شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هدايا ترامب لنتنياهو.. هل يؤجل ثمنها لما بعد الانتخابات ؟

يبدي الكثير من الإسرائيليين حماسا شديدا لانصياع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرغبات رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو، وتحويل هذه الرغبات إلى أمر واقع.

ترامب اعترف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها، في خطوة امتنعت كافة الإدارات السابقة عنها، كما تبنى موقف الاحتلال بالكامل من قضية اللاجئين الفلسطينيين، وسحبت إدارته تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».

كما انسحبت بلاده من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، وأوقفت تمويلها لها حتى قبل انسحاب الاحتلال  منها، بسبب تصويت المنظمة على انضمام «دولة فلسطين» إليها.

آخر قرارات ترامب التي اعتبرت هدية انتخابية لنتنياهو قبيل الانتخابات العامة في إسرائيل في التاسع من أبريل القادم، كان الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل، وهو قرار لاقى رفضا دوليا، لمخالفته لقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها المتعلقة بالأراضي المحتلة عام 1967.

ترامب: الجولان لإسرائيل

لحظة توقيع ترامب على اعتراف بلاده بسيادة الاحتلال على الجولان

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Mardi 26 mars 2019

ورغم تلبية إدارة ترامب الكثير من مطالب الاحتلال حتى الآن، يعبر محللون عن قلقهم من «الكرم الترامبي»، لأنه لن يكون دون ثمن، خاصة مع نية الإدارة الأميركية الإعلان عن تفاصيل خطتها للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم «صفقة القرن».

محرر الشؤون الدولية في موقع «واللا» الإخباري العبري أورن نهاري كتب مقالا في 27 مارس الجاري بعنوان «عند ترامب لا يوجد عشاء دون مقابل، وإسرائيل ستدفع ثمن هدية الجولان والقدس».

نهاري، قال إن ما يقوم به ترامب تجاه رئيس وزراء الإسرائيلي هو عمليا «تقديم نصر سياسي كبير لنتنياهو قبل الانتخابات».

واستدرك «لكن بعد الانتخابات سيأتي وقت دفع نتنياهو (أو من سيحكم إسرائيل) الثمن، حين يعرض ترامب وفريقه صفقة القرن للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين من جهة والعالم العربي من جهة أخرى».

وأضاف نهاري «بعد هذه الهدايا القيمة، سيكون من الصعب جدا وربما من المستحيل على نتنياهو رفض الصفقة التي سيضعها الأميركيون على الطاولة أمامه».

وتابع «الشيء الوحيد الذي على نتنياهو الصلاة من أجل حدوثه، هو أن يرفض الفلسطينيون الصفقة، وهذا مرجح، لكن ذلك سيكون قصة ثانية».

بدوره، اتفق الباحث في التحولات السياسية د. ابراهيم سميح ربايعة، مع ما طرحه نهاري، ويقول «إن الإدارة الأميركية أشارت بأكثر من مناسبة في سياق التمهيد لصفقة القرن، أن هكذا خطوات تسهل الوصول لاتفاق سلام تاريخي من خلال نزع ما تراه أنه معيقات الحل الرئيسية».

وأردف ربايعة، «أكثر من مسؤول أمريكي أكد أن على إسرائيل تقديم تنازلات كبيرة لاحقا من خلال الصفقة، ومن هنا فإن نتنياهو -في حال حفاظه على منصبه- سيكون أمام معادلة صعبة لن يستطيع من خلالها رفض مقترحات السلام الأميركية».

وأوضح أن «آلية طرح صفقة القرن ستكون المحدد الرئيسي لتحديد موقف نتنياهو، فهل ستطرح مباشرة على الفلسطينيين؟ وبالتالي قد يزيح رفضهم عن نتنياهو عبء مواجهة ترامب؟ أم هل سيتم طرحها وتنفيذها على الأرض بشكل مباشر وبغطاء عربي؟ أي بمكاشفة مباشرة وصعبة مع نتنياهو».

تفاصيل صفقة القرن

دولة فلسطينية منزوعة السلاح واستحداث عاصمة لها.. كبير المفاوضين الفلسطينيين يكشف تفاصيل صفقة القرن

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Lundi 22 janvier 2018

وفي صحيفة معاريف كتب المحلل افرايم غانور في مقال الشهر الماضي أن نتنياهو سيواجه صعوبة في تسويق صفقة القرن لدى شركائه في معسكر اليمين، فهذه الصفقة لو تم الكشف عنها قبل الانتخابات لوجد نتنياهو نفسه في مواجهة هذا المعسكر، خاصة نفتالي بنيت واييلت شاكيد (حزب اليمين الجديد)، وأفيغدور ليبرمان (إسرائيل بيتنا)، الذين يدعون أنهم هم اليمين الحقيقي، وأن نتنياهو يتقمص دور اليميني.

