نشر موقع «بزنس إنسايدر» تقريرا، يتحدث فيه عن ملاحقة السعودية للنساء الهاربات من خلال تطبيق يستهدف هواتفهن النقالة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته «عربي21»، إلى أن السعودية تستخدم تكنولوجيا عسكرية لاستهداف الهواتف النقالة للفتيات الهاربات من النظام الأبوي.
وينقل الموقع عن أربع فتيات قولهن إنه تم استهدف هواتفهن عبر الرقم الدولي للجهاز، وتحديد مكان الشخص، مع أنه من النادر استخدامه في ملاحقة الأهداف المدنية، وعادة ما يستخدمه الجيش الأميركي لتحديد أهداف الطائرات دون طيار.
ويجد التقرير أن اللجوء إلى هذه التقنية يقدم صورة عن الجدية التي تتعامل فيها السعودية مع الهاربات من المجتمع الذكوري.
ويقول الموقع في بداية تقريره إن على أي فتاة سعودية تهرب أو تفكر في الهروب توقع ملاحقتها، فعادة تتوقع الهاربات تحقيق السلطات الأمنية مع أصدقائهن، وتتبع حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، وتجميد جوازاتهن.
ويستدرك التقرير بأن ما لم يتوقعنه هو بحث السلطات السعودية عن الرقم الدولي للجهاز؛ في محاولة منها لمواجهة الأعداد المتزايدة من الفتيات السعوديات الهاربات.
وبحسب مصادر عدة تحدثت مع الموقع، فإن الرقم الدولي المقصود هو المكون من 15 خانة عشرية، مشيرا إلى أن استخدام هذا الرقم ظل حصرا على الاستخبارات والجيش.
ويقول الموقع: «يبدو أن السلطات السعودية تتعامل مع هروب حوالي ألف فتاة كل عام على أنه تهديد أمني أو إرهابي، وقالت أربع فتيات إن سلطات بلادهن لاحقتهن في محل إقامتهن الجديد في الغرب».
رهف ليست الوحيدة..هاربات من نظام الولاية يروين قصصهن
Publiée par شبكة رصد sur Samedi 2 février 2019
وينقل التقرير عن اثنتين هربتا هذا العام، قولهما إن عناصر المخابرات السعودية جاءوا إلى بيت عائلتهما، وطلبوا صندوق المعلومات للهواتف النقالة، وأضافت اللاجئتان أن الأمن أخبر عائلتيهما بأن الرقم الدولي للهاتف النقال هو مفتاح استعادتهما.
ويورد الموقع نقلا عن فتاة سعودية ثالثة ألقى الأمن القبض عليها وهي تحاول الهروب، قولها إن الرقم الدولي للهاتف النقال أدى دورا في تتبع حركتها، مشيرا إلى أن الناشط طالب عبد المحسن، الناشط السعودي في ألمانيا، أخبر الموقع بتفاصيل ما حدث لها.
ويكشف التقرير عن أنه تم احتجاز الفتاة في دولة جورجيا عام 2018، وأخبرها محاميها المعين من الدولة أن السلطات السعودية عثرت على الرقم الدولي لهاتفها، حيث استخدمه السعوديون بالتعاون مع الشرطة الجورجية للعثور عليها، وقالت إن الشرطة الجورجية أخبرت محاميها بأنها تتبعت حركاتها بناء على طلب من الحكومة السعودية، مستخدمة الرقم الدولي للهاتف النقال الذي أخذ من صندوق الهاتف، ونقلت الفتاة إلى السعودية حيث لا تزال هناك.
وينقل الموقع عن امرأة رابعة هربت إلى أستراليا، مع أن الأمن السعودي كاد أن يلقي القبض عليها، قولها إن رجلي أمن سعوديين عثرا على الرقم الدولي لهاتفها النقال، لكنها استطاعت الحصول على لجوء قبل نجاح السعوديين في إعادتها.
