تنشر وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية بمناسبة مرور عام على ذكرى رحيل الباحث والصحفي حسام تمام، أحد آخر أعماله، وهي دراسة بعنوان "ترييف الإخوان" وذلك باللغة الإنجليزية، ضمن أعداد سلسلة "مراصد" التي كان يشرف عليها قبل رحيله باعتباره مدير وحدة الدراسات المستقبلية.
وتطرح هذه الدراسة ما يمكن تسميته إشكالية التحديث المؤسسي والقيمي داخل الحركة الإسلامية، والتغيرات الداخلية التي تشهدها جماعة الإخوان المسلمين المصرية في السنوات الأخيرة .
ولا تهتم الدراسة بالتصنيف النمطي الذي تخضع له الحركات الإسلامية من حيث مفاهيم الاعتدال والتشدد أو وسائل التغيير، لكنها تهتم بتوضيح أن التحولات التي تطال التركيبة الداخلية للإخوان المسلمين هي التي تدفع بمواقف الحركة وتطوراتها إلى السطح، وليس ما تحويه أدبياتها أو حتى لوائحها التنظيمية، والترييف هو أحد أهم الظواهر الاجتماعية التي تتعرض لها الحركة.
وتبين الدراسة أن أحد أهم جوانب التركيبة الداخلية لحركة الإخوان المسلمين المصرية هو امتدادها المجتمعي والجغرافي الكبير، فالحركة التي نشأت في العشرينيات من القرن العشرين بين صفوف أفندية حسن البنا في الإسماعيلية سرعان ما تمددت تنظيميا وإيديولوجيا في محافظات مصر ليكون لها بعد جغرافي وقيمي .
يذكر أن الباحث حسام تمام رحمه الله باحثًا متخصصا في الشأن الإسلامي بصفة عامة، وتاريخ الحركات السياسية الإسلامية بصفة خاصة، وقد أصدر عدد من الكتب التي تناقش الشأن الإسلامي العام، ويعد حسام تمام أبا روحيا لجيل شاب من الباحثين الذين يجدون فيه أخا أكبر لمكانته العلمية ودماثة خلقه وطيبته واحتواءه لهم.
جدير بالذكر أن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية قد قُبلت عضويتها من قبل الاتحاد الدولي للدراسات المستقبلية، نظرا للدراسات الجادة والهامة التي تقدمها الوحدة، وكذلك لمشاركتها في نقاشات موسعة حول علم المستقبليات.
