تراجع المغرب عن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية S400، تخوفا من قانون «كاتسا» الأميركي الذي يفرض عقوبات على الدول التي تتعامل مع إيران وروسيا وكوريا الشمالية.
ويعد قانون كاتسا اختصارا Countering America’s Adversaries Through Sanctions Act، مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، يهدف إلى تعزيز الضغوط على خصوم الولايات المتحدة بهدف إبقاء الأميركيين آمنين.
جاء ذلك في تقرير لمجلة «defensa.com» الإسبانية المتخصصة في الشؤون الدقاعية، نشرته الجمعة 24 مايو، بعنوان «قانون كاتسا يدفع المغرب نحو سلاح الدفاع الجوي الأميركي».
وكشفت «defensa.com» في التقرير الذي ترجم «عربي21» أهم فقراته، «حتى وقت قريب، كانت منظومة الدفاع الجوي الروسية S400، الأحدث والأكثر قوة على مستوى العالم، تحظى باهتمام كبير من قبل المغرب».
وتابع التقرير: «غير أن القانون الذي اعتمدته أمريكا لمواجهة خصومها بالعقوبات المعروف بـ(كاستا)، والذي يفرض عقوبات على إيران وروسيا وكوريا الشمالية، غير نوايا الرباط».
وأضافت المجلة، نقلا عن مصادرها: «ولتفادي عقوبات أميركا، عاد المغرب بقوة إلى سوق السلاح الأميركي، ودخل المغرب مفاوضات جادة ومعمقة مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل شراء نظام الدفاع الجوي (باتريوت 104-ميم)».
واعتبرت المجلة أن نظام (باتريوت 104-ميم) يستطيع مراقبة 100 هدف، ويستطيع توجيه 9 صواريخ إلى أهداف مختلفة في وقت واحد، كما أنه يستطيع التصدي للصواريخ الباليستية على مدى 40 كيلومترا، وأهداف متحركة في مجال 100 كيلومتر.
وأوضحت أن «مفاوضات المغرب حول صواريخ (باتريوت)، وجهتها بشكل كبير الحرب المفتوحة التي تخوضها أمريكا ضد البلدان التي أعلنت رغبتها في شراء S400 الروسية، مثل الصين التي فرضت عليها العقوبات، وتركيا التي عاقبتها أميركا بوقف صفقة طائرات F35».
وزادت أن «الموقف المغربي يشبه إلى حد كبير موقف حلفائه في السعودية وقطر، الذين قرروا بدورهم التراجع عن السلاح الروسي أمام التهديدات الأمريكية، بخلاف العراق التي تبتز أميركا، والهند التي استفادت من عفو أميركي بعد إبرامها عقد تسليح ضخم مع واشنطن».
وسجلت أن «المغرب دخل منذ مدة سباق تسلح بخصوص الدفاعات الجوية بعيدة المدة، حيث اقتنى من الصين منظومة (HQ-9B)، ومن فرنسا نظام (SAMP-T)، وراهن على اقتناء منظومة S400 الروسية التي شكلت بالنسبة للرباط هدفا هاما، حيث تعد الأسلحة الدفاعية بعيدة المدى هي نقطة الضعف البينة في استراتيجية الدفاع المغربية».
وأفادت بأن البلدان المجاورة للمغرب تملك نظم دفاع جوي يضم “PAC-2″ و”PMU-2″ و”S-300″ و”104C-MIM”.
وشددت المجلة على أن الجزائر حصلت في السنوات الأخيرة على نظام «إسكندر» الهجومي مع قدرة على ضرب أهدافه بعمق 300 كيلومتر، وهو ما يعد تهديدا خطيرا يستوجب الرد السريع عليه.
وتقول روسيا عن «إسكندر»، إنه سلاح هجومي خطير قادر على حمل رأس نووي، وقادر على تدمير المنشآت المحصنة النائية ويصعب على وسائل الدفاع الجوي إسقاط صاروخ “إسكندر” فإن من يحصل عليه يحوز على ما يجعله قويا يحسب له ألف حساب.