ويلفت التقرير إلى أنه عادة ما يكتب الرقم الدولي على شريحة الهاتف أو على ظهر البطارية، وفي أنواع سابقة من “آيفون”، مثل «6 أس» فإن الرقم يكون موجودا في أسفل الجهاز من الخلف.
وينوه الموقع إلى أن استخدام الرقم الدولي مقتصر على وكالات الأمن القومي والاستخبارات والجيش، مشيرا إلى أن وكالة الأمن القومي اعتمدت على الرقم لتحديد أهداف في أفغانستان، وتوجيه الطائرات دون طيار، وذلك بحسب تقارير مسربة نشرها موقع «ذا إنترسبت» عام 2015.
ويورد التقرير نقلا عن الصحافي والمهندس في مجال الأمن ميكا لي، قوله: «من التفاهة ملاحقة السعودية أو أي دولة شخصا وتحديد موقعه لو كانت تعرف رقم هاتفه الدولي.. عندما تربط الهواتف بالأبراج فإنها تقوم بنقل أرقامها الدولية والمحددات الأخرى فيها، ما يعني أن شركات الاتصالات في السعودية تعرف مكان وجود كل هاتف في البلد، ويمكنها مشاركة المعلومة مع الحكومة».
ويفيد الموقع بأن «سيتزن لاب» كشف في جامعة تورنتو في مايو عن أن ثلاثة نقاد للحكومة السعودية تعرضوا للهجوم من خلال قرصنة الأمن السعودي على هواتفهم النقالة، مشيرا إلى أن المعارض السعودي عمر عبد العزيز، المقيم في كندا، قدم دعوى قضائية ضد شركة «أن أس أو» الإسرائيلية، التي باعت التطبيق المعروف باسم «بيغاسوس» إلى السعوديين.
ويورد التقرير نقلا عن الشركة، قولها للموقع إن «بيجاسوس» ليس أداة لملاحقة المعارضين السياسيين وطالبي اللجوء.
ويرى الموقع أن «اللجوء إلى حيل كهذه لملاحقة الهاربات يتناقض مع صورة التقدم التي يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تقديمها للخارج، بالإضافة إلى الترويج إلى مفهوم حصول المرأة على حقوقها ضمن خطته التي روج لها بشكل واسع (رؤية 2030)، ومن بين الأمور التي تم الحديث عنها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة عام 2018، الذي رافقه في المقابل اعتقال الناشطات اللاتي طالبن به ولعقود طويلة».
ويذكر التقرير أن سلطات أمن الدولة السعودية نشرت بعد عمليتي هرب في بداية عام 2019، فيديو في فبراير، شبه فيه النساء الهاربات بالجهاديات الإرهابيات اللاتي يعملن لجماعات مثل تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن عام 2019 شهد زيادة ملحوظة في عدد الهاربات، وهي ظاهرة وجدت دعما من منابر التواصل الاجتماعي.
ويشير الموقع إلى أن الفتاة رهف محمد، البالغة من العمر 18 عاما، هربت في بداية العام الحالي إلى تايلاند، واستطاعت الحصول على اهتمام كبير من الداعمين لها من خلال المنابر الاجتماعية، حيث حصلت على 114 ألف متابع، ما أدى بكندا إلى منحها اللجوء السياسي بعد محاولة السلطات التايلاندية ترحيلها إلى السعودية، لافتا إلى أن القائم بالأعمال السعودي في بانكوك مزح قائلا إنه تمنى لو صادر التايلنديون هاتفها وليس جواز سفرها.
في أول ظهور إعلامي لها#رهف_القنون سعيدة بتجربتها وتتوقع زيادة عدد الهاربات من السعودية
Publiée par شبكة رصد sur Mardi 15 janvier 2019
ويختم «بيزنس إنسايدر» تقريره بالإشارة إلى أن الكثير من الهاربات يعتقدن أن ترحيلهن يعني القتل أو السجن، فدينا علي السلوم، التي اعتقلت في مانيلا عام 2017، ورحلت لم يسمع عنها منذئذ، لافتا إلى أن جورجيا تعد المكان المفضل للهروب؛ لأنها لا تطلب تأشيرة دخول.