ارتبط اسم محافظة الدقهلية وخاصة مدينة المنصورة في العقود الأخيرة بالتفوق العلمي والطبي؛ ويرجع الفضل في ذلك إلى مركز زراعة الكِلي الذي أسسه الدكتور محمد غنيم ليحتل مكانة عالمية في هذا المجال، ولكن شتان بين هذا الانجاز العلمي وبين باقي الخدمات الصحية في المحافظة، والتي تعاني من تدني شديد. فهذا لسان حال المرضى يقولون " ليت كل المستشفيات مثل مركز الكلى".
تجولت كاميرا شبكة "رصد" الإخبارية في 3 مستشفيات هي؛مستشفى المنصورة الدولي، والمستشفى العام ، ومستشفى الطوارئ لتسجل صورا تشهد على الإهمال الكبير التي تعانيه تلك المستشفيات، من دماء على الأرض وحمامات غير آدمية، وكل هذا وسط غياب لعاملات ومسئولي النظافة بالمستشفى، فضلا عن قلة الإمكانيات والمستلزمات الطبية وخروج بعض الحالات لعدم وجود إسعافات لإنقاذ حياة المرضى.
المستشفى الدولي
أزمة أسرة
تقول الحاجة ماجدة على "ربة منزل " بمركز بلقاس: " توجهت إلى المستشفى العام بالمنصورة أثر أزمة قلبية، ونظرا لعدم وجود إمكانيات بالمستشفى وخطورة حالتي؛ تم تحويلي إلى مستشفى الطوارئ بالعناية المركزة، وللأسف أعادوني مرة أخرى للمستشفى العام لعدم وجود أماكن فارغة بمستشفى الطوارئ ".
المستشفى الدولي
وتقول أمال المتولي "مرافقة لمريضة بمستشفى الطوارئ" : " أن الخدمات التي تقدم هنا لا تصل إلى المستوى المطلوب، فمن الواضح أن المستشفى غير قادرة على استيعاب كل الحالات التي تحتاج إلى أن تحجز بها، فعندما تبدأ أي حالة في الاستقرار تغادر المستشفى سريعا، حتى تفسح مكان لمريض أخر وهكذا.."، وأوضحت "أمال" أن طاقم التمريض يؤكد لهم أن سرعة إخراج المريض من المستشفى تأتي بسبب قلة عدد الأسرة، وكذلك قلة عدد مقدمي الرعاية الصحية من الأطباء والتمريض والعمال.
المستشفى العام
وأشارت "أمال" إلى أنها تتمنى أن يكون هناك تحسين، وتطوير في الخدمات الصحية من أجل راحة كل مريض وليس لها فقط.
نقص طاقم التمريض
من جانبه قال الدكتور ممدوح عز الدين – أخصائي نساء وتوليد بمستشفى المنصورة الدولي- :" إنني أعانى من نقص حاد في العمالة المساعدة كالممرضات وعمال النظافة"، مشيرا إلى أن حالات حرجة كثيرة تأتي إليه لإجراء عمليات جراحية ، ويضطر للانتظار حتى تأتى الممرضة، حيث أنه قسم النساء والتوليد بالمستشفى لا يوجد به إلا ممرضة واحدة فقط.
المستشفى الدولي
وأكد الدكتور محمد على – بمستشفى المنصورة العام- أنه لا يوجد سوى عاملتين نظافة فقط في المستشفى كلها، وعيادات الاستقبال تحتاج باستمرار إلى نظافة من الدماء المتراكمة نتيجة جروح الحوادث؛ بالإضافة إلى نقص حاد في المستلزمات الطبية مثل "الخيط، والمخدر، وبعض المطهرات "، وقال:" مع هذا لا يتواجد معي في قسم الاستقبال دكتور التخدير، ودكتور الأوعية الدموية لأن هناك حالات لابد من تشخيصها من طبيب الأوعية الدموية قبل بدء العملية الجراحية".