غانور أشار إلى تسريبات حول صفقة القرن ذكرت أنها ستنص على إقامة دولة فلسطينية في 90% من مساحة الضفة الغربية، وتفكيك البؤر الاستيطانية وإخلائها، فيما ستبقى الأماكن المقدسة تحت السيطرة الإسرائيلية وستدار بشكل مشترك مع الفلسطينيين والأردنيين، مع إمكانية تبادل أراض بهدف ضم الكتل الاستيطانية في «معاليه أدوميم» (شرق القدس)، و«غوش عتصيون» جنوبها.

وأوضح أن المشكلة الكبرى ستكون بالنسبة لنتنياهو واليمين هي تقسيم القدس، فكما يبدو، تنص الصفقة على أن القدس الغربية ستكون عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، والشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وهذا الجزء سيصعب على الجناح اليميني في الخريطة السياسية الإسرائيلية قبوله.

الكاتب الأميركي توماس فريدمان حذر أيضا في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز من العلاقة الأميركية الإسرائيلية.

وينسب فريدمان إلى عاموس يدلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي «أمان» وصفه العلاقة بين ترامب والكونجرس من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى بأنها «حب إسرائيل حتى الموت» تتصف بالدعم المطلق لإسرائيل مما يشكل تهديدا للأخيرة.

يدلين يفسر ذلك بالقول «إن إسرائيل تواجه تهديديْن وجودييْن، الأول هو إيران، وهي تملك استراتيجية للتعامل معه، والثاني هو تحوّل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، ولا يوجد لدى لإسرائيل استراتيجية للتعامل معه».

ويرجع يدلين سبب وجود التهديد الثاني الذي يواجهه الاحتلال الإسرائيلي إلى الإدارة الأميركية خاصة الرئيس ترامب، وأيضا إلى أعضاء الكونجرس المؤيدين للاحتلال، ولجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية «الإيباك» اللوبي الرئيس المناصر للاحتلال.

وأوضح يدلين أن التهديد يكمن في تمادي الإدارة الأميركية بدعم طلب نتنياهو بالسيطرة الدائمة على الضفة الغربية، ما يخلق وضعا سيؤدي إلى انهيار السلطة هناك ويدفع الفلسطينيين لطلب الجنسية الإسرائيلية، وستجد تل أبيب نفسها تحكم مليونين ونصف مليون فلسطيني مع خيار السماح لهم بتقاسم السلطة عبر المساواة، أو خيار حرمانهم منها بشكل ممنهج.

الدولة العنصرية

دولة قومية لليهود والقدس كاملة عاصمتها..ماهي تفاصيل القانون الإسرائيلي الجديد الذي وصفه نتنياهو بالحاسم والتاريخي؟

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Jeudi 19 juillet 2018

مدير وحدة «المشهد الإسرائيلي» في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، أنطوان شلحت، تناول بعدا آخر لعلاقة نتنياهو- ترامب.

ويرى شلحت، أن «العلاقة بين إسرائيل والإدارة الأميركية حاليا لها جانب آخر متعلق بانحياز إسرائيل ليس إلى جانب الحزب الجمهوري فقط، بل إلى الجناح المتطرف في الحزب الجمهوري، وهذا يمكن أن يشكل تهديدا لإسرائيل في حالة عودة الحزب الديمقراطي للحكم مستقبلا»، حسب الأناضول.

وبيّن شلحت «قد يسعى الديمقراطيون إلى تصفية حساباتهم مع إسرائيل في المستقبل، فسياسة نتنياهو الحالية مخالفة للسياسة التاريخية التي كانت تضبط علاقة إسرائيل مع كلا الحزبين، فلم يسبق أن انحازت حكومة إسرائيلية لصالح حزب أميركي على حساب الآخر».

شلحت أضاف «من ناحية ثانية سيؤثر تقارب نتنياهو ترامب على علاقات إسرائيل مع يهود الولايات المتحدة، فهم مرتبطون تاريخيا بالحزب الديمقراطي، وهو ما سيجعلهم يتأثرون سلبا بسبب سوء إدارة نتنياهو لعلاقاته مع الحزب الديمقراطي».

الأناضول



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023