شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب لـ«جيروزاليم بوست»: هذه الدول حمت إسرائيل من «انفجارات مايو»

احتجاجات على قرار نقل السفارة الأميركية

اجتاحت شهر مايو عددا من التحليلات والمقالات التي تؤكد على أن هذا الشهر سيشهد انفجارا شاملا في الأوضاع في الشرق الأوسط، متوقعين اندلاع حروب كبرى سواء بين إيران وإسرائيل ولبنان أو بين الولايات المتحدة وروسيا وبين السعودية وإيران وهكذا، إلا أن الشهر مر دون أن نرى أيا منها، فلماذا أخطأوا.

في مقال لـ«هيرب كينون» الكاتب الإسرائيلي المختص بشؤون الشرق الأوسط، أوضح على «جيروزاليم بوست»، أن البداية كانت مع تزايد النفوذ الإيراني في سوريا وتهديدها بشن هجمات على الدولة اليهودية، ردا على استهداف الطائرات الإسرائيلية لأهداف إيرانية داخل الأراضي السورية.

وأضاف الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن توقع الجميع أيضا أن تنفجر الأوضاع داخل فلسطين في اليوم الذي نقلت فيه السفارة الأميركية إلى القدس من تل أبيب، خاصة في ظل استمرار مسيرات العودة الكبرى، لكن ما حدث هو أن الفلسطينيين قُتلوا، حيث سقط منهم 62 شخصا في ذلك اليوم وأصيب المئات، لكن الأحداث لم تكن بالشناعة التي تحدث عنها وتوقعها المحللون.

فعلى المستوى الإيراني الإسرائيلي، لم تتحارب الدولتان كما كان متوقعا، ولم يندفع الإيرانيون نحو استخدام السلاح النووي، خاصة بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاقية النووية الإيرانية لعام 2015، أما على المستوى الفلسطيني، لم يخترق المتظاهرون السياج الحدودي، كما لم يؤد تحرك السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس إلى وقوع أحداث جسيمة، وحتى الآن تبدو الأوضاع هادئة نسبيا في المنطقة.

لماذا؟

أكد الكاتب، أن هناك قوى تعمل على الأرض تساهم في منع الاحداث من الخروج عن السيطرة، لكن من هم؟

أولا ، هناك الروس، فرغم أن سوريا مكان مثالي للتصادم المتوقع بين إسرائيل وإيران، خاصة في ظل إصرار إيران على بناء بنى تحتية عسكرية هناك، وهو ما من شأنه أن يعطيها نفوذ على إسرائيل، إلا أن الروس يبدو أنهم يعملون بجد على منع نشوب حرب مثل تلك، خاصة وأن المصالح الروسية هناك ستكون المتضرر الأكبر.

وتصمم الدولة اليهودية على منع إيران من خلق نفوذها داخل سوريا، وأوضح مسؤولوها من قبل أنهم لن يسمحوا بتكرار النموذج اللبناني في سوريا، حيث قام حزب الله اللبناني بسن أسنانه على إسرائيل طوال العقد الماضي.

وتابع الكاتب: وفقا لما سبق تيقن الجميع أن كل معطيات ومسببات النزاع جاهزة، وهي الأسباب التي شملت الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية، والتي قتلت فيها قوات إيرانية، إلا أن روسيا ساهمت في منع تفاقم الأحادث لأكثر من ذلك.

وتقاتل روسيا في سوريا بجانب نظام الأسد مع إيران، إلا أن روسيا ليست عدوا لإسرائيل، ولا تريد صداما بين البلدين، من ناحية أخرى، حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاحا هائلا في سوريا، أو كما يقول البعض جعل بوتين روسيا عظيمة مرة أخرى بالنجاحات التي حققها داخل سوريا، وهو الأمر الذي اعتمد عليه في الانتخابات الماضية، بالإضافة إلى أنه تمكن من اختبار أسلحته الجديدة ميدانيا، وأنقذ بشار الأسد وساهم في هزيمة تنظيم الدولة.

وحاليا لا يريد الرئيس الروسي تصعيد الأمور بين الأطراف الفاعلة في سوريا خاصة إيران وإسرائيل، وهو الأمر الذي سيفسد مصالحها، ووفقا لتقارير مؤخرا، فإن بوتين قادر على دفع الإيرانيين بعيدا عن إسرائيل لمسافة من 60 إلى 70 كيلو مترا، وهو طلب لم تقبله موسكو حتى الآن، غير أن الجميع متيقن من أنه قادر على ذلك.

ومن ناحية أخرى، كان العالم قلقا من رد الفعل الإيراني على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك، لماذا؟

أكد الكاتب، أن إيران لديها الكثير لتخسره إذا ما أقدمت على خطوة مثل تلك، حيث تأمل في تغيير ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة في 2020، وإذا ما خرج من المحتمل أن تتغير السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط، بحيث تكون أكثر ملاءمة لطهران.

وهناك سبب آخر، يرى الإيرانيون أن هناك فرصة في إثمار مفاوضاتهم مع الاتحاد الأوروبي، وبقائهم في الاتفاق، وإضعاف العقوبات الأميركية، إلا أنه للأسف بالنسبة لطهران فإن أميركا تصر بشدة على ضرورة تغيير سلوكياتها.

وعلى المستوى الفلسطيني، كانت هناك بعض القضايا التي وصلت إلى ذروتها، أولها مسيرات العودة الكبرى وثانيها نقل السفارة الأميركية للقدس في ذكرى النكبة، وهي مكونات قال عنها الكاتب، كان من الممكن أن تقود إلى موجة عنف أسوأ من سابقتها، إلا أن مقتل 62 فلسطينيا على يد قوات الاحتلال، لم يكن عنفا جديا بحسب الكاتب، موضحا أنه كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير، وتنتشر تداعياته في الضفة الغربية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.

وأوضح الكاتب أن هناك عددا من القوى التي وقفت ضد تصاعد الأحداث وعملت على احتواء العنف، مثل الأردن ومصر والسعودية والإمارات والسلطة الفلسطينية، ومضيفا: لو تطور العنف ووصل إلى الضفة الغربية، لكان شكل تحديا أمام السلطة الفلسطينية، وهو العنف الذي كان سيتم تحويله ناحية إسرائيل، فرغم اعتراض عباس على الخطوة الأميركية إلى أن مصلحته كانت في منع العنف.

أما بخصوص السعودية والأردن والإمارات، رغم إبدائهم تعاطفهم مع الفلسطينيين ومعارضتهم لنقل السقارة الأميركية، إلا أنهم يواجهون مخاوف أكبر جعلتهم يسارعون لاحتواء الأحداث، مثل مخاوفهم من أن تنتقل التظاهرات إلى أراضيهم وبقوة، ونفس الأمر ينطبق على مصر، حيث يقاتل عبدالفتاح السيسي تنظيم الدولة في سيناء.

وختم الكاتب، بأن كل ما سبق كان من شأنه أن يؤدي لحدوث انفجارات في الأوضاع، إلا شيئا لم يحدث، وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا على أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر هدوءا، وهو ما نتمناه.

https://www.jpost.com/Arab-Israeli-Conflict/Why-the-month-of-May-did-not-see-an-all-out-Middle-East-explosion-558517



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023