في الذكري الثامنة لثورة يناير، تبرز مراحل علاقة «السيسي» بالثورة، وكيف انتقلت من مرحلة الدعم والاحتواء إلى التهميش والاحتقار لرموزها وسيرتها التي تعهد في أحد مؤتمراته بعدم السماح بوقوع ماحدث فى ثورة يناير مرة أخري.
السيسي ورموز ثورة يناير
وبرز اسم السيسي قبل 8 سنوات، بالتزامن مع ما تلى ثورة 25 يناير في مصر من وقائع،حيث كان يشغل مدير المخابرات الحربية آنذاك، وتردد اسمه في حوارات رموز الثورة، والقوي السياسية، بعد سلسلة اللقاءات التي جمعتهم به آنذاك؛ بصفته مُمثل المجلس العسكري للحوار مع رموز القوى السياسية.
وتحول السيسي وقتها، من مجرد أصغر أعضاء المجلس العسكري إلى أيقونة للثورة؛ يدعمها، ويلتقي رموزها، ويسمع لهم على مدار الساعات الطويلة دون ملل أو مقاطعة.
ومنذ ذلك الحين وبرز اسم السيسي، وحافظ على حضوره في المشهد السياسي، يقابل الجميع ويدعم الثورة، حتى ظهر الوجه الحقيقي له منذ الإطاحة بمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، وتدرجه في سلم الصعود للسلطة؛ ليتولي رئاسة الجمهورية لولايتين متتالييتين شارفت على الانتهاء.
وتحول دعم «السيسي» للثورة المصرية، إلى مطاردة وحصار وتهميش، فاعتقل الكثير من شباب ورموز الثورة، وأصبح الكثير منهم، في السجون أو في المنفى، محاولة منه لانهاء عصر ميدان التحرير.
بعد 7 سنوات من ثورة #25يناير..أين ذهب رموزها؟
Publiée par شبكة رصد sur Jeudi 25 janvier 2018
ويقول موقع «ميدل إيست أي»، البريطاني، أن دور عبدالفتاح السيسي خلال ثورة 25 يناير والتي كان يشغل وقتها رئيسًا للاستخبارات العسكرية، هو حماية نظام مبارك، ولم تنحاز القوات المسلحة إلى القوى الثورية في ميدان التحرير والوقوف معها، بل كان هدفها حماية نظام مبارك.
وأعطت القوات المسلحة لنفسها في ذلك الوقت صلاحيات واسعة، ولم تدين بعد ذلك أي ضابط شرطة في قضايا قتل المتظاهرين.
ويؤكد الموقع: أن الجيش منذ اللحظة الأولى تصرف وفق مصالحه الذاتية، واعتقال الثوار والإسلاميين وبراءة مبارك، تؤكد حرصهم على الحفاظ على الوضع الراهن.
كشوف العذرية
وتعود قضية كشوف العذرية العسكرية للمتظاهرات بميدان التحرير، في مصر إلي مارس 2011، حيث قامت قوات الجيش بالكشف قسرًا على عذرية سبعة عشر متظاهرة ومدافعة عن حقوق الإنسان، بعد القبض عليهن في ميدان التحرير واحتجازهن وضربهن. وتعرضت سبع نساء منهن للتفتيش الذاتي مع تجريدهن من ملابسهن وتهديدهن بتوجيه تهم دعارة لهن.
السيسى هو أول من اعترف فعليا بإجراء كشوف العذرية، واعترف السيسي في حواره مع أمين منظمة العفو الدولية، بإجراء كشوف فحص العذرية، بحجة حماية الجيش من مزاعم الاغتصاب التي قد تلحق بالجنود بعد الإفراج عن المحتجزات.
السيسي وزيرا للدفاع
قرر محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، في الثاني عشر من أغسطس 2012، إحالة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامى عنان إلى التقاعد، واختار عبد الفتاح السيسى ليكون وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة بعد ترقيته من رتبة لواء إلى فريق أول.
