شبكة رصد الإخبارية

مأساة مسلمي الروهينجا.. بين الفرار من الاضطهاد ومحنة اللجوء

ملامحهم لوحدها تختزل حجم مآسيهم، وكلماتهم المتعبة والمثقلة بتفاصيل محنة الاضطهاد واللجوء، تبدو متعثرة على الألسن، فيما تتكفل نظراتهم وحروفهم المحتبسة على أطراف الأعين والألسن بسرد بقية القصة.

هم مسلمو الروهينجا المهجرون من ديارهم بإقليم أراكان غربي ميانمار، ممن فروا من اضطهاد جيش بلادهم والعصابات البوذية، ليقيموا في مخيمات بمدينة كوكس بازار في بنجلاديش.

نحن الروهينجا

من نحن؟عدد من مسلمي الروهينجا يحكون قصتهم بكلمات بسيطة ومعبرة

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Vendredi 8 septembre 2017

فروا هاربين فنجت أجسادهم، غير أن عقولهم لا تزال مثقلة بهول ما اختبروه من المجازر والظلم الذي تعرضوا له على يد الجيش الميانماري والمجموعات البوذية التي قتلت عددا كبيرا منهم، وأجبرت الكثيرين على ترك وطنهم واللجوء إلى بنجلاديش.

ويعيش نحو 1.5 مليون روهينجي مسلم ممن لجؤوا إلى المخيمات في كوكس بازار، ظروفا صعبة للغاية تنضاف إلى ما يكابدونه كل يوم من آلام نفسية ومحاولات يائسة لنسيان الذكريات المؤلمة التي عاشوها في وطنهم، من ظلم واضطهاد إلى جانب فقدانهم لأقربائهم وذويهم.

ظافر إسلام، وهو لاجئ روهينجي، يقيم منذ نحو عام ونصف، في مخيم «كوتوبالونغ» بمدينة كوكس بازار، تحدث عن محنته وعما كابده من أهوال.

وقال: «عناصر جيش ميانمار قتلت والديّ رميا بالرصاص قرب منزلهما في إقليم أراكان».

وعقب تلك المجزرة البشعة، اضطر إسلام لمغادرة منزلهم، وفر إلى المخيم مع شقيقته، وزوجته، وأبنائه الثلاثة.

وبأسى تابع: «لا يمكنني نسيان تلك الأيام، وما زلت أحمل آثارها في ذاكرتي إلى اليوم».

بدورهما، قال الزوجان اللاجئان روهلامين وأنوار بيغوم، إنهما يعيشان مع طفليهما في المخيم في ظروف صعبة جدا.

وبخصوص محنة لجوئهما، أضافا: «اضطررنا للمشي سيرا على الأقدام رفقة أطفالنا، لمدة أسبوع، ومن ثم السباحة في نهر ناف (ينبع من سفوح المرتفعات في أراكان)، للوصول إلى المخيم».

«تركيا لم تتخلّ عنا»

حاليا، تقطن العائلة الروهينجية في منزل من قصبات البامبو، تم إنشاؤه بدعم من الأتراك.

وأكدت عائلة بيجوم على تمسكها بالحياة بفضل الدعم التركي، قائلة إن «تركيا كافحت لأجلنا، ولم تتخلَ عنّا في المخيم، وإننا نرى موقف الأتراك الداعم لمسلمي الروهنجيا من خلال المساعدات التي يقدمونها هنا».

وأردفت: «في الأيام الأولى من مجيئنا إلى هنا، لم يكن لدينا مكان يأوينا، ثم جاء أشخاص أتراك وشيدوا لنا المنازل، وبذلك أصبح لدينا منزل يأوينا، وإننا نتقدم ببالغ الشكر لتركيا شعبا وحكومة للدعم الكبير الذي قدموه لنا».

 

من جانبه، قال اللاجئ أمير حسين، ذو الـ 55 عاما، إنه وصل إلى المخيم مع أبنائه الـ 6، وحفيده، بعد قطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام استغرقت حوالي أسبوع.

ومستعرضا تفاصيل مأساته: «جئنا إلى المخيم في مجموعة كبيرة تضم حوالي 600 شخصا، ونقيم الآن في المنازل التي أنشأتها تركيا، ونعيش على المساعدات التي تأتينا من هذا البلد».

وتابع: «أنا أدعو لكافة الأتراك الذين لم يتركونا وحيدين هنا».

أما اللاجئ محمد نور (64 عاما)، فقال، بأنه جاء إلى المخيم مع زوجته وبناته الـ 4، بعد مسيرة شاقة لمدة 12 يوما.

ولفت اللاجئ إلى أنه فقد الكثير من أقربائه، سواء في أراكان، أو في الطريق إلى بنجلاديش.

وأشار إلى أن «تركيا تأتي في مقدمة الدول التي ترسل المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وأن الكثير من المنظمات التركية أنشأت آلاف المنازل، والمشافي، والمساجد، والمدارس، وحفرت الكثير من آبار المياه في المنطقة».

حب البقاء يطغى

رغم المعاناة والألم والظروف الصعبة، إلا أن لاجئي الروهينجا يحاولون قدر المستطاع، الدفع بالأمل خارج مناطق الأمل، متشبثين بحب الحياة والبقاء.

ولتأمين أموال قليلة، يقوم الكثير منهم بأعمال مختلفة مثل المشاركة في أعمال حفر الطرقات وحمل مواد البناء في المخيم، مقابل حوالي 50 إلى 100 تاكا بنغالي، أي ما يعادل نحو 6 إلى 12 ليرة تركية و1.1 إلى 2.2 دولار.

بينما يقوم عدد آخر من اللاجئين ببيع المواد الغذائية في المخيم.

ويواصل الأطفال اللاجئون تلقي الدروس في المدارس التي أنشأتها تركيا بالمنطقة، كما يمارسون أنشطة رياضية عديدة، أبرزها كرة القدم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023