أعلنت قوى الحرية والتغيير المعارضة بالسودان، إنهاء العصيان المدني الشامل بعد 3 أيام من انطلاقه في عموم البلاد، وتعليق الإضراب السياسي مؤقتا لإعادة ترتيب هذه الأوضاع بحيث تستمر المقاومة بشكل أقوى وأكبر.
وقالت المعارضة السودانية، إنه في إطار تقييم الأوضاع خلال أيام العصيان المدني تم التواصل مع قطاعات عريضة من الشعب السوداني، خصوصاً القطاعات الحيوية مثل قطاع الطيران والبنوك والمستشفيات والخدمات وبالأخص خدمات التموين والمواد الغذائية والأدوية.
وتابعت، ” تظل تجربة العصيان المدني تجربة بارزة في تاريخ المقاومة السلمية تؤكد عظمة وخبرة الشعب السوداني في فرض إرادته الشعبية والإمساك بزمام أمره”.
وأضاف البيان أنه خلال ثلاثة أيام من الصمود التاريخي تم تنفيذ العصيان بنسبة مرتفعة جداً وعلى جميع المستويات الحيوية في جميع المدن السودانية، وأن هذا الإجماع المدني غير المسبوق هو بمثابة رسالة واضحة للمجلس العسكري حول مكامن قوة وجبروت الشعب السوداني.
وأوضحت قوى المعارضة السودانية أن المجلس العسكري الانتقالي تكبد خسائر سياسية جمة بما لا يُقاس، وتكشفت له حقيقة أن مقاليد الحكم هي بيد أهل الشأن، الشعب السوداني العظيم.
وفيما يلي نص البيان كاملا:
جماهير شعبنا الأبي؛
نقف لكم اليوم إجلالاً واحتراماً وأنتم تفتتحون فصلاً جديداً من فصول ثورتكم المجيدة التي تسير في طريق لا رجعة عنه، طريق إكمال مهامها بالإنتقال لسلطة انتقالية مدنية تنفذ البرنامج المنصوص عليه في إعلان الحرية والتغيير. هذه الثورة لن تهزمها مخططات إنقلابية أو مليشيات إرهابية، والنصر المؤزر الذي تحقق أيام العصيان المدني الثلاثة بعد انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك يثبت حقيقة ساطعة كالشمس، وهي أن شعب السودان موحد ضد الانقلاب ومجرميه ومليشياته، وأن كنانة وسائل المقاومة السلمية لشعبنا لم تنفد ولا قبل لشمولي بها.
شعبنا الأبي؛
انخرطت قوى الحرية والتغيير في سلسلة اجتماعات حول المسار السياسي والميداني في المرحلة الحالية والمقبلة، في طريق مراكمة العمل الشعبي الواسع لنقل مقاليد الحكم لسلطة انتقالية مدنية، وهو الطريق الذي مهرته الدماء الزكية التي لن يفر سافكوها بغير عقاب.
لقد سطر الشعب السوداني كما المعتاد ملحمةً جديدةً في درب النضال، ووعد وأوفى كأبهى ما يكون الوفاء، وأثبت أنه قادر على تركيع الطغاة متى أراد، كما أنه صاحب القرار والقول الفصل سلماً وقياماً وتظاهراً وإضراباً وعصياناً.
يا شعبنا العظيم، إننا وفي إطار تقييم الأوضاع خلال أيام العصيان تواصلنا مع قطاعات عريضة من جماهير شعبنا، خصوصاً القطاعات الحيوية مثل قطاع الطيران والبنوك والمستشفيات والخدمات وبالأخص خدمات التموين والمواد الغذائية والأدوية، ومن خلال إفاداتهم وضح الآتي:
١. تظل تجربة العصيان المدني تجربة بارزة في تاريخ المقاومة السلمية تؤكد عظمة وخبرة الشعب السوداني في فرض إرادته الشعبية والإمساك بزمام أمره
٢. خلال ثلاثة أيام من الصمود التاريخي تم تنفيذ العصيان بنسبة مرتفعة جداً وعلى جميع المستويات الحيوية في جميع المدن السودانية
٣. هذا الإجماع المدني غير المسبوق هو بمثابة رسالة واضحة للمجلس العسكري حول مكامن قوة وجبروت الشعب السوداني
٤. لقد تكبد المجلس العسكري خسائر سياسية جمة بما لا يُقاس، وتكشفت له حقيقة أن مقاليد الحكم هي بيد أهل الشأن، الشعب السوداني العظيم.
كما وضح أنه من الممكن تعليق العصيان المدني والإضراب السياسي مؤقتاً لإعادة ترتيب هذه الأوضاع بحيث تستمر المقاومة بشكل أقوى وأكبر.
بناءً على ذلك قررنا في قوى إعلان الحرية والتغيير دعوة جماهير شعبنا لتعليق العصيان المدني ورفع الإضراب السياسي حتى إشعار آخر، وذلك بنهاية اليوم الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٩ ليزاول الناس أعمالهم اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء ١٢ يونيو ٢٠١٩، مع الاستمرار في الاستعداد والتنظيم للجان الأحياء ولجان الإضراب في القطاعات المهنية والعمالية المختلفة.
جماهير شعبنا الأبي؛
إننا في قوى إعلان الحرية والتغيير نؤكد أن وحدتنا وسلميتنا هما طريقنا نحو الخلاص وأن هذا الطريق طويل، فإزالة سلطة مكثت على صدورنا لثلاثين عاماً تتطلب عبور جبال من المشاق سنتجاوزها بإرادة لن تنكسر، وإن العصيان المدني الذي نجح بصورة باهرة هو علامة بارزة في هذا المسار الذي سيتواصل حتى نقل السلطة لمدنيين وفقاً لإعلان الحرية والتغيير الذي تعاهدنا عليه.
لن ينشغل شعبنا بأكاذيب وتلاوين من يحاولون اختطاف ثورات الشعوب وإظهار الحمية على الشعب السوداني بالقول وقتل شبابه وأحلامه وتطلعاته بالفعل، فالشعب هو الذي يعصي وهو الذي يشد ويرخي، وهو الذي يصنع القرار، لا الإمعات المستلب قرارهم مبتدأ ومنتهى.