واحتفت قوى الثورة والإخوان المسلمون فى ذلك الوقت بالقرار، ووصف السيسى «بأول وزير دفاع بنكهة ثورة يناير»، واعتبروه أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنًا، وله مواقف تختلف عن باقى أعضاء المجلس، وأن تعيينه جاء لإحداث عملية التغيير التى طالما طالبه بها الشعب منذ تولى منصبه فى 30 يونيو من العام 2012.
ومنذ ذلك الحين مرت العلاقة بين السيسي وجماعة الإخوان بعدة مراحل، كان أولها مرحلة تعاطف قيادات الإخوان مع السيسى باعتباره انتصارًا كبيرًا، والصورة الواضحة أنه ظلت الثقة بين السيسى والرئيس مرسى إلى آخر يوم قبل الإطاحه به من الرئاسة، وعلي عكس ذلك قال إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن مرسي حذر الإخوان من السيسي وأنه ممكن ينقلب علي الحكم.
مرسي حذر الإخوان من السيسي قائلا: هينقلبتصريحات جديدة لنائب مرشد الإخوان
Publiée par شبكة رصد sur Mercredi 4 avril 2018
وكشر السيسى عن أنيابه مع نهايات شهر يونيو 2013 وقبل مظاهرات 30 يونيو، حيث أصدر بيانا فى الأول من يوليو يعطي فيه مهلة لجميع الإطراف السياسية لحل الأزمة التى تشهدها مصر.
وبعد مرور المهلة، جاء بيان 3 يوليو ليطيح السيسي بمرسي، ويحل مجلس الشورى ويعطل الدستور، لتنقلب مرحلة الود بين السيسى و الإخوان إلي العداء بين الطرفين، بل يتحول السيسي لعداء ثورة يناير بكاملها.
خدع الجميع.. تفاصيل جديدة حول أيام ما قبل انقلاب السيسي
Publiée par شبكة رصد sur Samedi 7 juillet 2018
عداء ثورة يناير
كان السيسي في بداية حكمه يمجد ثورة يناير،بل وقال الثورة كضرورة وطنية تأخرت، وذلك حسبما أكد فى مقابله له مع شباب الإعلاميين بالقصر الرئاسي أواخر 2014 حين خاطب الحضور: «ثورة 25 يناير تأخرت 15 عامًا، وكان يفترض أن تقوم قبل ذلك بكثير».
ولكن، الواقع الآن، أن السيسي أصبح يقحم ذكري ثورة يناير، كوسيلة ترهيب للداعين لها، أو ربط صناعها بـ«الأشرار»، متناسيًا ابتساماته في اجتماعاته مع رموز الثورة، أو تعهداته بحمايتها.
وقال السيسي في أحد مؤتمر «حكاية وطن» خلال فترة الرئاسية الأولى: «أنا مسؤول أمام الله، وأمامكم، إني أحافظ على البلد دي، ويستحيل إسقاطها مرة تانية.. أنا كنت مدير مخابرات حربية في 2011، وعارف اللي كان بيحصل».
وأضاف: «أنا مش عاوز كلام أصعب، أحداث 2011 دفعنا تمنها، وبندفع تمنها، ولم يكن لدينا خيار آخر لإعادة بناء وتأهيل الدولة إلا من خلال المسار اللي مشينا فيه.. مش مظاهرتين يهدوا بلد، نروح نحاصر مجلس الوزراء، ونحاصر مجلس النواب، وخلصت مصر.. آه كان فيه أصحاب نوايا طيبة، لكن كمان كان فيه أشرار، وبيستهدفوا إسقاط الدولة».
وأيضا في إحدي خطابات السيسي الارتجالية قال: « إن ما حدث في مصر منذ سبع أو ثماني سنوات لن يتكرر ثانية، وإنه قد يطلب من المصريين النزول مرة أخرى لإعطائه تفويضًا ثانيًا لمواجهة من وصفهم بالأشرار ومن يرغبون بالعبث في أمن مصر».
السيسي: اللي عاوز يلعب في مصر لازم يخلص مني الأول، واللي حصل من 8 سنين مش هيحصل تاني
Publiée par شبكة رصد sur Mercredi 31 janvier 2018
ديمقراطية السيسي