قال الدكتور صالح بن حميد، إمام المسجد الحرام، إنّ من الوفاء والشكر والعرفان استشعار ما عليه بلاد الحرمين الشريفين «المملكة العربية السعودية» من الخير والأمن والإيمان؛ فهي «بفضل الله ومنّته مأرز الإسلام، ومنبع الدعوة إلى الله، وأمان الخائفين، وعون المحتاجين للدول والأفراد».
وأمام الحاكم، الملك سلمان بن عبد العزيز، في خطبة عيد الفطر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة اليوم، زعم «صالح» أنّ السعودية «يد حانية، تواسي المكلومين وتداوي جراح المسلمين، وتنطلق فيها أعمال الاحسان؛ فهي بفضل الله وكرمه مصدر الخير بأنواعه، ومنبع البر بألوانه».
وادّعى أنّ هذا «لا يُقال عاطفة أو مجاملة؛ ولكن يقينًا وتحقيقًا، ونظرًا في الآثار والسنن؛ فمن يصل الرحم ويحمل الكل ويعين على نوائب الدهر لا يخزيه الله أبدًا، ومن كثرت حسناته وإحسانه حسنت -بإذن الله- عاقبته وحفظه ربه في دينه وأهله ودياره».
وقال «صالح بن حميد» إنّ المملكة تدرك بأنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في محيط يعجّ بالقلاقل والأزمات، ولا طريق للسلامة والخلاص والرخاء إلا بالاتحاد والتضامن والصدق والتصدي للمشكلات والأزمات.
وأضاف أنّها «الدولة المباركة، قلب العالم الاسلامي والعربي، في ثوابتها المرتكزة على الدين الحنيف وتوحيد الكلمة واجتماع الأمة وتبني المبادرات في الإعانة والإغاثة والدعم وتأكيد اللحمة والإخوة والتصدي للفساد والإرهاب والمساعدة في الأزمات والنأي عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، و«هذه الدولة السنية لها سجلها الحافل بمبادرات الخير والإصلاح لدعم الأشقاء العرب والمسلمين في حقائق ثابتة لا تقبل المزايدة، وفي إيمان راسخ بوحدة الهدف والمصير».
منبع القلائق
لكنّ إمام الحرم وخطيبه تجاهل تورّط السعودية في مقتل أكثر من 9200 فردًا وإصابة نحو 53 ألفًا في اليمن منذ تدخّلها هناك في عام 2015 بزعم مواجهة إيران؛ وفقًا لإحصاءات «منظمة الصحة العالمية»، كما وصفت الأمم المتحدة اليمن بأنّه يشهد «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» ويواجه خطر المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض؛ بسبب العدوان السعودي.
أيضًا، قدّمت جمعية حقوقية يمنية دعوى قضائية إلى القسم المختص في جرائم الحرب بمحكمة باريس، تضمّنت 15 صفحة، كشف فيها المحامي «جوزاف براهام» تعمّد ولي العهد السعودي ووزير الدفاع استهداف مرافق ومبانٍ مدنية يمنية، مثل المستشفيات والأسواق والأبراج السكنية؛ عبر الأنطشة العسكرية للجيش السعودي.
وحمّلت الدعوى ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» التبعات القانونيّة لمسؤوليته عن ارتكاب جرائم تعذيب واختطاف وجرائم حرب بحقّ المدنيين اليمنيين، و«إعطائه الأوامر لتشكيل تحالف وقيادته، ارتكب جرائم في حقّ الإنسانيّة؛ فمنذ تعيينه وزيرًا للدفاع أطلق هجومًا عنيفًا وخطير التداعيات ضدّ الحوثيين في اليمن، نفّذت فيه قوات التحالف العربي ممارسات يجرّمها القانون الدولي».
وأضافت أنّ «قرار الحلف فرض حصارًا محكمًا على الأراضي اليمنيّة كانت له تداعيات بالغة الخطورة على الوضع الإنساني، وفي هذا تجاوز للقانون الدّولي، ثم إن قوّات التّحالف أنشأت 18 سجنًا ومركزًا سريًا يُعذّب فيها يمنيون اختطفوا وأُخفوا قسريّا؛ وهذه الأفعال في نظر القانون تعذيب للمدنيين».
وقال المجلس الأطلسي إنّ الحرب اليمنية للسعودية أصبحت مستنقعًا يصعب الخروج منه، وكانت في الأساس فكرة ابن سلمان، الذي أراد جذب انتباه العالم لأجندته الإصلاحية والاجتماعية؛ لكنه لا يلقي بالًا للأزمة ولا يهتم بها من الأساس.
دعم مشروط
وقبل أربعة أيام، اجتمعت السعودية والإمارات مع الأردن وقررتا تخصيص 2.5 مليار دولار دعمًا مشروطًا لرضوخ المملكة الهاشمية لقراراتهما، وأبرزها الموافقة على «صفقة القرن» الإسرائيلية؛ لكنّ أمير قطر أوفد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية «الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» يوم الأربعاء إلى عمان، وأعلن استثمار بلده في مشروعات تستهدف البنية التحتية والسياحة الأردنية بقيمة 500 مليون دولار، إضافة إلى توفيرها عشرة آلاف فرصة عمل للشباب الأردني في قطر.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنّ هذا الدعم يأتي في ظل الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية؛ إذ شهدت احتجاجات عقب الإعلان عن مشروع قانون ضريبة الدخل ورفع أسعار المحروقات، قدّمته حكومة هاني الملقي، التي أقيلت وكُلّف عمر الرزاز بتشكيل الحكومة، ويعاني الأردن عجزًا ماليًا بقيمة إجمالية 1.753 مليار دولار في موازنة العام الجاري.