اتفق سياسيون ومحللون على أن التصعيد الإسرائيلي العسكري والإعلامي على قطاع غزة المحاصر جاء نتيجة مباشرة لزيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانللقطاع؛ في محاولة لفك الحصار المفروض عليه ودعمه اقتصاديا.
ويقول فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريحات صحفيه الأربعاء تعليقا على الهجوم الإسرائيلي على القطاع إن "الاحتلال ينتقم من الأطفال والنساء ومن حركة حماس، ومن أهل غزة عموماً ليطمس معالم الانتصار والسرور التي توجت بها مدن قطاع غزة"، لافتا إلى أن إسرائيل تؤسس لمرحلة جديدة من الانتقام من كل من فرح واستبشر بهذا التعاطف القطري والجهد الرامي لإعادة الإعمار .
جاء ذلك في إشارة منه لزيارة الأمير القطري لقطاع غزة أمس والتي عارضها الكثير من القادة في إسرائيل والضفة الغربية، معللين رفضهم بان هذه الزيارة تعطى الشرعية لحركة حماس وتعزز الانقسام الفلسطيني – فلسطيني.
تصدير الأزمة
فيما يقول ادهم أبو سليمة ناشط فلسطيني من قطاع غزة لشبكة رصد الإخبارية اعتقد إن هناك ارتباطا واضحا بين هذا التصعيد والزيارة القطرية لأنه يحمل رسالة.
وأكد أبو سليمة أن الاحتلال يحاول بشكل أساسي تصدير أزمته الداخلية التي يعاني منها على الصعيد الاقتصادي وانغلاق الأفق السياسي من خلال هذا الهجوم على غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول تحقيق انجازات سياسية على حساب الدم الفلسطيني و خاصة مع اقتراب انتخابات الكنيست.
وأضاف أن الاحتلال يشعر بالغيظ الشديد من نجاح الحكومة الفلسطينية في كسر الحصار السياسي والاقتصادي وأن المعابر الصهيونية لم تعد وحدها البوابة لغزة، بل إن مصر اليوم وقطر باتت تمثل عمق جديد يستند له الفلسطينيون في قطاع غزة.
وتابع أبو سليمة أن الاحتلال يترجم حالة الغيظ من صمود غزة لأكثر من 7 سنوات وانفتاحها مجددا على العالم العربي والإسلامي فهذا الأمر عجل من هذا الهجوم، متوقعا ألا يتطور لهجوم بري بل ربما تكون هجوم جوي قاسي يستهدف خلال المرحلة القادمة ربما قيادات الفصائل في محاولة لإيصال رسائل سياسية.
دعاية انتخابية
وعلى نفس الصعيد يقول إبراهيم الدراوي رئيس مركز القدس للدراسات لشبكة رصد الإخبارية إن الهجمة العسكرية و الإعلامية على قطاع غزة لها ارتباط وثيق بزيارة رئيس قطر، خاصة أن أمير قطر كان يؤكد على زيارات لباقي الزعماء لعرب وبالتالي هيكون هناك فك للحصار المفروض على قطاع غزة واعتراف بشرعية نظام حماس.
وأضاف الدراوي أن هذه الهجمات جاءت حتى لا تحاول أي دولة أخرى زيارة غزة والمشاركة في فك حصارها و ألا يكون هناك شرعية لحكومة حماس .
و كان الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، قد قال فى تصريحات للقناة السابعة الإسرائيلية "لا يجب الوقوف مكتوفي الأيدي مع وضع يصل فيه حاكم قطر، ويسكب المال والوعود بالبناء، وعمليا وكما هو واضح للجميع الأموال تمول الإرهاب والصواريخ " ، في إشارة إلى زيارة أمير قطر إلي قطاع غزة أمس.
وحول تصريحات نتنياهو بإلحاق الألم بقطاع غزة أوضح الدراوي أن ما يقوله نتنياهو هو للدعاية الانتخابية ولا يستطيع نتنياهو شن حرب الرصاص المصبوب مرة ثانية وكانت وقتها تريد إسرائيل الإفراج عن شاليط أما هدفها الخفي هو القضاء على حماس و لذلك استبعد أن يكون هناك حرب شاملة على قطاع غزة لأنه لايوجد سبب مقنع لحلفائها لشن الحرب .
و كان وزير الدفاع، إيهود باراك، قال في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلى بثتها في وقت سابق اليوم : "لا يمكن التحدث مع حماس والجيش الإسرائيلي قوي ويمكنه أن ينفذ كل ما تقرره الحكومة الإسرائيلية"، وذلك ردا على سؤال حول احتمال القيام بعملية برية إسرائيلية في قطاع غزة.
ومن الجدير بالذكر أن أمير قطر وضع حجر الأساس لعدة مشاريع ضخمة خلال زيارته بالأمس لقطاع غزة ، ورفع ميزانية مشاريع إعادة الإعمار في قطاع غزة من 254 إلى نحو 400 مليون دولار، أي بزيادة تصل لـ151 مليون دولار جديدة.
وبعدها بساعات بدأت قوات الاحتلال عدوانا كبيرا على القطاع، ارتقى على إثره 4 شهداء وعدد من الجرحى، ردت المقاومة عليه بقصف المستوطنات المحاذية للقطاع بأكثر من 80 قذيفة صاروخية.
