأبراهام، وإسحاق دويتشرد، يقولون: الكراهية لليهود ليست بسبب دينهم، وإنما بسبب وظيفتهم الاجتماعية».
غضب إسرائيلي من عباس
وأشعل خطاب عباس الجانب الإسرائيلي، والذي لم يتردد في مهاجمة الرئيس الفلسطيني، وتقديم شكوى رسمية في مجلس الأمن الدولي.
ووصف مندوب إسرائيل الدائم بالأمم المتحدة، داني دانون، كلمة عباس بـ«الخطاب البغيض»، مطالبا مجلس الأمن بـ«إدانة التعليقات المعادية للسامية من قبل الرئيس الفلسطيني وألا يقف مكتوف الأيدي إزاء إنكار حق إسرائيل في الوجود».
وأضاف «أدعو جميع القادة إلى إدانة هذه الملاحظات البغيضة المتكررة والمطالبة باعتذار كامل ومخلص من عباس».
واعتبر السفير الإسرائيلي خطاب عباس «محاولة خطيرة لإعادة كتابة التاريخ وادعاء أن الحركة الصهيونية كانت نتيجة لمؤامرة أوروبية».
واختتم دانون رسالته بـ«لكي يكون هناك تقدم حقيقي نحو السلام في منطقتنا، سيحتاج الفلسطينيون إلى قادة ملتزمين بتعزيز الأمل والسعي إلى مستقبل أفضل».
وفقا للصحيفة، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية ستضطر لإيجاد أدوات بديلة في حال تم وقف التنسيق الأمني، مشيرة إلى أن تلك الأجهزة تعتمد جزئيا على عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن أجهزة أمن السلطة ساهمت في إحباط 40% من الهجمات المخطط لها ضد إسرائيل، وكان معظمها بناء على معلومات مسبقة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كما أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ساهمت في كبح المظاهرات.
عريقات يدافع
نقد دولي
واستجابت دول غربية لطلبات الاحتلال بإدانة خطاب الرئيس الفلسطيني، واعتبرت الأمم المتحدة الخطاب «مزعجا وغير مقبول» ولا يحدم مصالح الفلسطينيين.
وقال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، إن «تصريحات (الرئيس الفلسطيني) غير مقبولة ومزعجة للغاية ولا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني أو السلام في الشرق الأوسط».
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الخطاب انطوى على ملاحظات غير مقبولة تتعلق بأصول المحرقة النازية وشرعية إسرائيل، لافتا إلى أن هذه التعليقات لن تساعد في حل الدولتين في الشرق الأوسط.
وعبرت ألمانيا عن رفضها تصريحات عباس حول «الهولوكوست»، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء، «نحن نعارض ذلك (…) ونقف ضد أي (رؤية) نسبية للهولوكوست»، وفق صحيفة دير شبيجل الألمانية (خاصة).
وأضاف أن «ألمانيا تتحمل مسؤولية أكثر الجرائم قسوة في تاريخ البشرية».