صحيفة هآرتس العبرية نشرت تقريرا عنوانه «السيسي وأمه اليهودية يواجه احتجاجات نادر» تطرقت فيه المظاهرات التي وقعت في مصر مؤكدة أنها اثارت تخوفات حول استقرار نظامه، وتطرقت للأقاويل التي تتحدذ عن ديانة أم السيسي والتي يتداول خصومه أنها من اصول عبرية مغربية قبل هجرتها لمصر وزواجها من والده.
وقالت الصحيفة : الثقة التي تحدث عنها السيسي لم تكسر السبت الماضي عندما خرج الآلاف إلى الشوارع في القاهرة والإسكندرية والسويس ومدن أخرى وطالبوا بعزله، الشرخ بدأ بعد وقت قصير من تسلمه للحكم ، وبدأ بتنفيذ سياسة القبضة الحديدية ضد خصومه السياسيين.
وأوضحت الصحيفة أنه لم يوجه صراعه فقط ضد الإخوان المسلمين، الذين أطاح السيسي برئيسهم واعتبرهم منظمة إرهابية، بل هناك أكاديميون وصحافيون ونشطاء أحزاب ومنظمات حقوق المواطن وفنانون وطلاب وجدوا أنفسهم في السجن أو تحت تهديد قضايا قانونية، إما بذريعة المس بأمن الدولة أو المس باحترام الرئيس أو سمعة مصر. كثيرون منهم “اختفوا” لوقت طويل دون أن يعرف أحد من أقاربهم مكان اعتقالهم ومصيرهم وقد منعوا من الالتقاء مع المحامين أو الاتصال مع عائلاتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهور الواسع لا يعرف، لأن قليلين منهم ينجحون في الوصول إلى وسائل الإعلام، ولكن لكل موجة اعتقالات بطل، وبطلة المظاهرات الأخيرة هي المحامية ماهينور المصري، ناشطة في حقوق الإنسان (33 سنة)، اعتقلت عند خروجها من مبنى المدعي العام في القاهرة. هناك أعطت استشارة لمعتقلين آخرين.
وقالت الصحيفة إنه ربما تساهم تلك الفيديوهات االتي نشرها محمد علي عن الفساد في الجيش في هز القيادة العسكرية وإجراء تغييرات في الوظائف
وأضافت الصحيفة: «ولكن خلافاً لمبارك، الذي عانت علاقته مع الجيش بين ارتفاع وهبوط، وساد بينه وبين وزير الدفاع وقائد الجيش محمد حسين طنطاوي توتر وصل إلى الذروة عندما وقف الجيش إلى جانب المتظاهرين في الربيع العربي في 2011… يبدو أن للسيسي علاقة وطيدة مع الجيش ووزير الدفاع الجنرال محمد زكي. زكي كان قائد القوة التي اعتقلت مرسي في القصر الرئاسي وشهد ضده بأنه أمر الجيش بإطلاق النار على المتظاهرين».
ولكن مؤخراً، نشرت تقارير تفيد بأنه هناك، بين السيسي وزكي، خلافاً في الرأي قد يؤدي إلى عزل زكي، كجزء من تعزيز رص الصفوف الذي ينوي السيسي إجراءه في الحكومة؛ فربما تساهم تلك الفيديوهات االتي نشرها محمد علي عن الفساد في الجيش في هز القيادة العسكرية وإجراء تغييرات في الوظائف. حسب عدد من التقارير فإن الشخص المسؤول عن الكوادر العسكرية والسياسية هو رئيس المخابرات عباس كامل، المعروف في إسرائيل باعتباره الشخص المكلف من قبل الرئيس بالاتصالات مع حماس والجهاد الإسلامي، والذي يحاول التأثير على السيسي لعزل رئيس الحكومة مصطفى مدبولي بسبب فشله الإداري الذي يضر بخطة الإصلاحات والتطوير التي يحاول السيسي تنفيذها.
مصادر في مصر قالت للصحيفة العبرية إن المظاهرات الأخيرة وضعت السيسي في وضع محرج جداً، سواء بسبب إبراز الحرب ضد الفساد العسكري أو بسبب عرضهم السيسي كمن يجهل ما يحدث في الجيش. لذلك، رغم حقيقة أنه اعتبر درعاً للجيش وأنه هو الذي منح وزارة الدفاع الحصانة ضد انتقاد مجلس الشعب، فسيضطر إلى إجراء تغييرات بعيدة المدى في القيادة العليا لإظهار السيطرة وتهدئة غضب الجمهور.
يعرض أعداء الرئيس مشاهد لا تقل غرابة. هذا الأسبوع نشرت على مواقع التواصل وثائق كما يبدو تذكر أن والدة السيسي يهودية مغربية باسم مليخا تيتاني، وهذا هو سبب العلاقة الوطيدة التي يقيمها مع إسرائيل. المثير هو أن حكومة المغرب بادرت إلى نفي ذلك بشكل رسمي، وإنكار أن الوثائق أصلية.
ووجب على شمعون بيرس أن يضحك في قبره، فهو ليس الزعيم الوحيد الذي أمه تخجله لأنها ابنة الشعب العدو المثير هو أن حكومة المغرب بادرت إلى نفي ذلك بشكل رسمي، وإنكار أن الوثائق أصلية. ولكن هذا غير مهم، فقد تحولت الشائعات إلى حقائق.
النوادر الشائقة التي ترافق المواجهات الكلامية بين الرئيس ومقربيه وبين معارضيه لا يمكن أن تغطي السخونة التي قد تصل إلى درجة الغليان.
مصر تحصل على مديح البنك الدولي ومن مؤسسات تمويل دولية من جراء الإصلاحات التي يقوم بها السيسي، وخفض نسبة التضخم والتقليص الحاد في الدعم الحكومي. توقعات النمو إيجابية، وحتى البطالة انخفضت.