تقول صحيفة «الجارديان» البريطانية٬ في افتتاحيتها٬ إنه ليس من المصادفة أن يأتي فض اعتصام الثوار السودانيين بعد اجتماعات بين القادة العسكريين هناك والأنظمة العربية «الاستبدادية»٬ التي تحاول تشكيل مستقبل السودان.
ونسبت الصحيفة العالمية إلى محللين قولهم إن «حكام مصر والسعودية والإمارات يقاومون أي توجه نحو الديمقراطية في المنطقة ويعملون معا لإحباط تطلعات حركة الإصلاح السودانية».
وأشارت الصحيفة إلى زيارة رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق «عبد الفتاح البرهان» إلى مصر الأسبوع الماضي، موضحة أن «عبد الفتاح السيسي» يقدر وجود سودان يساعد في محاربة الإسلاميين، وقد يأمل في الحصول على تنازلات سودانية حول النزاعات الحدودية ومياه النيل مقابل دعم جنرالات الخرطوم.
وقالت الصحيفة إن مصر قدمت بالفعل مساعدة كبيرة لعسكر السودان باستخدام نفوذها الإقليمي، ونجحت في تمديد مهلة الاتحاد الأفريقي إلى ثلاثة أشهر بدلًا من 15 يومًا.
وبعد مصر، ذهب «البرهان» إلى الإمارات التي وعدت بالاشتراك مع السعودية بتقديم ثلاثة مليارات دولار له منذ صعوده لقيادة المجلس العسكري.
كما زار قبله بيوم واحد «جدة» نائب البرهان٬ محمد حمدان دقلو «حميدتي» قائد قوات الدعم السريع -التي قادت فض اعتصام القيادة العامة- والتقى ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان».
وذكرت صحيفة «الجارديان» أن جنرالات السودان -من يسيطرون على الحكم الآن» يخشون من المحاسبة إذا رضخوا لمطالب المعارضة المدنية بتسليمها السلطة، كما أن الدول العربية الإقليمية تريد أن تكون قادرة على التأثير في سياسة السودان المستقبلية.
وأضافت أنه وبهذا الصدد، تتوافق مصالح الجانبين مع مصالح الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس «دونالد ترامب».