قال «الأزهر الشريف» إنّ ذهاب الرجال والنساء إلى مصلى العيد أمرٌ مستحب، وحرص الرجال والنساء والأطفال على الخروج لصلاة العيد أمر محمود؛ لما فيه من اجتماعٍ على الخير، وإظهارٍ للفرح بتمام عبادة الله عز وجل؛ لكن إذا أقيمت صلاة العيد فينبغي الفصل بين الرجال والنساء، فيصلي الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء، فلا تقف المرأة عن يمين الرجل ولا عن شماله في الصلاة؛ اتباعًا لسنة رسول الله ﷺ.
وتتكرر صلاة النساء بجوار الرجال في صف واحد أثناء صلاتي عيدي الأضحى والفطر في محافظات مصر، مع الازدحام الشديد؛ حتى بات مشهدًا ترصده الصحف ووسائل الإعلام المحلية سنويًا مع هاتين الصلاتين.
وأضاف الأزهر، عبر «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية»، أنّ من «محاسن الشريعة الإسلامية أنها تصون المجتمع، وتسد أبواب الفتنة، وتقمع داعي الهوى، وتحافظ على الرجال والنساء معًا، وتمنع كُلَّ ما من شأنه أن يخدُش الحياءَ أو يتنافى مع الذوقِ العام، كما أن في هذا التنظيم والترتيب تعظيمًا لجناب العبادة، واحترامًا للوقوف بين يدي الله تعالى».
وتابع أنّ رسول الله ﷺ قرر هذه المعاني، وربّى عليها صحابته وأمته، فعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مَكَثَ قَلِيلًا، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ، كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ» أخرجه أبو داود، أي لئلا يتزاحم الرجال والنساء على باب المسجد، وفي الطريق الموصل إليه عند خروجهم.
وختم الأزهر فتواه بالقول: «وعليه؛ فلا ينبغي أن تصلي المرأة بجوار الرجل إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلَّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند الجمهور. وخروجًا من هذا الخلاف وحرصًا على صحة الصلاة بالإجماع، ومراعاة للآداب العامة التي دلَّت عليها الشريعة، وحثَّت عليها الفطرة، ووافقها العرف فإننا ننصح بالتزام الشرع في ترتيب الصفوف ووقوف كلِّ في مكانه المحدد له شرعًا، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم».
تعدٍّ على القواعد
وأمس، قالت دار الإفتاء المصرية، في فتوى عبر صفحتها في «فيس بوك»، إنّ صلاة الرجال بجوار النساء في المصلى، دون حاجز بينهم، تعدٍّ صريح على قواعد الشرع الشريف، وعلى قوانين المحافظة على الآداب العامة المنظّمة لقواعد الاجتماع بين الرجال والنساء في الأماكن العامة.
سعار مذموم
كما حذّر الأزهر من ظاهرة التحرش أيام العيد، وأطلق حملة إلكترونية لمواجهتها، داعيًا الشباب إلى تقوى الله في دينهم وأسرهم وذويهم، قائلًا إنّ «التحرش الجنسي سعار محموم ومذموم، ينتشر في كثير من المجتمعات، ويبعث الألم في النفوس، ويبث الحزن في القلوب؛ خاصة في الأعياد والمناسبات العامَّةِ والخاصَّة، ويبدأ من النظرات الجريئة غير البريئة، مروراً بالتعبيرات التي تحمل النوايا الجنسية غير الطيبة، والملاحقة غير المبررة، وكلمات المعاكسات في الشوارع والهواتف، وانتهاءً بالإشارات، بل والأفعال غير المرغوب فيها».
ودعا الأزهرُ الأسرة إلى أداء دورها التربوى، وتنشئة أبنائها على العفة والطهارة، وكذلك تقوية الوازع الديني لدى النشء، ونشر وعي مجتمعي، وممارسة الإعلام دوريه التوعوي والتربوي، وتعليم الشباب قيم غض البصر والمروءة والشهامة والعفاف والستر والتصون.