نشر موقع «ميدل إيست آي» في لندن تقريرا أعده عريب الله، يقول فيه إن المعتقلين من أبناء الروهينجا في السعودية بدأوا إضرابا عن الطعام لمنع ترحيلهم من المملكة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته «عربي21»، إلى أن أعداد من الروهينجا المحرومين من الجنسية في بلادهم بورما، الذين اعتقلتهم السلطات السعودية في مركز اعتقال، بدأوا إضرابا عن الطعام، مطالبين بالإفراج عنهم.
ويفيد عريب الله بأن المعتقلين أخبروا الموقع، من خلال هواتف تم تهريبها من مركز اعتقال الشميسي في جدة، على ساحل البحر الأحمر، أن عددا من المعتقلين قرروا الإضراب عن الطعام؛ احتجاجا على استمرار اعتقالهم وترحيلهم المحتمل.
ويلفت الموقع إلى أنه تم اعتقال أبناء الروهينغا في السعودية ضمن حملات الملاحقة ضد العمال غير الشرعيين، بعد وصولهم إلى المملكة من خلال جوازات سفر مزوره، مشيرا إلى أن بعضهم قضى خمسة أعوام في السجن السعودي دون توجيه اتهامات لهم، ما جعل عدد منهم يصاب بكآبة وأمراض نفسية بسبب طول فترة الاعتقال.
وينوه التقرير إلى أن هذا الإضراب عن الطعام جاء بعد إفراج السعودية عن معتقلين من الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما، ولديهم إقامة رسمية في المملكة.
وينقل الكاتب عن المعتقلين الذين تحدثوا للموقع دون ذكر أسمائهم؛ خوفا من العقاب، ومنهم حسن الذي أضرب عن الطعام، قولهم: «لدينا مطلب وحيد وهو الحرية.. يقول السعوديون إن بإمكانهم ترحيلنا لدول تملك بصماتنا، لكننا قلنا لهم إننا لا نستطيع العودة، وإذا لم يتم الإفراج عنا فإننا سنواصل الإضراب ونموت».
ويذكر الموقع أنه تم نقل ستة من المعتقلين الروهينجا للمستشفى منذ بدء الإضراب يوم السبت، مشيرا إلى أن المعتقلين قالوا إن السعودية بدأت «بتعذيبهم نفسيا»، وحرمتهم من بطانياتهم وأسرتهم.
ويورد التقرير نقلا عن حسن، قوله إن المكيف يعمل 24 ساعة على مدى أيام الأسبوع، في الوقت الذي أخذت فيه وسائدهم وأغطية فراشهم، و«نحن جالسون على أسرتنا الحديدية، ونشعر بالدوار بسبب عدم تناولنا الطعام.. يحاولون التضييق علينا لنتوقف» عن الإضراب.
ويقول الكاتب إن صور الفيديو التي التقطها الناشطون تؤكد أن السلطات السعودية حرمت معتقلي الروهينجا من الفراش، لافتا إلى قول آخرين إنهم أجبروا على الجلوس في غرفة دون مكيف في ظل حرارة مرتفعة، وقيل لهم إنهم سيخرجون منها لو أنهوا الإضراب عن الطعام.
بدل التخفيف عنهم.. السعودية تعتقل لاجئي الروهينجا الذين لجؤوا إليها في ظروف قاسية
Publiée par شبكة رصد sur Mercredi 31 octobre 2018
وينقل الموقع عن سيد، المعتقل منذ خمسة أعوام، قوله إنه وضع في غرفة ساخنة، وأضاف سيد في رسالة صوتية سجلها: «وضعونا في غرفة حارة للغاية، وطلبوا منا وقف الإضراب.. لا أعلم كم سنبقى لأن الحرارة فيها مرتفعة جدا، لكن لا خيار لدينا».
ويورد التقرير نقلا عن منظمات حقوق الإنسان، قولها إن المئات من معتقلي الروهينجا معتقلون في السجون السعودية لفترة غير محدودة، مشيرا إلى أن الكثيرين دخلوا إلى السعودية من خلال جوازات سفر مزورة، بعد حملات الإبادة التي تعرضوا لها على يد القوات البورمية.
ويشير عريب الله إلى أن معظمهم حضروا من خلال جواز سفر بنجلاديشي، فيما دخل آخرون مستخدمين جوازات سفر هندية وباكستانية ونيبالية، وبعد وصولهم أخذت بصماتهم بموجب الجواز الذي يحملونه، وإذا تم ترحيلهم فإنهم سيرحلون لبلدان لم يزوروها أبدا.
وبحسب الموقع، فإن الناشط الروهينجي ناي سي لوين من تجمع الروهينجا الأحرار حث الرياض الإفراج عن المعتقلين دون توجيه اتهامات، وقال: «هذه هي المرة الثالثة التي يقرر فيها 650 معتقلا الإضراب عن الطعام»، وأضاف أن السعودية يعيش فيها 300 ألف لاجئ من الروهينجا منذ عقود، ولم يحضر أي منهم بجواز بورمي؛ لأن السلطات هناك لا تعترف بهم.
وتختم «ميدل إيست آي» تقريرها بالإشارة إلى قول الناشط الروهينجي إن «على الرياض إعادة النظر في قرارها، والإفراج عن المعتقلين، وإظهار التضامن مع آلاف الناجين من حرب الإبادة في ميانمار، الذين يعيشون الآن في بنجلاديش».