عرض رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، رؤية حركته لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، و”صفقة القرن” الأمريكية للسلام المزمع طرحها في يونيو/ حزيران المقبل.
جاء ذلك في كلمة له خلال لقاء عقدته “حماس” في مدينة غزة، السبت، مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية تحت عنوان “متحدون في مواجهة صفقة القرن”.
وقال هنية، إن “مواجهة صفقة القرن تتطلب استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والالتزام بكافة اتفاقيات المصالحة التي تم توقيعها سابقا”.
وشدد على استعداد “حماس” لعقد لقاءات عاجلة وسريعة مع جميع الأطراف الوطنية دون استثناء، خاصة قيادة حركة “فتح”، لبحث كيفية استعادة الوحدة.
وأضاف: “ليس لدينا فيتو على أي لقاء طالما أنه سينطلق نحو استعادة الوحدة الوطنية، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي”.
ورأى أنه لإنهاء حالة الانقسام، يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية “سياسية بامتياز”، من جميع الفصائل والقوى الفلسطينية.
وأشار أن مهمة الحكومة ستكون التحضير لإجراء انتخابات شاملة، والعمل على توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وأكد هنية أن تحقيق الوحدة الوطنية، يتطلب أيضا الدعوة بشكل عاجل إلى اجتماع للأمناء العامين للفصائل، لمناقشة البرنامج السياسي الفلسطيني، وإعادة ترتيب منظمة التحرير لتضم الكل الوطني الفلسطيني.
وقال إن حركته “لا تطرح بديلا عن منظمة التحرير، وإنما تريد لها أن تكون قوية وعنوانا جامعا لكل أبناء الشعب الفلسطيني”.
ومنذ عام 2007، يسود انقسام سياسي فلسطيني بين “فتح” و”حماس”، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه.
والنقطة الثانية في رؤية “حماس” لمواجهة “صفقة القرن”، بحسب ما ذكر زعيم الحركة، تتمثل بإطلاق فعاليات ومؤتمرات شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة وخارج فلسطين لمناهضة الصفقة.
وشدد على ضرورة مغادرة مسار اتفاقية “أوسلو” للسلام (الموقعة في 1993 بين منظمة التحرير وإسرائيل)، والبحث عن مسار مختلف لأنه وصل إلى طريق مسدود.
كما دعا هنية ضمن رؤية حركته، إلى وقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، كونه يشكل خطرا كبيرا ويضعف الحالة الفلسطينية، ويشجع الإدارة الأمريكية على الاستمرار في مخططاتها التصفوية لحقوق الشعب الفلسطيني.
وطالب بضرورة وجود تحرك عربي وإسلامي قوي وفاعل لدعم الشعب الفلسطيني، ومواجهة محاولات الالتفاف على حقوقه.
وأضاف أن “حركة حماس سوف تسخر كل إمكانياتها التنظيمية والسياسية والعسكرية والإعلامية والشعبية من أجل دعم الموقف الوطني الرافض لصفقة القرن”.
وجدد تأكيد حركته رفض إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة أو دون القطاع، أو التنازل عن مدينة القدس أو حق العودة، أو إقامة وطن بديل في الأردن.
و”صفقة القرن”، هي خطة سلام تعتزم الولايات المتحدة الكشف عنها في يونيو/ حزيران المقبل.
ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بينها وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.