الاحتفال بالأعياد في محافظة أسوان له طبيعة خاصة تختلف عن غيرها من محافظات الصعيد بل ومحافظات الجمهورية بعادات وتقاليد خاصة جدًّا للاحتفال بعيد الأضحى المبارك؛ حيث الطقوس الخاصة في النوبة والقبائل العربية .
قامت "شبكة رصد الإخبارية" برصد احتفالات أهالي أسوان بمختلف القبائل والعادات التي ما زالوا يحتفظون بها وتوارثها الأجيال عن الآباء والأجداد .
زيارة الأهل
فى البداية يقول "نورى حسين محمد"، أحد أبناء النوبة، مقيم بقرية نجع المحطة بمدينة أسوان أن: "الاحتفال بـعيد الأضحى له طريقة خاصة لأبناء النوبة لا سيما وأن الكثير من النوبة يفضلون قضاء العيد بمسقط رأسهم؛ لزيارة الأهل والتواصل مع صلات الرحم من أجل الحفاظ على العادات والتقاليد في مركز نصر النوبة ويفدون بالقطارات قبل العيد بأيام وحتى يوم الوقفة".
وتابع نوري: أنه عقب صلاة العيد مباشرة وبعد أن يقوم الأهالي بتقديم التهاني لبعضهم البعض يبدأ على الفور التوجه لتجهيز أضحية العيد المبارك ويأتي الجزار وجميع أفراد الأسرة في سعادة وفرحة بالغة وفي لحظة انتظار لذبح الأضحية وبعد الذبح يتم تجهيز الأضحية ثم يتم تقسيمها إلى 3 أثلاث؛ حيث إن ثلث الأضحية يتم توزيعه على الأهل والأقارب والثلث الآخر على الجيران من المحتاجين والأسر المحدودة الدخل بالمنطقة، والثلث الأخير يكون لأهل البيت.
عادات الأجداد
أما "رمضان عبد الفتاح"، من أهالي منطقة الكرور، يحكي أيام العيد ويصفها كما عاشها مع الآباء والأجداد فقال: أن جميع أفراد الأسر النوبية من الأطفال والشباب والنساء والرجال ويتوجهون للخيمة أو الجمعية؛ حيث يقومون بتناول وجبة الإفطار مع بعضهم البعض في الاحتفال بفرحة العيد ووسط أطباق "الفتة" التي يجتمع فيها العيش البلدي والملوخية والأرز وعليه قطع اللحمة المطهية ثم يتناولون بعض المشروبات والجميع يحتفلون بالعيد في جو من الألفة والمحبة.
وأضاف أن الأطفال والشباب الصغار يجتمعون مع بعضهم البعض ويتوجهون للاحتفال بالعيد على طريقتهم الخاصة والتي ترتكز على الذهاب لركوب الخيل واستقلال المراكب الشراعية في النيل لاستمتاع بالطقس والطبيعة الساحرة.
بينما أشار محمد حسن، من أبناء النوبة ومقيم بقرية الجنينة والشباك بمدينة نصر النوبة، إلى أن فترة الأعياد تمتاز في أسوان بعلامات خاصة ومميزة؛ حيث نجد أن الكثير يقومون بالتوجه إلى المتنزهات والحدائق العامة للاحتفال بالعيد بعد الانتهاء من ذبح الأضحية في فرحة عارمة ترتسم بالضحك والاستمتاع بجو أسوان وسط الخضرة على أجمل مناظر خلابة في النيل.
طقوس خاصة
أما "جمال صيام"، من أبناء النوبة، فيقول إن العادات والتقاليد النوبية مستمرة ويتوارثها الأجيال بعد الأجيال فالعيد بين أبناء النوبة له طقوس خاصة حيث يجتمع الشباب والأطفال والنساء في لحظات من الألفة والمحبة في الخيمة بعد أن يقدم الجميع التهاني للاحتفال بالعيد ثم ينطلق الجميع للتآلف بتجهيز وجبات الإفطار المجمع والكل يقبل على ذلك ويتم تجهيز بعض الوجبات النوبية الجميلة ويتسامر الجميع احتفالاً وابتهاجًا بالعيد وسط لحوم أضحية العيد.
فيما يحرص أبناء النوبة على الاستعداد لعيد الأضحى قبل حلوله بأيام من خلال السيدات النوبيات اللاتي يقمن بعمل الفطائر الرقاق التي تستخدم في إعداد الفتة بالثوم والخل والسناسن التي تصنع من دقيق الذرة على الدوكة.
أما قبائل الجعافرة في دراو وكوم أمبو وإدفو فلا تخرج عاداتهم عن العادات والتقاليد العربية في استقبال عيد الأضحى بالتهليل والتكبير والحرص علي شراء الأضحية حسب القدرة المالية التي تتنوع ما بين العجول والخراف البلدية ولا يفضل أهل الجعافرة والأنصار والمقيمين الخراف الكرجاوي أو البشارية , وتتميز أكلاتهم بالفتة والشواء.
