كتب : احمد امين
استمرارًا لإهمال آثار مصر، الفرعونية والإسلامية والمسيحية؛ تفاجأ أهالي قرية شنهور بمحافظة قنا بانهيار مئذنة «المسجد الطيب» وتحوّلها إلى كومة من الأتربة، بالرغم من مطالبتهم المسؤولين بالتدخل العاجل لإنقاذ المئذنة قبل انهيارها.
تقع المئذنة جنوب المسجد، على حافة السور القديم له، وهي مبنية من الطوب الأحمر والطين، وتتكوّن من ثلاثة طوابق: الأول قاعدة مربعة (كمعظم المآذن الحديثة) فيها باب على شكل مستطيل بداخله سلم يدور مع حوائط المئذنة التي تأخذ شكلًا مضلعًا ثمانيًا بداية من الدور الثاني وحتى الثالث، وبنهاية الدورين الأول والثاني تتزين المئذنة ببروز بسيطة من الطوب والخشب يلتف حولها «كالكورنيش»، وتتخلل المئذنة ثمان نوافذ مستطيلة بجميع الطوابق مهمتها توزيع الإضاءة والهواء.
عمر المئذنة يتجاوز قرنين من الزمان، وكانت تحمل طرازًا معماريًا فريدًا لم يُرصد إلا فى مآذن لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة.
ليست الأولى
وهذه الواقعة ليست الأولى، فكثير من المزارات السياحية الإسلامية تكاد تحوّلت إلى مستودع قمامة، أو دمرتها المياه الجوفية والمجاري، وهناك مآذن سقطت وذابت بسبب المياه والجدران وتتعرض يوميًا للتآكل والشقوق والتصدعات وتسكنها الحشرات؛ وبالتالي توقّفت في مساجدها تمامًا شعائر الصلاة.
من هذه المساجد «سيدي مدين الأشموني» بباب الشعرية، وهو أثري مسجل برقم 82، يرجع تاريخه إلى أكثر من 550 عامًا؛ إذ أنشئ عام (1465م/ 870هجريًا)، وانهار عام 1983 حينما اجتاحت مياه الصرف الصحي المنطقة، وظلت داخله حتى الآن؛ بالرغم من إدراجه ضمن خطه المجلس الأعلى للآثار للترميم منذ سنوات.
أيضًا، الوضع في مسجد «الظاهر بيبرس»، أحد أشهر من حكموا مصر في عهد المماليك، لا يختلف كثيرًا؛ فهو كالآثار الإسلامية كافة، أنشأه الظاهر عام «1269م/ 667 هجريًا»، وعانلا أثره من إهمال شديد على مدار سنوات طويلة؛ حتى تحوّل إلى مقلب للقمامة وملجأ للحيوانات الضالة، وارتفاع منسوب المياه الجوفية التي أصابها العفن طيلة ركودها ولم تعالج حتى الآن؛ بل وتهدد بقاء المسجد.
كما تحوّل «مسجد الفكهاني»، المبني في القرن السادس الهجرى والمسجل أثرًا برقم «109» ويعد تحفة معمارية غاية في الجمال؛ فمعالمه شوّهت وضاعت بين مخلّفات الباعة الجائلين والأطعمة والملابس.
أيضًا، من أشهر المعالم الإسلامية في حي السيدة نفيسة قبتا «الأشرف خليل بن قلاوون» و«فاطمة خاتون»، تعودان إلى عام 1350م (العصر المملوكي)؛ لكنّ معالمهما اختفت نتيجة تآكل الجدران بسبب المياه الجوفية الراكدة منذ عشرات السنين، وتحوّلت القبتان إلى مستودع معروف لإلقاء القمامة.