يعد عيد الأضحى المبارك أحد المواسم التي تحرص بعض الأسر بمحافظة الدقهلية على زيارة القبور فيه، رغم أنه مناسبة دينية شرعها الله عز وجل للمسلمين ليعيشوا مشاعر الفرحة والبهجة والسعادة.
وتختلط مشاعر الفرحة بمشاعر الحزن على فراق الأحبة أثناء زيارة المقابر، وما بين تلك المشاعر نجد الرأي الديني الذي لا يحبذ تلك الزيارات، خاصة إذا صوحبت ببكاء وعويل من جانب بعض النساء.
أكد الشيخ فتحي الفقي موجه بالأزهر الشريف بمدينة أجا أنه لا يوجد نهي عن زيارة القبور في العيد، ولكنها تعد من البدع لأنه تخصيص لم يأتِ به الشرع، مضيفا أن زيارة القبور مشروعة في كل وقت للاتعاظ وأخذ العبرة والدعاء للأموات، وتخصيصها بزمن معين يوهم لدى البعض بأن الزيارة في ذلك الزمن سنة مشروعة، فيعتقدون مشروعية ما لم يرد به الشرع، ولذا أفتى أهل العلم ببدعية تخصيص زيارة القبور بيوم العيد.
مكروه عند بعض العلماء
ويقول الشيخ جمعة عبد البديع -مدير عام المعاهد الأزهرية بالدقهلية-: ان زيارة القبور بوجه عام مندوبة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة".
كان هذا في شأن الرجال: أما بالنسبة للنساء فمذهب الجمهور أنه يكره زيارتهن للقبور لأن فيهن رقة قلب وكثرة جزع، وإن كان المذهب الحنيفي قد ذهب إلي إباحة زيارتهن كما أبيحت للرجال.
وفيما يتعلق بزيارة القبور في العيدين الفطر والأضحى، أوضح "عبد البديع" أن الله تعالي قد جعل هذين اليومين ليفرح فيهما المسلمون ويدخلوا السرور على قلوب أولادهم، ومن هنا فإنه لم يقبل الصيام فيهما وإذا كان يندب إظهار الفرح والاحتفال بهذين اليومين، أو كان يتوقع التأثر والحزن زيارة القبور فلقد كره بعض الفقهاء زيارة القبور في يومي العيدين، وهذه الكراهة استثناء من هموم الحس على هذه الزيارة في سائر الأيام.
اتعاظ وراحة للصدور
ويقول محمد جلال – طالب بكلية التجارة، جامعة المنصورة- : "زيارة البعض للمقابر يأتي حزنًا على قضاء العيد دون المتوفى"، معتبرًا أن ذلك من أسوأ عادات الشعب المصري، بالإضافة إلى أنه حرام شرعًا، مستندًا إلى قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): "لا يشد الرحال إلا لثلاث المسجد الأقصى والمسجد الحرام ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، كما طالب "جلال" الإعلام بضرورة العمل على توعية المواطنين بأن زيارة المقابر جائزة عند الرغبة في الاتعاظ فقط.
ومن جانبها قالت الحاجة نبوية السعيد – قاطنة بجوار مقابر مدينة أجا-: ان الناس تأتي إلى المقابر في العيد لتذكر موتاهم، وأيضًا للتنزه، حيث انه لا يمكن أن يأتي العيد دون أن تأتى لزيارة أخيها، وتعتبر المقابر سنة نبوية،بالحديث الشريف، "إذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بزيارة القبور".